الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب شرف المصطفى للمؤلف أبو سعيد الخركوشي النيشابوري: و أما أبو طالب عم النبي صلى الله عليه و سلم فاسمه: عبد مناف، و ولده: علي، و جعفر، و عقيل، و طالب، و أم هانئ و اسمها: فاختة و جمانة، أمهم: فاطمة بنت أسد بن هاشم، و كان عقيل أسن من جعفر بعشر سنين، و جعفر أسن من علي بعشر سنين، و هي أول هاشمية ولدت لهاشمي، توفي أبو طالب قبل أن يهاجر رسول اللّه صلى الله عليه و سلم إلى المدينة بثلاث سنين و أربعة أشهر. نقل الشيخ الطوسي في المصباح عن ابن عياش أن وفاة أبي طالب رحمة اللّه عليه كان في السادس و العشرين من شهر رجب. عن ابن حجر في كتابه فتح الباري عندما نزل القحط في مكة ذهبت قريش إلى أبي طالب وقالت له أقحط الوادي وأجدب العيال فهلم فاستسق لنا فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنّه شمس دجنة فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة ولاذ به أي توسل بهذا الطفل ولا توجد في السماء قطعة من سحاب فأقبل السحاب من هنا ومن ههنا واغدودق وانفجر له الوادي من شدة المطر و أخصب النادي والبادي. وقال أبو طالب حينها شعراًفي مدح النبي الأكرم من أكثر من ثمانين بيتاً منها هذا البيت وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل.
جاء في موسوعة التاريخ الاسلامي للشيخ محمد هادي اليوسفي: توفي أبو طالب بعد خديجة بثلاثة أيام، و له ست و ثمانون سنة، و قيل: تسعون سنة. و لما قيل لرسول اللّه: ان أبا طالب قد ماتعظم ذلك في قلبه و اشتدّ له جزعه، ثمّ دخل عليه فمسح جبينه الأيمن أربع مرات، و جبينه الأيسر ثلاث مرات، ثمّ قال: يا عم ربّيت صغيرا و كفلت يتيما و نصرت كبيرا، فجزاك اللّه عنّي خيرا. و مشى بين يدي سريره و جعل بعرض له و يقول: وصلتك رحم و جزيت خيرا. و قال: اجتمعت على هذه الامة في هذه الأيام مصيبتان لا أدري بأيهما أنا أشدّ جزعا. يعني مصيبة خديجة و أبي طالب. و روي عنه أنّه قال: ان اللّه عز و جل و عدني في أربعة: في أبي و أمي عمي و أخ كان لي في الجاهلية. و اجترأت قريش على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بعد موت أبي طالب و طمعت فيه و همّوا به مرة بعد اخرى. و كان رسول اللّه يعرض نفسه على قبائل العرب لا يسألهم الا أن يؤووه و يمنعوه و يقول: إنما اريد أن تمنعوني ممّا يراد بي من القتل حتّى ابلّغ رسالات ربّي. فكانوا يقولون: قوم الرجل أعلم به. و لم يقبله احد منهم. و قال البلاذري: قالوا: مات أبو طالب في السنة العاشرة من المبعث و هو ابن بضع و ثمانين سنة، و دفن بمكّة في الحجون. ثمّ روى بسنده عن أبي صالح مولى ابن عباس قال: لما مرض أبو طالب قيل له: لو أرسلت الى ابن أخيك فأتاك بعنقود من جنته لعلّه يشفيك؟ فأتاه الرسول بذلك و أبو بكر عنده، فقال له أبو بكر: "إِنَّ اَللََّهَ حَرَّمَهُمََا عَلَى اَلْكََافِرِينَ" (الاعراف 50) فلمّا رجع الرسول الى ابي طالب بجواب أبي بكر قال: ليس هذا جواب ابن أخي.
عن ابن مخنف تلا الامام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء "وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ" (ال عمران 178) والتي تسمى اية الاملاء التي نزلت على المشركين الذين جادلوا ابو طالب عليه السلام حول ابن اخيه محمد صلى الله عليه واله وسلم لان عناد المشركين والظالمين نتيجته دمارهم ولو بعد حين، وهي سنة الهية " وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ" (الشعراء 227).
https://telegram.me/buratha