الصفحة الإسلامية

القرآن الكريم و أحاديث صحيح البخاري وغيره من كتاب السيد العسكري (حرب الجمل 1) (ح 9)


الدكتور فاضل حسن شريف

يستمر السيد مرتضى العسكري التحدث عن حرب الجمل في کتابه أحاديث أم المؤمنين عائشة قائلا: خرج الطبري عن الزهري أنه قال: ثم ظهرا يعني طلحة والزبير إلى مكة بعد قتل عثمان بأربعة أشهر، وابن عامر بها يجر الدنيا، وقدم يعلى بن أمية معه بمال كثير، وزيادة على أربعمائة بعير، فاجتمعوا في بيت عائشة رضي الله عنها، فأداروا الرأي، فقالوا: نسير إلى علي فنقاتله، فقال بعضهم: ليس لكم طاقة باهل المدينة ولكنا نسير حتى ندخل البصرة والكوفة، ولطلحة بالكوفة شيعة وهوى، وللزبير بالبصرة هوى ومعونة. فاجتمع رأيهم على أن يسيروا إلى البصرة والكوفة، فأعطاهم عبد الله بن عامر مالا كثيرا وإبلا، فخرجوا في سبعمائة رجل من أهل المدينة والكوفة، ولحقهم الناس حتى كانوا ثلاثة آلاف رجل. وفي رواية أخرى للطبري قال: أعان يعلى بن أمية الزبير بأربعمائة ألف، وحمل سبعين رجلا من قريش، وحمل عائشة رضي الله عنها على جمل يقال له: عسكر، أخذه بثمانين دينارا. وقالت أم سلمة لعائشة لما همت بالخروج: (يا عائشة إنك سدة بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين أمته، حجابك مضروب على حرمته، وقد جمع القرآن ذيلك فلا تندحيه، وسكن الله عقيراك، فلا تصحريها، الله من وراء هذه الأمة، قد علم رسول الله مكانك لو أراد أن يعهد فيك، عهد، بل قد نهاك عن الفرطة في البلاد، ما كنت قائلة لو أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد عارضك بأطراف الفلوات ناصة قلوصك قعودا من منهل إلى منهل؟ إن بعين الله مثواك وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله تعرضين، ولو أمرت بدخول الفردوس لاستحييت أن ألقى محمدا هاتكة حجابا جعله الله علي، فاجعليه سترك، وقاعة البيت قبرك حتى تلقيه وهو عنك راض وفي رواية بعده ولو أني حدثتك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله لنهشتني نهش الحية الرقشاء المطرقة والسلام). فقالت عائشة: يا أم سلمة ما أقبلني لوعظك، وأعرفني بنصحك ليس الامر كما تقولين، ولنعم المطلع مطلعا أصلحت فيه بين فئتين متناجزتين. وروى الطبري وقال: خرج أصحاب الجمل من مكة وأذن مروان حين فصل من مكة، ثم جاء حتى وقف عليهما فقال: على أيكما أسلم بالامرة وأؤذن بالصلاة. فقال عبد الله بن الزبير: على أبي عبد الله. وقال محمد بن طلحة: على أبي محمد، فأرسلت عائشة رضي الله عنها إلى مروان السدة : الباب، ولا تندحيه اي لا تفتحيه وتوسعيه، والعقيري مصغر: عقر الدار، واصحر: خرج إلى الصحراء، أي جعل الله عقر دارك لك سكنا فلا تبرحيها، والنهش العض، والرقشاء الأفعى المنقطة، و المطرقة من صفات الأفعى. وفي المحاسن والمساوئ للبيهقي: أن أم سلمة حلفت أن لا تكلم عائشة من أجل مسيرها إلى حرب علي. فدخلت عليها عائشة يوما وكلمتها فقالت أم سلمة: ألم أنهك؟ ألم أقل لك؟ قالت: إني استغفر الله. كلميني، فقالت أم سلمة: يا حائط ألم أنهك؟ ألم أقل لك؟ فلم تكلمها أم سلمة حتى ماتت.

واستطرد السيد العسكري حول معركة الجمل قائلا: ولقي سعيد بن العاص مروان بن الحكم وأصحابه بذات عرق فقال: أين تذهبون وثاركم على أعجاز الإبل؟ أقتلوهم، ثم ارجعوا إلى منازلكم. لا تقتلوا أنفسكم، قالوا: بل نسير، فلعلنا نقتل قتلة عثمان جميعا، فخلا سعيد بطلحة والزبير، فقال: إن ظفرتما لمن تجعلان الامر أصدقاني، قالا: لاحدنا أينا اختاره الناس، قال: بل اجعلوه لولد عثمان فإنكم خرجتم تطلبون بدمه، قالا: ندع شيوخ المهاجرين، ونجعلها لأبنائهم، قال: أفلا أراني أسعى لأخرجها من بني عبد مناف، فرجع ورجع عبد الله بن خالد بن أسيد فقال المغيرة بن شعبة: من كان ههنا من ثقيف فليرجع. فرجع ومضى القوم معهم أبان بن عثمان، والوليد بن عثمان، فاختلفوا في الطريق فقالوا: من ندعو لهذا الامر؟ فخلا الزبير بابنه عبد الله، وخلا طلحة بعلقمة بن وقاص الليثي، وكان يؤثره على ولده، فقال أحدهما: إئت الشام، وقال الآخر: إئت العراق، حاور كل منهما صاحبه، ثم اتفقوا على البصرة. وأخرج في رواية الزهري قبل هذا وقال: فبلغ عليا مسيرهم فأمر على المدينة سهل بن حنيف الأنصاري، فخرج فسار حتى نزل ذا قار، وكان مسيره إليها ثماني ليال، ومعه جماعة من أهل المدينة. وروى ابن عبد البر بترجمة طلحة في الاستيعاب: أن عليا قال في خطبته حين نهوضه إلى الجمل: (إن الله عز وجل فرض الجهاد وجعل نصرته وناصره، وما صلحت دنيا ولا دين إلا به، وإني بليت بأربعة: أدهى الناس وأسخاهم طلحة، وأشجع الناس الزبير، وأطوع الناس في الناس عائشة، وأسرع الناس إلى فتنة يعلى ابن أمية والله ما أنكروا علي شيئا منكرا، ولا استأثرت بمال ولا ملت بهوى، وإنهم ليطلبون حقا تركوه، ودما سفكوه، ولقد ولوه دوني، وان كنت شريكهم في الانكار لما أنكروه، وما تبعة عثمان إلا عندهم، وإنهم لهم الفئة الباغية، بايعوني، ونكثوا بيعتي وما استأنسوا بي حتى يعرفوا جوري من عدلي، واني لراض بحجة الله عليهم، وعلمه فيهم، واني مع هذا لداعيهم ومعذر إليهم فإن قبلوا فالتوبة مقبولة، والحق أولى ما أنصرف إليه، وإن أبوا أعطيتهم حد السيف وكفى به شافيا من باطل وناصرا، والله إن طلحة الزبير وعائشة ليعلمون أني على الحق وهم مبطلون).

وروى الطبري أنه لما بلغ طلحة والزبير منزل علي بذي قار انصرفوا إلى البصرة فأخذوا على المنكدر، فسمعت عائشة رضي الله عنها نباح الكلاب فقالت: أي ماء هذا؟ فقالوا: الحوأب. فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون إني لهيه، قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول وعنده نساؤه: ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب، فأرادت الرجوع، فأتاها عبد الله بن الزبير فزعم أنه قال: كذب من قال إن هذا الحوأب، ولم يزل بها حتى مضت، فقدموا البصرة. ولما انتهت عائشة وطلحة إلى حفر أبي موسى قريبا من البصرة أرسل عثمان بن حنيف وهو يومئذ عامل علي على البصرة إلى القوم أبا الأسود الدؤلي يعلم له علمهم، فجاء حتى دخل على عائشة، فسألها عن مسيرها. فقالت: أطلب بدم عثمان. قال: إنه ليس بالبصرة من قتلة عثمان أحد. قالت: صدقت ولكنهم مع علي بن أبي طالب بالمدينة وجئت استنهض أهل البصرة لقتاله، أنغضب لكم من سوط عثمان ولا نغضب لعثمان من سيوفكم؟ فقال لها: ما أنت من السوط والسيف؟ إنما أنت حبيسة رسول الله صلى الله عليه وآله أمرك أن تقري في بيتك، وتتلي كتاب ربك، وليس على النساء قتال، ولا لهن الطلب بالدماء، وإن عليا لاولى منك وأمس رحما، فإنهما ابنا عبد مناف. فقالت: لست بمنصرفة حتى أمضي لما قدمت إليه، أفتظن أبا الأسود أن أحدا يقدم على قتالي؟ قال: أما والله لتقاتلن قتالا أهونه الشديد. ثم قام فأتى الزبير، فقال: يا أبا عبد الله عهد الناس بك وأنت يوم بويع أبو بكر آخذ بقائم سيفك، تقول: لا أحد أولى بهذا الامر من ابن أبي طالب وأين هذا المقام من ذاك؟ فذكر له دم عثمان، قال: أنت وصاحبك وليتماه فيما بلغنا. قال: فانطلق إلى طلحة فاسمع ما يقول فذهب إلى طلحة، فوجده سادرا في غية مصرا على الحرب والفتنة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك