الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: وفقا لما ورد في التواريخ الإسلامية، أمر النّبي في السنة الثّالثة بدعوته الأقربين من عشيرته، لأنّ دعوته حتى ذلك الحين كانت مخفية (سريّة)، و كان الذين دخلوا في الإسلام عددا قليلا، لذلك حين نزلت الآية: "وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" (الشعراء 214) و الآية "فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ" (الحج 94) أمر النّبي أن يجعل دعوته علنية، و بدأ ذلك بدعوة أهله و أقربائه. و أمّا كيفية إبلاغه و إنذاره إيّاهم، فهو بإجمال أنّه دعا النبيّ عشيرته إلى بيت عمّه أبي طالب، و كانوا في ذلك اليوم حوالي أربعين رجلا، و كان ممن حضر هذه الدعوة بعض أعمام النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كأبي طالب و الحمزة و أبو لهب و العباس، و بعد أن تناولوا الطعام، و أراد النّبي أن يؤدي ما عليه، تكلم أبو لهب كلمات أحبط بها خطة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، لذا فقد دعاهم النّبي في اليوم التالي أيضا. و بعد أن تناولوا الطعام، قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: (يا بني عبد المطلب، إنّي و اللّه ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم بخير الدنيا و الآخرة ... و قد أمرني اللّه أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على أمري هذا، على أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم؟) فأحجم القوم عنها غير علي، و كان أصغرهم سنا، فقال: (يا نبيّ اللّه، أنا أكون وزيرك عليه)، فأخذ رسول اللّه برقبته، و قال: (إنّ هذا وصييّ و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا) فقام القوم يضحكون، و يقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع. و قد نقل هذا الحديث كثير من أهل السنة كابن جرير الطبري، و ابن أبي حاتم، و ابن مردويه، و أبو نعيم، و البيهقي، و الثعلبي، كما نقله ابن الأثير في الجزء الثّاني من كتابه الكامل، و أبو الفداء في الجزء الأوّل من تأريخه، و جماعة آخرون.
عن موسوعة التاريخ الاسلامي للشيخ محمد هادي اليوسفي: الطبرسي في اعلام الورى نقل صدر مقال ابن اسحاق، ثمّ نقل عن كتاب المعرفة لابن مندة قول الواقدي كذلك: أنهم خرجوا من الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين، و في هذه السنة توفيت خديجة و أبو طالب و بينهما خمس و ثلاثون ليلة. و ابن شهرآشوب نقل قول الواقدي كذلك: أنهم خرجوا من الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين، و في هذه السنة توفي أبو طالب. الا أنّه قال: و توفيت خديجة بعده بستة أشهر. و لم يستند الواقدي فيما ذهب إليه الى نصّ خبر، و لكن الظاهر أنّه يستند في وفاة خديجة الى نصّ خبر رواه عنه تلميذه و كاتبه ابن سعد بسنده عن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد قال: توفيت خديجة في شهر رمضان سنة عشر من النبوة، فخرجنا بها من منزلها حتّى دفنّاها بالحجون، فنزل رسول اللّه في حفرتها. قيل: و متى ذلك يا ابا خالد؟ قال: بعد خروج بني هاشم من الشعب بيسير، و قبل الهجرة بثلاث سنوات أو نحوها. و نقل سبط ابن الجوزي عن ابن سعد عن الواقدي عن علي عليه السّلام قال: (لما توفي ابو طالب اخبرت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فبكى بكاء شديدا ثمّ قال: اذهب فغسّله و كفنه و واره، غفر اللّه له و رحمه. فقال له العباس: يا رسول اللّه، انك لترجو له؟ فقال: اي و الله انى لأرجو له. و جعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يستغفر له أياما لا يخرج من بيته).
ومن ايات مولد النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم هلاك اصحاب الفيل لان ابرهة ملك الحبشة اراد هدم الكعبة وقتل كل من يقف امامه فقال ابو طالب عليه السلام لابرهة (لهذا البيت رب سيمنعه او يحميه) وهي دلالة على ايمان ابو طالب عكس ما يدعيه الوهابية. فحمى الله تعالى شعب ابي طالب التي ولد فيها النبي في عام الفيل "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ" (الفيل 1-5). ان عم الرسول ابو طالب كان بليغا شاعرا كرس خطبه للدفاع عن ابن اخيه من موقف قريش المعادي للدعوة الاسلامية.
ان شهداء اهل البيت الذين عددهم 28 من نسل ابو طالب عليه السلام فقط وهو احد اولاد عبد المطلب العشرة بالاضافة الى اختهم صفية. واحفاد ابو سفيان عدو الرسول ارادوا الثأر من احفاد ابو طالب حام الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم. واولاد ابو طالب الاربعة هم طالب وعقيل وجعفر وعلي، فاما طالب مات في حياة ابيه والثلاثة الاخرين فان نصيب الامام علي عليه السلام 16 شهيد وعقيل 9 شهداء وجعفر 3 شهداء. والقاسم بن الحسن هو احد احفاد علي بن ابي طالب عليه السلام.
https://telegram.me/buratha