الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في المعاجم: حُمْر :جمع أحْمَر. حُمْر: اسم، حُمْر: جمع حَمْرَاءُ. حمارّة القيظ:شدّة حرّه. أحْمَرُ: اسم، الجمع: حُمْر، المؤنث: حمراءُ، و الجمع للمؤنث: حَمْراوات و حُمْر. الأحمر: ما لونه كلون الدَّم، ما اتَّصف بالحُمْرة طوب أحمر. والموت الأحمرُ: القَتْل. حُمْر النَّعَم: هي كرائم الإبل يضرب بها المثل في الرغائب والنفائس، الجمال الحمر. الحُمْرَةُ: من الأَلوان المتوسطة معروفة. الحُمْرةُ لون الأحمر وقد احْمَرَّ الشيء و احْمَارَّ بمعنى ورجل أحْمَرُ والجمع الأحَامِرُ فإن أردت المصبوغ بالحمرة قلت أحمر والجمع حُمْرٌ وأهلك الرجال الأحْمَرَانِ اللحم والخمر فإذا قلت الأحامرة دخل فيه الخلوق ويقال أتاني كل أسود منهم وأحمر ولا يقال وأبيض ومعناه جميع الناس عربهم وعجمهم و مَوْتٌ أحْمَرُ يوصف بالشدة ومنه الحديث (كنا إذا احمر البأس). أَحْمَرُ: ما لَوْنُهُ الحُمْرةُ، ومن لا سِلاحَ معه، جَمْعُهُما حُمْرٌ وحُمْرانٌ، وتَمْرٌ، والأَبْيَضُ، ضِدُّ، ومنه الحديثُ: (يا حُمَيْراءُ) والذَّهَبُ، والزَّعْفَرانُ، واللَّحْمُ. الأحْمران: الذهب والفضَّة أو الذهب والزَّعفران أو الخبز واللّحم أو اللّحم والخمر. الأُحَيْمِرُ: مصغر الأحمر. و الأُحَيْمِرُ ريحٌ نكْباءُ تُغرِق السُّفُنَ.
قال الله تبارك وتعالى "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ" ﴿فاطر 27﴾ وَحُمْرٌ: الواو حرف عطف، حُمْرٌ اسم، ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء، فسقينا به أشجارًا في الأرض، فأخرجنا من تلك الأشجار ثمرات مختلفًا ألوانها، منها الأحمر ومنها الأسود والأصفر وغير ذلك؟ وخَلَقْنا من الجبال طرائق بيضًا وحمرًا مختلفًا ألوانها، وخلقنا من الجبال جبالا شديدة السواد.
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قوله تعالى: "وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ" (فاطر 27) الجدد بالضم فالفتح جمع جدة بضم الجيم وهي الطريقة والجادة، والبيض والحمر جمع أبيض وأحمر، والظاهر أن قوله : "مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها" صفة لجدد و "أَلْوانُها" فاعل "مُخْتَلِفٌ" ولو كانت الجملة مبتدأ وخبرا لقيل : مختلفة ألوانها كما قيل، والغرابيب جمع غربيب وهو الأسود الشديد السواد ومنه الغراب و "سُودٌ" بدل أو عطف بيان لغرابيب. والمعنى: ألم تر أن من الجبال طرائق بيض وحمر وسود مختلف ألوانها، والمراد إما الطرق المسلوكة في الجبال ولها ألوان مختلفة، وإما نفس الجبال التي هي خطوط مختلفة ممدودة على وجه الأرض بيض وحمر وسود مختلف ألوانها. وقوله تعالى: "وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ" (القارعة 5) وقيل : هو الصوف الأحمر، وقيل : المصبوغ ألوانا لأن الجبال ذات ألوان مختلفة فمنها جدد بيض وحمر وغرابيب سود "وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ" (فاطر 27).
قال أمير المؤمنين عليهالسلام: إن العرش خلقه الله تبارك وتعالى من أنوار أربعة: نور أحمر منه احمرت الحمرة، ونور أخضر منه اخضرت الخضرة، ونور أصفر منه اصفرت الصفرة ونور أبيض منه ابيض البياض. عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ،عَنْ أَبِيهِ،قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ: لِعَلِيٍّ ثلاثا، لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ. عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، قَالَ: (إِنَّ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بَكَتْ لِقَتْلِهِ السَّمَاءُ وَ الْأَرْضُ وَ احْمَرَّتَا،وَ لَمْ تَبْكِيَا عَلَى أَحَدٍ قَطُّ، إِلاَّ عَلَى يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، وَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ). وقال (مَكَثَتْ أَرْبَعِينَ يَوْماً تَطْلُعُ الشَّمْسُ بِحُمْرَةٍ وَ تَغْرُبُ بِحُمْرَةٍ). و قال (احْمَرَّتِ السَّمَاءُ حِينَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ سَنَةً ثُمَّ بَكَتِ السَّمَاءُ وَ الْأَرْضُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ،وَ عَلَى يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، وَ حُمْرَتُهَا بُكَاؤُهَا).
وفي الدر المنثور، أخرج ابن أبي حاتم عن عبيد المكتب عن إبراهيم قال: ما بكت السماء منذ كانت الدنيا إلا على اثنين. قيل لعبيد: أليس السماء والأرض تبكي على المؤمن؟ قال: ذاك مقامه وحيث يصعد عمله. قال : وتدري ما بكاء السماء؟ قال: لا. قال: تحمر وتصير وردة كالدهان. إن يحيى بن زكريا لما قتل احمرت السماء وقطرت دما، وإن الحسين بن علي يوم قتل احمرت السماء.
https://telegram.me/buratha