الدكتور فاضل حسن شريف
عن شبكة الامام الرضا الالكترونية حول الامام الحسين عليه السلام في القران: ما رواه موسى بن عقبة، أنّه أمر معاوية الحسين أن يخطب، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ. فسُمع رجلٌ يقول: مَن هذا الذي يخطب فقال عليه السّلام: نحن حزب الله الغالبون، وعترة رسول الله الأقربون، وأهل بيته الطيّبون، وأحد الثقلين الّذين جعلنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثاني كتاب الله تعالى، فيه تفصيلُ كلّ شيءٍ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والمعوّل علينا في تفسيره لا يبطئنا تأويله، بل نتّبع حقائقه، فأطيعونا فإنّ طاعتنا مفروضةٌ إذ كانت بطاعة الله مقرونةٌ، قال الله تعالى: "أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ" (النساء 59) وقال: "وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ" (النساء 83). وأُحذّركم الإصغاء إلى هتوف الشيطان فإنّه لكم عدوٌ مبينٌ، فتكونوا كأوليائه الّذين قال لهم: "لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ" (الانفال 48) فتلقون للسيوف ضرباً وللرماح، ورداً وللعمد حطماً، وللسهام غرضاً، ثمّ لا يُقبَل من نفسٍ إيمانها لم تكن آمنت من قبل. قال معاوية: حسبك أبا عبدالله فقد أبلغت.
جاء في کتاب الشعائر الحسينية للمؤلف الميرزا جواد التبريزي: عن زيارة قبر الامام الحسين عليه السلام: عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من زار قبري وجبت له شفاعتي) (سنن الدارقطني، ج 2، ص 244، ح 2669؛ ميزان الاعتدال، ج 4، ص 226؛ لسان الميزان، ج 6، ص 135. عن حاطب بن أبي بلتعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من زارني بعد موتي، فكأنما زارني في حياتي) سنن الدارقطني، ج 2، ص 244، ح 2668؛ ميزان الاعتدال، ج 4، ص 286. عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شفيعاً) الشوكاني، نيل الأوطار، ج 5، ص 179؛ الجامع الصغير، ج 2، ص 606؛ كنز العمال، ج 15، ص 652. وغيرها من الروايات التي وردت عن طريق أهل السنة. وقد أمر الله تعالى العاصين من المسلمين بأن يطلبوا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يستغفر لهم، قال تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا" (النساء 64). ولا يفرّق في ذلك بين حياته موته؛ لأنه المصداق الأكمل والأسوة الحسنة في العبادة والكمال، وقد وردت روايات كثيرة مفادها انه صلى الله عليه وآله وسلم ناظر على أعمالنا بإذن الله تعالى وأنه صلى الله عليه وآله وسلم يطلب من الله دائماً الرحمة والمغفرة لأمته. وقد ورد عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حياتي خير لكم، تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم، تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم). ولذا يمكننا القول أن السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم كزيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته. وبالإضافة إلى كل هذا فلدينا روايات تنص على أن نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد زار قبور شهداء أحد وأن بعض أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم قد سافروا لزيارة القبور، ودعا بعضهم بعضا إلى زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهذا كله يدل على مشروعية السفر لزيارة القبور وأنه أمر مرغوب فيه في الشريعة وعليه جرت سيرة المسلمين من زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه والتابعين. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين مرّ على شهداء أحد: (أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة فأتوهم وزوروهم، والذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه). وعن طلحة بن عبيد الله قال: (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يريد قبور الشهداء فلما جئنا قبور الشهداء قال: هذه قبور إخواننا). وينقل علي بن الحسين عليهما السلام عن أبيه قال: (كانت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلى وتبكى عنده). وعن ابن عباس: (جاء أبو بكر وعلي لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته بستة أيام). منيب بن عبد الله بن أبي أمامة، عن أبيه قال: رأيت أنس بن مالك أتى قبر النبي صلىالله عليه وآله فوقف فرفع يديه حتّى ظننت أنّه افتتح الصلاة، فسلّم على النبي صلىالله عليه وآله ثمّ انصرف. عن نافع أنّ ابن عمر كان إذا قدم من سفرٍ دخل المسجد ثم أتى القبر فقال: السلام عليك يا رسول اللّه. جاء في تفسير الثعلبي عن علي بن أبي طالب قال: قدم علينا أعرابيّ بعدما دفنّا رسول اللّه صلىالله عليه وآله بثلاثة أيّام، فرمى بنفسه على قبر النبي صلىالله عليه وآله وحثا من ترابه على رأسه، وقال: يا رسول اللّه، قلت فسمعنا قولك ووعيت عن اللّه، فوعينا عنك، وكان فيما أنزل اللّه عليك: "وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً" (النساء 64). وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر: أنّه قد غفر لك.
في خطبة جمعة للشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر قال فيها: من الاسرار الالهية التي لا يطلع عليها الا خاصة الخاصة ولكن فهمها ممكن يكون على عدة وجوه منها: اولها : ان كون الحسن والحسين من رسول الله صلى الله عليه وآله واضح لانتسابهم بالنسبة الحقيقية وكذلك انتساب الزهراء الى رسول الله صلى الله عليه وآله واضح لانتسابها بالنسبة الحقيقية. وأما كون النبي منهم فباعتبارهم سببا لنشر دينه وعلو الإسلام بجهادهم وجهودهم بما فيهم الحسين عليه السلام بتضحياته العظيمة والجليلة في واقعة الطف التي لولاها لمات دين الإسلام وانمسخت شريعة الله فقد احياها سلام الله عليه بمقتله وشهادته وبهذا صدق إن رسول الله صلى الله عليه وآله من الحسين لان استمرار دينه حقيقة بسببه وكذلك الباقون من اصحاب الكساء علي وفاطمة والحسن عليهم السلام بمشاركاتهم المهمة في نصرة الدين. ثانيا: انه لا تكون طاعة الا بطاعة الادنى فلا تكون طاعة النبي الا بطاعة الحسين. وكذلك لا تكون طاعة الائمة عليهم السلام الا بطاعة العلماء والحوزة ولا تكون طاعة الحوزة الا بطاعة الوكلاء والمبلغين وهكذا فتكون طاعة الوكلاء هي طاعة الحوزة وطاعة الحوزة هي طاعة المعصومين وطاعة المعصومين هي طاعة رسول الله وطاعة رسول الله هي طاعة الله تعالى. فيكون من ضمن ذلك بل من اهم تطبيقاته ومصاديقه هو ان طاعة رسول الله صلى الله عليه واله بطاعة الحسين عليه السلام او قل ان طاعة الحسين هي طاعة رسول الله ومنه قوله تعالى: “مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ” (النساء 80). ثالثا : أن هذا الحديث (حسين مني وانا من حسين) مبني على المجاز والمجاز صحيح في اللغة بل هو الاتجاه الاغلب فيها وهو الاتجاه الاجمل فيها والادق تعبيرا والاكثر حسنا ادبيا حين لا يقوم التعبير الحقيقي به وذلك لمدى التقارب والتعاطف الواقعي بين رسول الله صلى الله عليه وآله وهؤلاء الاربعة الباقون من اصحاب الكساء عليهم السلام بما فيهم الحسين عليه السلام. ومن مميزاته وصفاته الخاصة سلام الله عليه ما روي فعلا في مصادرنا ومعاش فعلا في اذهاننا ان الله تعالى جعل العلم من ذريته والاستجابة تحت قبته والشفاء في تربته. وكل هذه الامور قطعية ومجربة ما عدا ما خرج بدليل كما يعبرون لوجود المانع الشديد عن تطبيق هذه القاعدة على بعض الافراد بحيث يكون تطبيقها مخالفا للحكمة والا فمقتضى القاعدة تطبيقها على الجميع من المستحقين من البشر باستجابة الدعوة تحت قبته والشفاء من تربته. وهنا ينبغي الاشارة باختصار إلى انه ليس كل دعاء فهو مستجاب. الا ان هذا لا ينطبق حسب الرغبة والشهوة ودعاوى النفس الامارة بالسوء بل لا ينطبق الا عندما يعلم الله سبحانه بصدق الدعاء وصدق النية وصدق التوجه وصدق الانقطاع الى الله سبحانه وعندئذٍ حاشا لله عز وجل ان يخلف وعده بالإجابة فإذا انضم الى ذلك بعض الامور الرئيسية المهمة عند الله عز وجل كما في الدعاء تحت قبة الحسين عليه السلام كان ذلك اولى بالاستجابة وأعظم للأجر وأعلى في الدنيا والاخرة. والمعروف ان هذه الامور الثلاثة قد وهبت للحسين عليه السلام من الله سبحانه بازاء شهادته وتضحيته العظيمة التي لا مثيل لها في التاريخ البشري. مضافا الى امور اخرى كثيرة من اهمها درجات الاخرة التي نسمع عنها في الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وآله: (لك مقامات لن تنالها الا بالشهادة ). وقد مشى سلام الله عليه في هذا الطريق بهمة وطيبة قلب ولم يقصر طرفة عين.
https://telegram.me/buratha