الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله تبارك وتعالى عن قصة هود عليه السلام في سورة هود "وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51) وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53) إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58) وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60)" (هود 50-60) عاد اسم قوم هود عليه السلام الذي دعاهم الى عبادة الله وحده لا يوجد اله غيره كونهم يكذبون بان الله سبحانه خالقهم، وهذا ما بينه عليه السلام لهم بان الله هو فاطرهم فلماذا لا يستخدمون عقولهم بالتفكر، ولا يطلب أجر منهم عن دعوته عبادة الله تبارك وتعالى. وقال هود عليه السلام لقومه ان يستغفروا الله ربهم ويتوبوا اليه فعندها سوف ينزل الماء عليهم بشكل وفير ليسقي الحرث والنسل، ويصبحوا اقوى مما هم عليه، والا فانكم ستجرمون على انفسكم. ولكن عاد قوم هود ردوا عليه برفض دعوته والايما بها، وعدم ترك عبادة آلهتهم لعدم تقديمك لنا بينة عن دعوتك هذه، ربما اعتراك اي اصابك ومسك سوء من آلهتنا يا هود؟ فأجابهم نبي الله هود عليه السلام اشهد الله عليكم اني بريء مما تشركون مع الله جل جلاله آلهة اخرى في عبادته كما تؤكدوه انتم، فان استطعتم فكيدوني اي فتآمروا علي بمكروه ولنرى لاني توكلت اي فوضت امري الى الله ربي وربكم ما من دابة اي مخلوق يتحرك الا هو قادر ان يحفظها و يتعامل بها ما يشاء بالحق على صراط اي طريق مستقيم، فان تولوا اي تعرضوا عن الايمان فما علي الا بلاغ الرسالة اليكم، ويستخلف رب العالمين غيركم ولا تضرونه شيئا وهو حافظ على كل شيء. ولما جاء أمر الهلاك من رب العالمين على من جحدوا آياته وعصو رسله واتبعوا اوامر الجبارين المعاندين لرسالة رب العالمين، نجى الله سبحانه هود عليه السلام من عذاب كبير ومن معه من المؤمنين، فلعنوا في الدنيا ويوم القيامة لكفرهم. فأبعد الله عاد قوم هود من رحمته.
قال الله جل جلاله في سورة فصلت "فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14) فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16)" (فصلت 13-16) قال الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم قل للكافرين عند اعراضهم لرسالتك بانذارهم بنزول الهلاك عليهم كما حصل سابقا هلاك قوم عاد وثمود بعد ان جاء هود عليه السلام الى عاد وصالح عليه السلام الى ثمود بدعوتهم لعبادة الله وحده وعدم اشراك احد به، فكان الرد بانهم اقوياء ولا يقدر عليهم احد، ولم يروا ان الله جل جلاله اشد قوة منهم منكرين آيات الله عز وجل. فارسل الله عزت قدرته ريحا شديدة في ايام صعاب ليذيقهم العذاب في الدنيا ولعذاب الآخرة اشد فلا ناصر لهم.
قال الله عز وعلا في سورة القمر "كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21)" (القمر 18-21) كذبت عاد قوم نبي الله هود عليه السلام رسالته فكيف عذبهم الله بعد انذارهم بريح شديدة صوتها عال او شديدة البرودة في يوم نحس شؤم حتى هلاكهم، ذلك بان تقتلع الريح الناس وترميهم على الارض ميتين بلا حراك كالنخل الساقط على الارض وهذا هو عذاب الله جل جلاله للذين انذروا من قبل.
قال الله تبارك وتعالى "وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8)" (الحاقة 6-8) اهلك الله سبحانه وتعالى عاد قوم نبي الله هود عليه السلام بريح عاتية اي عالية الشدة و صوتها عال او شديدة البرودة طالت فترتها سبعة ليال وثمانية ايام حسوما اي متتابعات فاذا القوم صرعى على الارض كالنخل الساقط بلا حراك، فابيدوا عن بكرة ابيهم ولم يبقى منهم أحد كما بين ذلك الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
https://telegram.me/buratha