الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله تعالى "إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّـهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّـهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" (المائدة 112-114). ولم تذكر كلمة العيد الا مرة واحدة في القرآن الكريم وهي في سورة المائدة. والعيد في الآية تعني عيسى عليه السلام طلب من الله تعالى إنزال مائدة طعام لتكون آية بصدق الحواريين لرسالته وتكون عيدا أي ان يتذكر الحواريون ان طلبهم حصل ويؤمنوا ويصدقون برسالة النبي عيسى عليه السلام وان يفرحوا لأنهم كانوا في عين الله سبحانه بمنحهم هذه الكرامة. لذلك على المؤمن ان يفرح بالعيد بانجاز العبادة التي حصلت قبل العيد من صوم او حج او ذكرى مولد نبي هدى الناس بعد ضلالة.
قال الله تبارك وتعالى "فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ" (ال عمران 61) من روايات المذاهب الاسلامية في تفسير الطبري قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: "فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ" (ال عمران 61)، فمن جادلك، يا محمد، في المسيح عيسى ابن مريم من بعد ما جاءك من العلم الذي قد بيَّنته لك في عيسى أنه عبد الله، "فَقُلْ تَعَالَوْا" (ال عمران 61) هلموا فلندع. وفي تفسير السعدي يدعون الله ويبتهلون إليه أن يجعل لعنته وعقوبته على الكاذب من الفريقين، هو وأحب الناس إليه من الأولاد والأبناء والنساء. وفي تفسير القرطبي قال كثير من العلماء: إن قوله عليه السلام في الحسن والحسين لما باهل ندع أبناءنا وأبناءكم وقوله في الحسن: إن ابني هذا سيد. مخصوص بالحسن والحسين أن يسميا ابني النبي صلى الله عليه وسلم دون غيرهما، لقوله عليه السلام: كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي.
صعودا بفتح الصاد امر شاق او مشقة، ونقول طريق صعود اي طريق شاق. صعودا بضم الصاد مصدر صعد مثلا الصعود في الوظيفة، وهو عكس الهبوط مثلا صعود السيد المسيح الى السماء بمعنى الرفع "إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ" (ال عمران 55). قالت مريم لعيسى عليهما السلام: افضل الاعمال صوم في يوم شديد الحرارة. المسيحية كبقية الاديان نبيها واحد وهو السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ولكنها تقسمت الى شيع "ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَٰنِ عِتِيًّا" (مريم 69)، و "مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا" (الروم 32). من الطوائف المسيحية الارثوذكس وتعني باليونانية الرأي القويم او الايمان المستقيم وكنائسها تتبع الشرق البيزنطي.
قال الله جل جلاله "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" (آل عمران 55) روي عن الإمام الرضا عليه السلام، أنه قال : (إنه ما شِّبه أمر أحد من أنبياء الله وحججه للناس إلا أمر عيسى وحده، لأنه رفع من الأرض حياً، وقبض روحه بين السماء والأرض، ثم رفع إلى السماء، ورد عليه روحه). وبر الوالدين من افعال الانبياء حيث قال الله تعالى بشأن النبي يحيى عليه السلام "وَبَرًا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا" (مريم 14) وكذلك نبي الله عيسى عليه السلام "وَبَرًا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيّ" (مريم 29).
قال الله تبارك وتعالى "وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا" (النازعات 30) ان الله سبحانه وتعالى دحى اي بسط الارض من تحت الكعبة ليلة 25 ذي القعدة وقيل ان في هذه الليلة ولد نبي الله ابراهيم عليه السلام ونبي الله عيسى عليه السلام وهي ليلة ويومها مباركين يتضرع العبد بهما الى الله سبحانه وتعالى بعبادته و من اعمال يوم 25 ذي القعدة الغسل والصوم فان له ثواب عظيم وصلاة ركعتين نافلة تصلى عند الضحى يقرا في كل ركعة الحمد والشمس خمس مرات ويمكن قراءة السورة من القران عند الصلاة اذا لم تكن حافظها بالاضافة الى العبادة والدعاء والذكر وقراءة القران الكريم. قال رسول الله (وانزل الله الرحمة لخمسة ليالٍ بقين من ذي القعدة، فمن صام ذلك اليوم، كان له كصوم سبعين سنة).
ان الحسن والحسين عليهما السلام وحتى ائمة اهل البيت عليهم السلام هم اولاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد صرّح بذلك القرآن الكريم حيث جعل عيسى بن مريم عليه السلام من ذرّية نوح أو إبراهيم عليهما السلام، مع أنّ عيسى عليه السّلام لم يكن له أب لينسب إلى نوح أو إبراهيم عليهما السلام، وإنّما اعتبر من ذرّيته، لأنّ مريم عليها السّلام ولدته التي من ذرية نوح وابراهيم عليهما السلام. قال الله تعالى : "وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ" (الانعام 84-85). فالله تعالى اعتبر عيسى عليه السّلام من ذرّية نوح عليه السّلام مع أنّه لا ينتسب إليه إلاّ عن طريق الأمّ. وهكذا انتساب الإمام الحسن والحسين عليهما السّلام إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، وانهما من أبناء الرسول صلّى الله عليه وآله.
https://telegram.me/buratha