الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في موقع شبكة فجر الثقافية عن الاختلاف و الوحدة في نظر القرآن الكريم (4) للسيد محمد باقر الحكيم: الدعوة إلى تطبيق الأحكام الإلهية المشتركة الثابتة في التوراة والإنجيل؛ ليتضح مدى التقارب والوحدة بين هذه الأديان، خصوصاً وأن هذه التشريعات بعضها يكمل البعض الآخر، حيث نجد القرآن الكريم يتناول هذا الموضوع بأساليب متعددة منها أسلوب الدعوة للرجوع إلى أهل الذكر والمعرفة من علماء أهل الكتاب: لتبين الحقائق التي جاء بها الإسلام بعد تذكيرهم بها. "وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (الانبياء 7).
جاء في علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: أن تكوين مصطلحات وأسماء محددة يتميز بها الاسلام، سوف يساعد على ايجاد طابع خاص به، وعلامات فارقة بين الثقافة الاسلامية وغيرها من الثقافات. وفي تسمية الكلام الإلهي ب الكتاب إشارة إلى الترابط بين مضامينه ووحدتها في الهدف والاتجاه، بالنحو الذي يجعل منها كتابا واحدا. ومن ناحية أخرى يشير هذا الاسم إلى جمع الكلام الكريم في السطور، لان الكتابة جمع للحروف ورسم للألفاظ. وأما تسميته ب " القرآن " فهي تشير إلى حفظه في الصدور نتيجة لكثرة قراءته، وترداده على الألسن، لان القرآن مصدر القراءة، وفي القراءة استكثار واستظهار للنص. فالكلام الإلهي الكريم له ميزة الكتابة والحفظ معا، ولم يكتف في صيانته وضمانه بالكتابة فقط، ولا الحفظ والقراءة فقط لهذا كان كتابا وقرآنا. ومن أسماء القرآن أيضا "الذكر". قال تعالى: "وهذا ذكر مبارك أنزلناه" (الانبياء 50). و لقد أثار أعداء الاسلام من جاهليين قدامي ومستشرقين جدد الشبهات الكثيرة حول الوحي القرآني، وكانت تستهدف هذه الشبهات في الغالب تأكيد أن الوحي القرآني ليس مرتبطا بالسماء وانما هو نابع من ذات محمد الانسان صلى الله عليه وآله. وقد أشار القرآن الكريم إلى بعض هذه الشبهات في مواضع مختلفة منها الأنبياء: 21 "أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ" وغيرها، وردد بعض المستشرقين هذه الشبهات وغيرها وحاول اضفاء طابع البحث والدراسة وسمات الموضوعية عليها، كما هي الطريقة المضللة المتبعة لديهم في مثل هذه الحالات.
جاء في موقع مؤسسة تراث الشهيد الحكيم عن مفهوم الامة في السياق القرآني للدكتور محمد جعفر العارضي: وردت لفظة "الأُمَّة" في القرآن الكريم في دلالتها الاجتماعية 56 مرة. وعلى الرغم من تعدد السياقات التي تحتوي هذه اللفظة، وكثرة تفريعاتها، ومن ثمَّ كثرة دلالاتها، الا إنَّنا نجد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) قد أدار هذا التعدد السياقي وعالجه معالجة شاملة منتجة، وتناوله بلحاظ دلالته على البعد المعنوي و الفكري للجماعة البشرية. نعم لا يخلو التأسيس للأمَّة في المنظور القرآني من توخي الجوانب الفكرية والتربوية و المعنوية، و لعلي استطيع تقسيم هذا التناول على عدد من المحاور منها جماعة الانبياء و هو ما خرجت الأُمَّة للدلالة عليه في سياق عدد من الآيات المباركة. و من ذلك قوله تعالى: "إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (الانبياء 92).
جاء في كتاب علوم القرآن عن القصص القرآنية للسيد محمد باقر الحكيم: وحدة الدين والعقيدة لجميع الأنبياء: أكدت القصة أن الدين كله من الله سبحانه وان الأساس للدين الذي جاء به الأنبياء المتعددون هو أساس واحد لا يختلف بين نبي وآخر، فالدين واحد ومصدر الدين واحد أيضا وجميع الأنبياء أمة واحدة تعبد هذا الاله الواحد وتدعو إليه. وهذا الغرض من الاهداف الرئيسة للقرآن الكريم حيث يهدف القرآن من جملة ما يهدف إليه ابراز الصلة الوثيقة بين الاسلام الحنيف وسائر الأديان الإلهية الأخرى التي دعا إليها الرسل والأنبياء الآخرون، ليحتل الاسلام منها مركز الخاتمية التي يجب على الانسانية أن تنتهي إليها، ويسد الطريق على الزيغ الذي يدعو إلى التمسك بالأديان السابقة على أساس أنها حقيقية موحاة من قبل الله تعالى. إضافة إلى ذلك تظهر الدعوة على انها ليست بدعا في تأريخ الرسالات وانما هي وطيدة الصلة بها في أهدافها وأفكارها ومفاهيمها، بل انها تمثل امتدادا لهذه الرسالات الإلهية وتلك الرسالات تمثل الجذر التأريخي للرسالة الاسلامية، فهي رسالة أخلاقية وتغييرية لها هذا الامتداد في التأريخ الانساني ولها هذا القدر من الأنصار والمضحين والمؤمنين. وعل أساس هذا الغرض تكرر ورود عدد من قصص الأنبياء في سورة واحدة ومعروضة بطريقة خاصة، لتؤكد هذا الارتباط الوثيق بينهم في الوحي والدعوة التي تأتي عن طريق هذا الوحي، ولنضرب لذلك مثلا ما جاء في سورة الأنبياء: "ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين * الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون * وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون". (الانبياء 48-50). "ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين * إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون * قالوا: وجدنا آباءنا لها عابدين" (الانبياء 51-53) إلى قوله "وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين * ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين * ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات، وأقام الصلاة وايتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين" (الانبياء 70-73). "ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث انهم كانوا قوم سوء فاسقين * وأدخلناه في رحمتنا انه من الصالحين" (الانبياء 74-75). "ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم * ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا انهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين" (الانبياء 76-78). "وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين. ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين * وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون" (الانبياء 79-80).
https://telegram.me/buratha