الدكتور فاضل حسن شريف
عن كتاب القصص القرآنى للسيد محمد باقر الحكيم: أخذ إبراهيم يتبرأ بشكل علني و واضح من الآلهة، و يظهر العداوة لهم، و يتوعد، و يهدد بالكيد لهم و القضاء عليهم، ليثبت بشكل واضح عجزها عن الدفاع عن نفسها، أو قدرتها على أن تفعل شيئا لنفسها، بل هي أدنى و أعجز من الإنسان نفسه الذي يتمكن من الأكل و الشرب و الكلام، و هي لا تتمكن من ذلك كلّه "وَ تَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ" (الانبياء 57).
جاء في موقع شبكة فجر الثقافية عن الاختلاف و الوحدة في نظر القرآن الكريم (4) للسيد محمد باقر الحكيم: التأكيد على وحدة الرسل والرسالات. فالأنبياء وما جاءوا به من الوحي إنما هو مصدر واحد، وهو: الله سبحانه وتعالى، وهم يتحملون مسؤولية من نوع واحد، وهي: مسؤولية إبلاغ رسالات الله، وإصلاح البشر، ودعوتهم إلى الخير والهدى والصلاح، وتحذيرهم من الشر والضلال والفساد، وكذلك قيامهم بين الناس بالعدل والقسط، وحل الاختلاف بالحق من خلال الحكم الإلهي، لا بالهوى والميول والرغبات. وقد أكد القرآن الكريم هذه الوحدة بأساليب متعددة. فتارة: يصرح بها من خلال استعراض مسيرة الأنبياء ودعواتهم، ويختم ذلك بقوله تعالى "إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (الانبياء 92) بعد أن استعرض القرآن الكريم الإشارة إلى أعمال مجموعة من الرسل، وبعد استعراض مسيرة مجموعة من الرسل.
وعن كتاب علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: خلق القاعدة الثورية: إن عملية التغيير الاجتماعي الجذري تحتاج أيضا بطبيعة الحال إلى خلق القاعدة الثورية التي تمثل البعد الثالث للهدف، ولعل هذا هو المراد بما أشير إليه في عدة آيات من القرآن الكريم بالتزكية "ويزكيهم". ولذلك سعى القرآن الكريم إلى خلق هذه القاعدة الثورية، وأعطى ذلك أهمية خاصة، واهتم بمعالجة القضايا الآنية والمستجدة التي يعيشها الرسول بشكل خاص، وتابع الاحداث التي كانت تواجه الرسالة، واتخذ المواقف تجاهها ليحقق هذا الهدف العظيم. ومن الواضح أن خلق هذه القاعدة وتكوينها في الوقت الذي يمثل مهمة صعبة وبالغة التعقيد، كذلك يمثل دورا ذا أهمية في مستقبل الرسالة وقدرتها على البقاء والاستمرار، إضافة إلى قدرتها على الشمول والانتشار. فإضافة إلى البعد الكيفي في عملية التغيير التي استهدفها القرآن، كان هناك بعد كمي في الهدف يتوخى بشكل خاص أن يقوم النبي ببناء القاعدة للرسالة بحيث يمكن لهذه الرسالة بعد ذلك أي بعد وفاة الرسول وانقطاع الوحي أن تستمر وتنتشر من خلال هذه القاعدة التي أولاها القرآن الكريم أهمية خاصة، وأعطاها قسطا كبيرا وحظا وافرا، كما نلاحظ ذلك في مجمل الآيات التي تناولت الاحداث ي عصر الرسالة وتفصيلاتها، وكذلك بعض التقاليد والعادات والقوانين، إضافة إلى عنصر اللغة وأساليبها في القرآن. وفي مجال آخر يؤكد القرآن استمرار مسيرة التغيير نحو الأصلح ووراثة عباد الله الصالحين للأرض: "ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادي الصالحون" (الانبياء 105).
جاء في كتاب القصص القرآنى للسيد محمد باقر الحكيم: سنّة انتصار الحقّ على الباطل: الثانية: سنّة انتصار الحقّ على الباطل، حيث أكّد القرآن الكريم هذه الحقيقة. و بهذا الصدد نجد القرآن الكريم يؤكّد أيضا نصرة اللّه تعالى للانبياء، و أنّ نهاية المعركة بينهم و بين أقوامهم تكون لصالحهم مهما لاقوا من العنت و الجور و التكذيب، حيث دلت بعض الآيات القرآنية على ذلك بشكل مباشر "وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ" (الانبياء 105)
https://telegram.me/buratha