الدكتور فاضل حسن شريف
قد يكون المبتدئ تدريسه اصعب من المتقدم ليس في المادة المعطاة وانما بكيفية اعطاء المادة ومنهم المبتدئ بدراسة كتاب الله الحكيم. وكذلك تدبر القرآن واجب على كل مؤمن، وليس حصرا على عالم الدين ان يكون هو المتدبر والاخرين لا يحق لهم ذلك. ولكن كلما قدمت المادة بشكل سهل شامل بدون الدخول في التفاصيل كلما كان قارئ القرآن الكريم اكثر رغبة في تدبر ما يقرأ. وهذه السلسلة تقدم نموذج للمبتدأ والمتدبر لعلها تقدم اسهام متواضع في شمول جمهور المؤمنين الذين يرغبون البدء بدراسة وتدبر آيات القرآن الكريم.
قال الله تبارك وتعالى في سورة الاعراف عن قصة هود عليه السلام وقومه عاد "وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70) قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71) فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ (72)" (الأعراف 65-72) عاد هم قوم نبي الله هود عليه السلام الذي جاء برسالته لهم لعبادة الله وحده لا غيره وتقواه، ولكنهم جابهوه بتسفيهة وتكذيبه. فردهم عليه السلام بانه ليس كما يدعون بسفاهته ولكنه رسول رب العالمين ومبلغ لهذه الرسالة بامانة عن طريق نصحهم. ولماذا العجب يا قوم ان رسول من بينكم جاءكم بكتاب من ربكم الذي خلقكم فيه انذار لكم. والله تعالى جعلكم خلائف الارض من بعد قوم نوح الذين اغرقهم الله جل جلاله وابقى ذريته، وخلقكم اقوى من بقية الاقوام فعليكم بذكر نعمته سبحانه وتعالى لتكونوا من المفلحين اي تظفرون وتفوزون في الدنيا والآخرة. ولكن عاد قوم نبي الله هود هليه السلام ردوا نبيهم قائلين تريد منا ان نعبد الله تعالى وحده ونترك ما كان اباؤنا يعبدون فأتي يآية تبين صدف نبوتك. فأجابهم عليه السلام قد حل عليكم عذاب وغضب من الله جلت قدرته، فهل يصح ان تجادلوا نبيكم بأصنام سميتموها انتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان اي برهان او حجة بأنها آلهة تشفع لكم فسننتظر ما يحصل. فانجى الله تعالى نبيه هود عليه السلام ومن معه ممن آمن به وأهلك قومه غير المؤمنين الذين كذبوا برسالته.
قال الله عز من قائل في سورة الشعراء "كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135) قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136) إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138) فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140)" (الشعراء 123-140) قال نبي الله هود لقومه عاد المكذبين للمرسلين عليكم بتقوى الله جل جلاله وطاعته وطاعة رسوله، وما انا الا رسول امين على توصيل رسالة ربكم الله تعالى، ولا اطلب منكم أجر او منفعة فالاجر يأتي من رب العالمين، فانكم تبنون في في كل ريع اي مكان مرتفع او مدخل جبل آية اي علامة بنائية تعبثون بمعنى تتفاخرون بها بدون هدف من البناء للاستفادة منه، وتتخذون مصانع اي اماكن فارهة محكمة الصنع لتصوركم الزائف بانكم ستخلدون فيها ناسين خلود الآخرة، وعند حصول نزاع او مجادلة تبطشون اي تتعاملون بقسوة الجبارين، فعليكم بتقوى الله وطاعته وطاعة رسوله الذي امدكم بأشياء انتم اعرف بها من الآخرين فتملكون المال والانعام والاولاد والحدائق والمزارع ومياه العيون، ولكني اخاف عليكم من حساب يوم عظيم اي يوم القيامة لانكم لا تعترفوا بالله الواحد الذي انعم عليكم كل هذه النعم. وبعد كل ما قاله هود عليه السلام على قومه عاد، ردوا عليه بانك يا هود ان كانت كلامتك فيها وعظ او غير ذلك فنتحدى ان يعذبنا أحد، وما عملنا الا كما هي اخلاق وعادات الاولين منا، فكذبوه فاستحقوا الهلاك من رب العالمين القوي ذو العزة على كل ظالم جبار، ورحيم لمن آمن وعمل صالحا.
https://telegram.me/buratha