الدكتور فاضل حسن شريف
يوضح القرآن الكريم بجلاء ان من انواع البر الاعمال التطوعية الخيرية قال الله جل جلاله "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" (البقرة 177) وبالتالي ان من يقوم بهذه الاعمال هو المتقي وكما قال الله تعالى كذلك "مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ" (ال عمران 113-115).
قال المناوي: التطوع هو التبرع بما لا يلزم كالنفل. ويعرف التنفل: هو التقرب إلى الله تعالى بما ليس بفرض من العبادات مثل صيام التطوع والصلاة النافلة. قول الله عز وجل في الحديث القدسي: (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه). وهنالك تطوع بكفالة محتاج مثل اليتيم. وتطوع اجتماعي كالاشتراك في جمعيات محلية والاغاثة. والتبرع نوع من التطوع كالتبرع بالدم.
من اعمال الانبياء التطوعية كفالة النبي زكريا لمريم عليهما السلام كما قال الله جل جلاله "وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" (ال عمران 37). وزوجة زكريا هي خالة مريم حيث كفلها منذ طفولتها حتى كبرت. وكفالة الايتام من افضل الاعمال التطوعية. قال الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم (من قبض يتيماً من بين مسلمين إلى طعامه وشرابه أدخله الله الجنة البتة إلا أن يعمل ذنباً لا يغفر). قال الله سبحانه وتعالى "يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ" (البقرة 215).
ودرجة الاحسان اعلى درجة من الايمان لان الاحسان امر تطوعي فالمحسنون ينفقون في السراء والضراء "الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ" (ال عمران 134) ويتمنى الانسان يوم القيامة ان يكون من المحسنين المتطوعين "أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ" (الزمر 58) و "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً" (المجادلة 12) فكان علي عليه السلام يقدم الصدقة تطوعا بينما صحابة اخرين لم يقدموا صدقة "أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ" (المجادلة 13). والصدقات التطوعية ينبغي ان لا تعطى بخلق سئ مع المن "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ" (البقرة 264) الاذى هو الخلق السئ. وكفالة اليتيم من افضل الصدقات التطوعية حتى وان كنت في ضيق مالي "الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ" (ال عمران 134).
https://telegram.me/buratha