الصفحة الإسلامية

الشهيد السيد محمد باقر الحكيم و شهر رمضان والصيام (ح 2)


الدكتور فاضل حسن شريف

عن نزول القرآن الكريم في شهر رمضان جاء في موقع مؤسسة تراث الشهيد الحكيم عن تفسير القرآن في أدبيات الشهيد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره للدكتور فيصل مفتن اللامي: أن أهمية التمييز بين تفسير اللفظ وتفسير المعنى عند السيد الحكيم هو التميز بين تفسير اللفظ على صعيد المفاهيم وتفسير المعنى بتجسيده في صورة محددة على صعيد المصاديق، ويعد نقطة جوهرية جداً في تفسير القرآن الكريم، واداة لحل التناقض الظاهري الذي قد يبدو بين حقيقتين قرآنيتين وهما: الحقيقة الاولى: أن القرآن كتاب هداية للبشرية انزله الله سبحانه لإخراجها من الظلمات إلى النور وارشادها إلى الطريق الأفضل في جوانب حياتها، وقد وصف نفسه بأنه "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ" (البقرة 185)، وهذه الحقيقة تفرض أن يجئ القرآن ميسر الفهم وان يتاح للانسان استخراج معانيه منه، اذ لايمكن للقرأن أن يحقق اهدافه ويؤدي رسالته لو لم يكن مفهوماً من قبل الناس. والحقيقة الاخرى: أن كثيراً من المواضيع التي يستعرضها القرآن او يشير إليها، لايمكن فهمها بسهولة، بل قد تستعصي على الذهن البشري ويتيه في مجال التفكير فيها لدقتها وابتعادها عن مجال الحس والحياة الاعتيادية التي يعيشها الانسان، وذلك نظير مايتعلق باللوح، والقلم، والعرش، والموازين، والملك، والشيطان، وانزال الحديد، ورجوع البشرية إلى الله، والخزائن، وملكوت السماء والارض، وما إلى ذلك من مواضيع. أذن فحقيقة اهداف القرآن الكريم ورسالته تفرض أن يكون ميسر الفهم، وواقع بعض مواضيعه يستعصي على الفهم ويتيه فيها الذهن البشري.

جاء في کتاب القصص القرآنى للسيد محمد باقر الحكيم: "وَ لْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ* وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَ مُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ لكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ‌" (المائدة 47-48). و في موضع آخر يتحدث القرآن عن انحراف اليهود و النصارى، و يقول في سياق ذلك: "وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ‌" (المائدة 66)، و "قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى‌ شَيْ‌ءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَ لَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَ كُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ‌" (المائدة 68). و يبدو أنّ الإنجيل انزل على المسيح عليه السّلام جملة كما انزل التوراة، و لكن القرآن الكريم لا يصرح بذلك، و إنّما تذكره بعض الروايات المروية عن أهل البيت عليهم السّلام‌ و تذكر أنّ وقت نزوله كان في رمضان في ثلاث عشر ليلة خلت منه أو اثني عشر ليلة. و قد وردت في النصوص المروية عن أهل البيت عليهم السّلام تفاصيل عن المواعظ التي تحدّث بها عيسى عليه السّلام، أو تضمنها الإنجيل، كما ورد في أحاديثهم الإشارة إلى بعض تفاصيل شريعة عيسى عليه السّلام، و منها: السياحة في البلاد، و حرمة معاونة الظالمين، و القتال في سبيل اللّه‌.

جاء في کتاب القصص القرآنى للسيد محمد باقر الحكيم: قوله تعالى "فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا* فَكُلِي وَ اشْرَبِي وَ قَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا" (مريم 24-26) خوفها من حديث الناس و إفكهم و بهتانهم، إذ يكون التفسير البدوي لظاهرة هذه الولادة في نظر هؤلاء العامة هو: اتهامها بالزنى و الإثم و ذلك بأن تمتنع عن الحديث مع الناس، و تقول لهم بالإشارة إلى أنّها قد نذرت للرحمن صوما عن الحديث و الكلام‌ بأن تنوي لساعتها و تنذره للّه على نفسها. هذا الصوم يعرف بصوم زكريا حيث يشير القرآن الكريم في سورة مريم في سياق قصّة مريم و عيسى عليهما السّلام إلى هذا الصوم الذي جعل آية لزكريا عليه السّلام: "قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا" (مريم 10) حيث قد أصبح هذا الصوم عبادة معروفة بينهم.

عن كتاب علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: حين ننظر إلى المحاولة التفسيرية التي جاءت على لسان ابن عباس أيضا حين يريد ان يعين ليلة القدر المذكورة في القرآن الكريم على أنها ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، ويفهم ذلك على أساس اهتمام الاسلام بالعدد سبعة حيث أخذ في متعلق بعض الأحكام الاسلامية. فان هذا الاستنتاج إضافة إلى بعده عن المنطق الصحيح لا يتفق مع البساطة والذوق العربي اللذين كان يعيشهما ابن عباس. ولقد كان من الطبيعي أن ينظر إلى القرآن في هذه المرحلة على أساس أنه مشكلة لغوية لان هذه المرحلة تمثل بداية التطور في المعرفة التفسيرية عند لمسلمين، بعد أن كانوا يفهمون القرآن فهما ساذجا وفي مستوى الخبرة العامة المتوفرة لديهم حينذاك. أخرج أبو نعيم، عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس، ان عمر بن الخطاب جلس في رهط من المهاجرين من الصحابة، فذكروا ليلة القدر، فتكلم كل بما عنده، فقال عمر: ما لك يا ابن عباس صامت لا تتكلم، تكلم لا تمنعك الحداثة. قال ابن عباس: قلت يا أمير المؤمنين إن الله وتر ويحب الوتر، فجعل أيام الدنيا تدور على سبع، وخلق أرزاقنا من سبع، وخلق الانسان من سبع، وخلق فوقنا سماوات سبعا، وخلق تحتنا ارضين سبعا، وأعطى من المثاني سبعا، ونهى في كتابه عن نكاح الأقربين عن سبع، وقسم المواريث في كتابه على سبع، ونقع في السجود من أجسادنا على سبع، فطاف رسول الله صلى الله عليه وآله بالكعبة سبعا، وبين الصفا والمروة سبعا، ورمي الجمار بسبع فأراها في السبع الأواخر من شهر رمضان، فتعجب عمر، فقال ما وافقني فيها أحد إلا هذا الغلام الذي لم تستو شؤون رأسه، ثم قال يا هؤلاء من يؤديني في هذا كاداء ابن عباس؟

عن کتاب القصص القرآنى للسيد محمد باقر الحكيم: تشريع الاحكام للمجتمع الانساني، إذ يشير القرآن الكريم إلى أعم أركان هذا التشريع، و هي: الاركان الخمسة التي بني عليها الإسلام: الصلاة، و الزكاة، و الحج، و الصوم، و الإمامة، و قد صرح القرآن الكريم بالصلاة و الحجّ و الإمامة، و أشار إلى الزكاة بالذبح، و كذلك ما ورد في وصية إسماعيل لأهله بالصلاة و الزكاة "وَ كانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ وَ كانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا" (مريم 55) و إلى الصوم بالاعتكاف. "وَ إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَ أَمْناً وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَ عَهِدْنا إِلى‌ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَ الْعاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ" (البقرة 125)، و يبدو من بعض الروايات أنّ هناك مجموعة من التشريعات الاخرى وضعها إبراهيم لأوّل مرة، مثل: الخمس، و الجهاد في سبيل اللّه، و غيرها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك