الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب اصول العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: الواقع الجاهلي: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد عاش في وسط جاهلي غريب عن جميع المعارف الإلهية، والتعاليم الدينية. ذهب للشام في سفرتين محدودتين لا تسمحان له بتعلم شيء من العلوم الإلهية والدينية. الأولى في صباه بصحبة عمه أبي طالب حينما سافر للتجارة، وكان أبو طالب ملازماً له، ظنيناً به، يخشى عليه من كيد الأعداء، لما كان يتوقعه له من مستقبل عظيم. بل روى أن أبا طالب لم يقض وطره من سفرته، وأنه رجع به مسرعاً خوفاً عليه. والثانية في شبابه في تجارة له بمال خديجة رضي الله عنه لا تسمح له بالتفرغ لطلب العلم، ولم يذكر عنه أنه اتصل هناك ببعض علماء أهل الكتاب وتردد عليهم.
عن الشيخ عبد الحافظ البغدادي في الصفحة الاسلامية لوكالة انباء براثا حول هكذا وجدت ابا طالب عليه السلام بدليل القران والرواية: بلغت العصبية على أبي طالب عليه السلام، زعموا أنّ المراد قوله تعالى : "إِنَّكَ لا تَهدِي مَن أَحبَبتَ" (القصص 56)، أنّها نزلت فيه. وهذه السورة نزلت بالمدينة وأبو طالب مات في مكة. بحثت عن كذبة التاريخ ضد امير المؤمنين من خلال اسم ابيه لم اجد صنما اسمه مناف. إذن عبد مناف ليس صنما وإنما هو نوع من التحبب للرقي والارتفاع بالاسم والشرف والسمو. بعد هذا البحث في اسماء الاصنام يتبين كذب الادعاء ان للعرب صنم اسمه مناف ولكن الحقد ليس له حدود. والاعمى يبقى حاقدا واعمى. هنا نعرف أنّ المسألة ليست عادية. أقل ملاحظة نصل إلى النتيجة، أنّ وراء هذه البحوث التاريخية والروائية لعبة سياسيّة خطيرة من أعداء علي عليه السلام ومناوئيه فقد كانوا يصرّون على سلب كل فضيلة له، حتى جعلوا أباه المضحّي بنفسه يموت كافراً بزعمهم. وانا اشكك بذلك، ليس بنو امية ممن شوهوا صورة ابي طالب عليه السلام هذا تاريخ معاوية رغم شتمه لأمير المؤمنين ولكن لم يقل انه قال: ان أباك مات كافر، هذا يعني إن الموضوع سوي متأخراَ ولا يستبعد انه من العباسين كون جدهم كان كافرا وشارك أهل مكة في معركة بدر فاينه وأين أخاه عبد مناف وجدهم العباس كان من اكبر التجار المرابين.
جاء في مركز الاشعاع الاسلامي عن السيد جعفر مرتضى العاملي: قال الله تعالى: "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ" (ال عمران 144) فهذه الآية الكريمة قد بينت إمكانية ارتكاب جريمة قتل في حق الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، وذلك يزيف أي ادعاء يهدف إلى تضليل الناس عن حقيقة موت الرسول صلى الله عليه وآله، بدعوى أن استشهاده غير ممكن. أياً كانت دوافع أو مبررات ادعاءات كهذه. وقد جاءت الأحداث لتؤكد هذه الحقيقة، فبينت أنه صلى الله عليه وآله قد تعرض للاغتيال أكثر من مرة، ومن أكثر من جهة: من المشركين، ومن اليهود، ومن المتظاهرين بالإسلام أيضاً. وقد يمكن القول أيضاً: بأن الفئات المختلفة أحياناً قد تعاونت على ذلك، بعد أن رأت أن مصالحها تلتقي على هذا الأمر. فبذلوا المحاولة، وربما فشلت مرة أو أكثر، ولكنهم استطاعوا في نهاية المطاف أن يصلوا إلى مبتغاهم، فمات صلى الله عليه وآله شهيداً بالسم. وفي جميع الأحوال نقول: إنه قد بذلت محاولات كثيرة لاغتياله صلى الله عليه وآله، نذكر منها ما روي من تهديدات قريش لرسول الله صلى الله عليه وآله في بدء الدعوة، وعرضهم على أبي طالب أن يقتلوه، وأن يعطوه بعض فتيانهم بدلاً عنه. وقد ذكرنا ذلك في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي صلى الله عليه وآله فراجع. وذكرنا أيضاً: أن أبا طالب عليه السلام حين حصر المشركون المسلمين في شعب أبي طالب، كان ينيم رسول الله صلى الله عليه وآله في موضع يراه الناس، ثم إنه حينما تهدأ الرِّجل يقيمه، وينيم ولده الإمام علياً عليه السلام مكانه، حذراً من أن تغتاله قريش.
https://telegram.me/buratha