مدرسة العراق التاريخية
بو مخنف لوط بن يحيى (ت 147هـ) مات في زمن العباسيين , هو من أهل الكوفة التي بايعت العباسيين وجرت دماء الشيعة في أرضها من قبل قادتهم .. ومنه جاءت قضية ليس للشيعة فيها عقيدة وهي الكيسانية التي جاء بها أعدائهم والصقوها في الشيعة زورا وبهتانا , فجعل الثائر المجاهد المختار بن عبيده الثقفي , انه صاحب الكيسانية الخشبية كمحاولة منه تشويه صورة المختار الثائر بدم الحسين {ع} .. وكتب ايظا في الردة زمن أبي بكر وأعطى كل المبررات للخليفة بتصفية خصومه تحت شعار الردة ..ولم يعتمده الشيعة عقائديا ولم ترتقي كتبه لمستوى الكتب الأربعة .. بل هي روائية فقط .... نموذج آخر ..: كاتب آخر اسمه : عوانة بن الحكم وهو كوفي (ت 147هـ) كان على دراية بأخبار الفتوح مع علم بالشعر والأنساب،( فهو لم يكن كاتبا بالرواية الشرعية التي تعتبر عند الشيعة في أساس الأحكام ) وقيل أن موقفه كان حيادياً بين الأمويين والعلويين، تتلمذ على يديه الهيثم بن عدي , فصار {ينقل أحاديثه للناس فسمي إخباري} .يروي الأخبار فقط , وهذا يدل انه يخاف أن ينقل أي رأي للائمة المعصومين {ع} لم تهمله المصادر نهائيا , رغم ما قيل عن ولعه بالمعايب والتأليف بالمثالب...!! .
تتلمذ على يدي عوانة المدائني (ت 225هـ) وهو إخباري في بدايته ولكنه اقترب من أسلوب المحدثين في نقد الروايات., .ومن كتاب الكوفة محمد بن السائب الكلبي (ت 146هـ) زمن الدولة العباسية , اختص بدراسة الأنساب، وورث عنه ابنه هشام ابن الكلبي (204هـ) وظهر من أهل هذا العلم الزبير بن بكار وأبو اليقظان النسابة. وعرف من بين الكتاب والمؤرخين في الكوفة سيف بن عمر (180هـ) وهو عراقي معتدل، كما يقول محب الدين الخطيب..أخذ عن شيوخ الكوفة واستفاد من الروايات المدينة،{ شيوخ الكوفة هم المذاهب الإسلامية غير الشيعة } وله كتاب عن الفتوح والردة , والإمام على {ع} وعائشة في حرب الجمل , حققه الدكتور قاسم السامرائي وظهر بطبعته الثانية حديثا
.المؤرخون والاخباريون :
هناك فرق بين الإخباريين والمؤرخين , الأول هم ممن يتحدث الرواية وينقل الحديث ويذكر الحوادث التي مرت على الشخصيات , والأمم والشعوب ولكنه لا يدونها في ورق ,لأنه ينقل الخبر فقط..
القسم الثاني المؤرخون , هم ممن يكتبون الأخبار عن الإخباريين , أي إن الإخباريين مصدر المادة التاريخية عندهم , أشبه شيْ مثل محرر نشرة الأخبار , يسمعها من جهة معينة تنقل الخبر , والمذيع يكتبها على ورق ويقرئها على الجمهور , لذلك يقدم صاحب الإخبار على المؤرخ .. يأتي بعد الإخباريين الأوائل المؤرخون، وقد اهتم الطبري منهم بالإسناد وتسلسل الرواة في شأن الإخباريين..
ثم تحررت الكتابة التاريخية من هذه الطريقة إلى الكتابة المرسلة، وظهر هذا واضحاً جليا عند اليعقوبي (ت 284هـ) والمسعودي (346هـ) اللذين اكتفيا بالإشارة إلى المصادر مع دراسة نقدية في بعض الأحيان كما فعل المسعودي في مروج الذهب.( ).تاريخ اليعقوبي.
**رأي الكتاب السنة بابي مخنف : حينما نتكلم عن أبي مخنف فان الرجل محل جدل , وقد اختلف عليه كتاب الشيعة وعلماءهم , كما بينا واختلف المؤرخون السنة في شخصية أبي مخنف , اليك أمثلة لرأيهم ..
قال بن الجوزي: عقب كلامه على حديث منسوب لابن عباس ( ) ( قال : قال رسول الله { ص} لما خلق الله الجنة قال لها أما ترضين أن زينت ركنين منك بالحسن والحسين ؟ فماست الجنة برأسها موس العروس ليلة عرسها واهتزت، فقال الله لها: لم علمت ذا ؟ قالت: شوقا منى إليهما " قال بن الجوزي ).في حديث ابن عباس أبو صالح و الكلبى وأبو مخنف , كلهم كذابون ) .
وقال صلاح الدين محمد بن شاكر أحد تلامذة الحافظ المزي () لوط بن يحيى بن مخنف الأزدي، أبو مخنف , جده مخنف من أصحاب علي بن أبي طالب{ع )توفي لوط سنة 157 هـ . وكان راوية أخبارياً صاحب تصانيف، ... وكان يروي عن جماعة من المجهولين.. قال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال الدراقطني: أخباري ضعيف... إلى هنا . وقال عنه الدكتور راغب السرجاني في قصة الفتنة ج1 ص 13 عن الحافظ انه قال : (( لوط بن يحيى أبو مخنف إخباري تالف لا يوثق به ).اكتفي بهذه الآراء لعدد من علماء السنة في أبي مخنف لوط ين يحيى , وأظن إن الاختلاف عليه كبير جدا .. رغم أن الطبري يأخذ جل تاريخه منه ..
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha