الدكتور فاضل حسن شريف
يقول السيد مرتضى العسكري في حادثة قتل الخليفة عثمان من كتابه أحاديث أم المؤمنين عائشة: من الاسماء المهمة في حادثة القتل: أولا: عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث القرشي العامري. وهو أخو عثمان من الرضاعة، أرضعت أمة عثمان. أسلم قبل الفتح وهاجر إلى المدينة وكتب الوحي لرسول الله ثم ارتد مشركا وصار إلى قريش بمكة، فقال لهم: إني كنت أصرف محمدا حيث أريد، كان يملي علي: عزيز حكيم، فأقول: عليكم حكيم؟ فيقول: نعم، كل صواب فأنزل الله تعالى فيه: "ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شئ ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون" (الانعام 93). ثانيا: محمد بن أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان، وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية كانت تحت جعفر وتزوجها أبو بكر بعد وفاة جعفر بن أبي طالب فولدت له محمدا في طريقهم إلى مكة في حجة الوداع، ولما توفي أبو بكر تزوجها علي فنشأ محمد في حجر علي وكان ربيبه، شهد مع علي الجمل وصفين، ثم ولاه مصر فدخلها في الخامس عشر من شهر رمضان سنة 37، فجهز معاوية عمرو بن العاص إلى مصر سنة 38 فتغلب عليه وقتله معاوية ابن خديج صبرا وأدخلوا جثته في بطن حمار ميت وأحرقوه. ثالثا: أبو القاسم محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة القرشي العبشمي، وأمه سهلة بن عمرو العامرية، ولد بأرض الحبشة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله واستشهد أبوه أبو حذيفة باليمامة فضم عثمان ابنه هذا لايه ورباه. وقال ابن أعثم: ولما رأت أم المؤمنين اتفاق الناس على قتل عثمان، قالت له: أي عثمان خصصت بيت مال المسلمين لنفسك، وأطلقت أيدي بني أمية على أموال المسلمين، ووليتهم البلاد، وتركت أمة محمد في ضيق وعسر، قطع الله عنك بركات السماء وحرمك خيرات الأرض، ولولا أنك تصلي الخمس لنحروك كما تنحر الإبل. فقرأ عليها عثمان: "ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين " (التحريم 10).
يستمر السيد العسكري متحدثا عن قتل الخليفة عثمان: انتشرت على الأفواه كلمة أم المؤمنين: (اقتلوا نعثلا) فقالها غيرها لما كانوا ينقمون على عثمان وإن كانت هي أول من سمى عثمان نعثلا. وممن قالها في حياة الخليفة جبلة بن عمرو الساعدي في ما أخرجه الطبري حيث قال: مر عثمان على جبلة عمرو الساعدي وهو بفناء داره ومعه جامعة، فقال: يا نعثل والله لأقتلنك، ولأحملنك على قلوص جرباء ولأخرجنك إلى حرة النار. الحديث. حاصر الناس عثمان بعد أن لم يتنازل إلى تلبية مطالبهم، وبعد أن أفتت فيه أم المؤمنين ما أفتت، وتحلبوا عليه من البلاد بعد أن ضاقوا ذرعا بولاته. وروى البلاذري وقال: لم يكن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله أشد على عثمان من طلحة. وقال البلاذري: (فحاصر الناس عثمان ومنعوه الماء فأشرف على الناس فقال: أفيكم علي؟ فقالوا:لا، فقال: أفيكم سعد؟ فقالوا: لا، فسكت، ثم قال: ألا أحد يبلغ عليا فيسقينا، فبلغ ذلك عليا فبعث إليه بثلاث قرب مملوءة فما كادت تصل إليه وجرح بسببها عدة من موالي بني هاشم ونبي أمية، حتى وصلت إليه). وفي حديث الطبري قال: دفن عثمان رضي الله عنه بين المغرب والعتمة ولم يشهد جنازته إلا مروان بن الحكم وثلاثة من مواليه وابنته الخامسة فناحت ابنته ورفعت صوتها تندبه، وأخذ الناس الحجارة وقالوا: نعثل، نعثل، وكادت ترجم.
وحول عائشة بعد مقتل عثمان يقول السيد مرتضى العسكري كما جاء في الروايات: في طريقها إلى المدينة لقيها عبيد بن أم كلاب فقالت له: مهيم؟ قال: قتلوا عثمان رضي الله عنه ثم مكثوا ثمانيا. قالت: ثم صنعوا ماذا؟ قال: أخذها أهل المدينة بالاجماع فجازت بهم الأمور إلى خير مجاز، اجتمعوا إلى علي بن أبي طالب، فقالت: والله ليت أن هذه انطبقت على هذه إن تم الامر لصاحبك، ويحك انظر ما تقول؟ قال: هو ما قلت لك يا أم المؤمنين، فولوت، فقال لها: ما شأنك يا أم المؤمنين؟ لماذا تكرهين ولايته؟ فانصرفت إلى مكة وهي تقول: قتل والله عثمان مظلوما، والله لأطلبن بدمه فقال لها ابن أم كلاب: ولم؟ فوالله إن أول من أمال حرفه لانت، فلقد كنت تقولين: أقتلوا نعثلا فقد كفر، قالت: إنهم أس تتابعوه ثم قتلوه، وقد قلت وقالوا، وقولي الأخير خير من قولي الأول، فقال لها ابن أم كلاب: فمنك البداء ومنك الغير * ومنك الرياح ومنك المطر وأنت أمرت بقتل الامام * وقلت لنا انه قد كفر فهبنا أطعناك في قتله * وقاتله عندنا من أمر ولم يسقط السقف من فوقنا * ولم تنكسف شمسنا والقمر وقد بايع الناس ذا تدرأ * يزيل الشبا ويقيم الصعر * ويلبس للحرب أثوابها * وما من وفى مثل من قد غدر فانصرفت إلى مكة فنزلت على باب المسجد فقصدت الحجر فتسرت واجتمع إليها الناس، فقالت: يا أيها الناس إن عثمان قتل مظلوما والله لأطلبن بدمه. وكانت تقول: يا معشر قريش إن عثمان قد قتل، قتله علي بن أبي طالب، والله لأنملة أو قالت لليلة من عثمان خير من علي الدهر كله.
https://telegram.me/buratha