الدكتور فاضل حسن شريف
عن كتاب كلمات الإمام الحسين للمؤلف الشيخ الشريفي: حراسة الحسنين عليا عليهم السلام: حدثنا احمد بن الحسن بن على بن فضال، عن على بن اسباط يرفعه الى امير المؤمنين قال: (دخل أمير المؤمنين الحمام فسمع صوت الحسن والحسين عليهما السلام قد علا، فقال لهما عليه السلام: ما لكما فداكما أبي وامي فقالا: اتبعك هذا الفاجر فظننا انه يريد ان يضرك، قال: عليه السلام دعاه والله ما اطلق الا له). خوف علي عليه السلام من أهوال القيامة: قال الحسين عليه السلام (ما دخلت على أبى قط الا وجدته باكيا، وقال: ان النبي صلى الله عليه وآله بكى حين وصل في قرائته "فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا" (النساء 41)، فانظروا الى الشاهد كيف يبكي والمشهود عليهم يضحكون، والله لولا الجهل ما ضحكت سن، فكيف يضحك من يصبح ويمسى ولا يملك لنفسه، ولا يدرى ما يحدث عليه من سلب نعمة أو نزول نقمة أو مفاجأة ميتة وأمامه يوم يجعل الولدان شيبا، يشيب الصغار، ويسكر الكبار، وتوضع ذوات الاحمال، ومقداره في عظم هوله خمسون الف سنة ف "إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون" (البقرة 156). اللهم اعنا على هوله، وارحمنا فيه وتغمدنا برحمتك التى وسعت كل شئ، ولا تؤيسنا من روحك، ولا تحل علينا غضبك واحشرنا في زمرة نبيك محمد و أهل بيته الطاهرين صلواتك عليه وعليهم أجمعين).
قوله تبارك وتعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا" (النساء 59) عن شبكة الامام الرضا الالكترونية حول الامام الحسين عليه السلام في القران: عن أبان انّه دخل على أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: فسألته عن قول الله: يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم فقال: ذلك عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه. ثمّ سكت فلمّا طال سكوته قلت: ثمّ مَن ؟ قال: ثمّ الحسن عليه السّلام. ثمّ سكت فلمّا طال سكوته قلت: ثمّ من ؟ قال: الحسين، قلت: ثمّ من ؟ قال: ثمّ عليّ بن الحسين. وسكت فلم يزل يسكت عن كلّ واحدٍ حتّى أُعيد المسألة فيقول، حتّى سمّاهم إلى آخرهم.
جاء في رسائل الشعائر الحسينية من تأليف مجموعة من العلماء: أخبار الفريقين الناطقة بأنّ من أبغض حسيناً فقد أبغض رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، فإنّ مبغض الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كافر، فكذا مبغض الحسين عليه السلام. وورد أيضاً في أخبار الفريقين صحيحاً مستفيضاً قول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (حسين منّي وأنا من حسين). وعليه فمن أبغض الحسين فقد أبغض الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. وقوله: (لا يبغض أهل هذا البيت إلاّ منافق) بضميمة قوله سبحانه: "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ" (النساء 145). وبالجملة، فنسبة البغض للحسين عليهالسلام إلى أهل السنّة والجماعة بهتان عليهم أجارنا اللّه تعالى منه، وكيف ينسب ذلك إليهم، وهم لا يزالون ينذرون الأموال والتحف لأبي الفضل العبّاس عليهالسلام، الذي هو أحد خدّام الحسين؟ ولقد كان يأتينا قبل الحرب العمومي من اسلامبول من أهل السنّة والجماعة، بتوسط تجار الشيعة نذورات من النقود ومصوغات الذّهب والفضّة لأبي الفضل عليهالسلام، لنصرفها عليه، ولعمري إنّي طول عمري ما لاقيت سنيّاً وفتشته إلاّ وجدته محبّاً لأهل البيت عليهم السلام. وثانياً: إنّ من سخر من أهل السنّة والجماعة على التشبيهات، ننقض عليه تارة بمجالس ذكرهم، وأخرى بما تداولوه من حمل هودج أُمّ ا لمؤمنين عائشة في كلّ سنة من مصر إلى الحجّ، وزيارة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وصرف أموالاً خطيرة في ذلك. وكذلك حملهم لشبيه هودج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من الشام إلى الحجّ.
جاء في موقع شفقنا عن مقالة نهضة عاشوراء ومبادئها القرانية: تعدّدت الرسائل من أهل الكوفة، وتتابعت رسلهم إلى الإمام الحسين عليه السلام: أَن لا أمير علينا، وأنّنا نريد أن نبايعك. ولأجل ذلك؛ أرسل الإمام الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل ممثلاً شخصياً عنه؛ ليمتحنهم ويُنبئه عن أوضاعهم. ولمّا بايع أهل الكوفة مسلم بن عقيل، تمت الحجة، وكان لا بدّ من الخروج إليهم، والتوجه إلى العراق. ومن هنا، قال عليه السلام: (هذه كتُب أهل الكوفة ورسلهم، وقد وجب عليَّ إجابتهم، وقام لهم العذر عليَّ عند الله سبحانه) ولذلك، نجد أنّ الإمام عندما عدد أسباب مجيئه إلى الكوفة عدَّ منها تلك الرسائل والدعوات التي أوجبت حضوره، فقد بيّن أوّلاً خصوصيات الحاكم الذي يستحق الحكومة، وأنّ يزيد لا يصلح لذلك، فقال: (ما الإمام إلاالعامل بالكتاب، والآخذ بالقسط، والدائن بالحقِّ، والحابس نفسه على ذات الله) ثمّ بيَّن أن أحد أهمّ الأسباب التي دعت إلى قدومه واختياره الكوفة هو الطلب الجماهيري من أهلها، فقال عليه السلام: (ومقالة جلِّكم إنّه ليس علينا إمام فأقبل)، ولأجل ذلك قَبِل دعوتهم ليتمَّ الحجة عليهم بقدومه، كما تمت الحجة عليه بدعوتهم، ويُعتبر هذا من المبادئ القرآنية التي كرر التأكيد عليها في آيات عديدة. حتى أنّ القرآن الكريم جعل سبب إرسال الرسل الإلهية، إتمام الحجة على الناس. قال الله تعالى: "لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ" (النساء 165). وبذلك يتبيّن أنّ مبادئ وقيم ومفاصل حركة ونهضة عاشوراء جميعها كانت من صُلب الدين، ومنصوصاً عليها في القرآن الكريم، وفي آيات متعددة، فنهضة عاشوراء هي أعظم تطبيق حي لمفاهيم وتعاليم ومبادئ القرآن الكريم، فإذا ما كانت تعاليم القرآن ومبادئه تعاليم إنسانية، نابعة عن الفطرة البشرية، عرف بذلك أنّ ثورة الإمام الحسين عليه السلام هي ثورة لكلّ البشر، ولكلّ مَن يريد العيش بكرامة وعدالة وعزّة.
https://telegram.me/buratha