الدكتور فاضل حسن شريف
عن السيد محمد باقر الحكيم قدس سره في صفحة دراسات بوكالة براثا للانباء في دراسة معمقة في نظام الشعائر و العبادات في الاسلام: في بعض الشعائر التي اقرها أو وظَّفها القرآن الكريم ، أو المفاهيم التي ثبتها لجزء من معالم الرسالة الاسلامية. و كذلك في السيرة النبوية المباركة. و نشير هنا إلى قضية اهل الكهف التي أشار القرآن الكريم فيها إلى أن المؤمنين الذين غلبوا على أمرهم في ذلك العصر، اتخذوا عليهم مسجداً تمجيداً لموقف هؤلاء الصالحين الذين رفضوا الوثنية و الطغيان: "وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا" (الكهف 21).
جاء في موقع مؤوسسة تراث الشهيد الحكيم عن الحرية في فكر الإمام محمد باقر الحكيم قدس سره للباحث حسين سيد نور الاعرجي: وفي معرض الحديث عن الحرية والاختيار يؤكد الإمام الحكيم قدس سره أن حد الحرية والاختيار، هو مستبطن في فطرة الاستخلاف، ذلك أن الإنسان لما كان مسئولا عن التقيد بإحكام المستخلف وبالحق والمصالح الواقعية هناك، فان هذه المسئولية أمام الله سبحانه وتعالى لا معنى لها إلا بالحرية والاختيار، وهذه الحرية والاختيار يمكن أن تفهم من جعل الإنسان خليفة لله تعالى الذي يتصف بالإرادة والاختيار. وهذه الإرادة من الأمور الفطرية التي أودعها الله سبحانه وتعالى في الإنسان، قال تعالى: "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً" (الكهف 16)، واعتبر الإمام الحكيم قدس سره أن الحرية التي يحصل عليها الإنسان هي إحدى نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان، ولكن يجب علينا أن نستفيد منها، وان نصل بها إلى التكامل في حياتنا ومجتمعنا، من خلال استخدام العقل في توجيه هذه الحرية، والالتزام بالشرع وبالأحكام الشرعية.
جاء في كتاب علوم القرآن عن مفاهيم حول الاستخلاف للسيد محمد باقر الحكيم: مفاهيم حول الاستخلاف: السجود لآدم: وإذا كان من الجن فلماذا وضع إلى جانب الملائكة في هذه القصة؟ وتذكر عادة للاستدلال على أن إبليس من الجن وليس من الملائكة ويختلف عن طبيعة الملائكة عدة شواهد، إضافة إلى وصف القرآن الكريم له بذلك، ومن هذه الشواهد أن أوصاف الملائكة لا تنطبق على إبليس، حيث إنهم وصفوا بالطاعة وقد تمرد إبليس، ومن هذه الشواهد أن الملائكة لا ذرية لهم، إذ لا يتناسلون ولا شهوة لهم، وأما إبليس فله ذرية كما أشار القرآن الكريم إلى ذلك: "أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا" (الكهف 50). ولكن هذه الشواهد لا تكفي في عد إبليس من الجن في مقابل الملائكة، وذلك لان وصف القرآن الكريم لإبليس بأنه من الجن يمكن أن يكون من ناحية أن بعض الملائكة يوصف بأنه جن، إن لم يكن هذا الوصف عاما لهم، لان الجن مأخوذ من الخفاء والستر، والملائكة مستورون عن عوالمنا ومشاهدنا. كما نلاحظ هذا الوصف في نسبة الملائكة إلى الله تعالى عند المشركين، حيث افترضوا ان الملائكة هم بنات الله - على ما ورد في القرآن الكريم.
جاء في كتاب علوم القرآن عن القصص القرآنية للسيد محمد باقر الحكيم: أهداف بعثة الأنبياء: بيان أن الغايات والأهداف من ارسال الرسل والأنبياء هي من أجل هداية الناس وارشادهم وحل الاختلافات والحكم بالعدل بينهم ومحاربة الفساد في الأرض، وفوق ذلك كله هو إقامة الحجة على الناس، ولذا جاء استعراض قصص الأنبياء بشكل واسع لبيان هذه الحقائق. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الهدف من القصة في عدة مواضع منها "وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا * وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا" (الكهف 55-56).
https://telegram.me/buratha