الدكتور فاضل حسن شريف
عن شبكة رافد للشيخ محمد السند: قال تعالى "أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى" (الضحى 6-8)، فجعل الله تعالى إيواء النبي صلّى الله عليه وآله عند أبي طالب من نعم الله تعالى التي يمتنّ الباري تعالى بها على النبي صلّى الله عليه وآله على حذو امتنانه على الرسول صلّى الله عليه وآله بهداية الناس إلى الإيمان برسالة النبي صلّى الله عليه وآله ، وعلى حذو امتنانه تعالى على إغناء النبي صلّى الله عليه وآله بمال خديجة، وهذا ممّا يدلّل على مديح القرآن الكريم لأبي طالب، وأنّه قد قام بالمهمّة العظيمة الكبرى لخدمة الرسالة. هذا مضافاً إلى أشعاره المذكورة في المصادر التاريخيّة ، وقد ذكرها المجلسي في البحار وغيرها من الكتب عن تلك المصادر القديمة . مضافاً إلى عدم تعقّل كون أبي طالب على دين مشركي قريش ، وهو يحامي مستميتاً عن دين الرسول صلّى الله عليه وآله، ويتحمّل كل هذا العناء والمقاطعة من قريش في شعب أبي طالب ، ويفدي النبي صلّى الله عليه وآله بأبنائه وهو يرى اعتناقهم لدين النبي صلّى الله عليه وآله. ومع كل ذلك كيف يتعقّل أن يكون على غير دين النبي صلّى الله عليه وآله وهو يقف بصلابة محامياً عن الدين الحنيف ، ويكون موته عام حزن للنبي صلّى الله عليه وآله؟ وهل يحزن النبي على مشرك والعياذ بالله تعالى؟ ويقول له جبرئيل عن الله تعالى: (اخْرُجْ مِنْ مَكَّةَ فّلَيْسَ لَكَ فيها ناصِر). فيجعل الباري تعالى المسلمين كلّهم في كفّة، وأبو طالب في كفّة اُخرى في نصرة النبي صلّى الله عليه وآله.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: أن صهر النّبي على ابنته زينب أبا العاص كان من بين أسرى معركة بدر، فأرسلت زوجته زينب قلادتها التي أهدتها أمّها خديجة عليهما السّلام إليها في زفافها، لتفتدي بها زوجها، فلمّا وقعت عينا النّبي على تلك القلادة و تذكر تضحية خديجة و جهادها، و تجسّدت مواقفها أمام عينيه، قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: (رحم اللّه خديجة، فهذه قلادة جعلتها خديجة في جهاز بنتي زينب). و وفقا لبعض الرّوايات فإنّه امتنع عن قبول القلادة احتراما لخديجة و إكراما، و استجاز المسلمين في إرجاع القلادة، فأذنوا له أن يرجع القلادة إلى زينب، ثمّ أطلق النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سراح أبي العاص، شريطة أن يرسل ابنته زينب- التي كانت قد تزوجت من أبي العاص قبل الإسلام- إلى المدينة، فوافق أبو العاص على هذا الشرط و وفى به بعدئذ. و على أية حال، فإنّ الآية محل البحث أجازت للمسلمين التصرف في غنائم المعركة، و المبلغ الذي يأخذونه فداء من الأسير، فقالت: فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّباً. و يمكن أن تكون هذه الجملة ذات معنى واسع يشمل حتى الغنائم الأخرى غير الفداء.
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قوله تعالى "وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ" (الشرح 2-3) الوزر الحمل الثقيل، وإنقاض الظهر كسره بحيث يسمع له صوت كما يسمع من السرير ونحوه عند استقرار شيء ثقيل عليه، والمراد به ظهور ثقل الوزر عليه ظهورا بالغا. ووضع الوزر إذهاب ما يحس من ثقله وجملة "وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ" معطوفة على قوله "أَلَمْ نَشْرَحْ" (الشرح 1) إلخ لما أن معناه قد شرحنا لك صدرك. والمراد بوضع وزره صلىاللهعليهوآله على ما يفيده السياق وقد أشرنا إليه إنفاذ دعوته وإمضاء مجاهدته في الله بتوفيق الأسباب فإن الرسالة والدعوة وما يتفرع على ذلك هي الثقل الذي حمله إثر شرح صدره. وقيل : وضع الوزر إشارة إلى ما وردت به الرواية أن ملكين نزلا عليه وفلقا صدره وأخرجا قلبه وطهراه ثم رداه إلى محله وستوافيك روايته. وقيل: المراد بالوزر ما صدر عنه صلى الله عليه وآله قبل البعثة، وقيل: غفلته عن الشرائع ونحوها مما يتوقف على الوحي مع تطلبه، وقيل: حيرته في بعض الأمور كأداء حق الرسالة ، وقيل: الوحي وثقله عليه في بادئ أمره ، وقيل : ما كان يرى من ضلال قومه وعنادهم مع عجزه عن إرشادهم، وقيل: ما كان يرى من تعديهم ومبالغتهم في إيذائه، وقيل: همه لوفاة عمه أبي طالب وزوجه خديجة، وقيل: الوزر المعصية ورفع الوزر عصمته، وقيل: الوزر ذنب أمته ووضعه غفرانه. وهذه الوجوه بعضها سخيف وبعضها ضعيف لا يلائم السياق ، وهي بين ما قيل به وبين ما احتمل احتمالا.
جاء في موقع الشيعة عن 27 رجب المبعث النبوي بقلم محمد امين نجف: فجاءه الوحي ثانية، وأمره بالقيام وترك الفراش والبدء بالدعوة والإنذار، إذ جاء هذا الخطاب في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الْمُدّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ" (المدثر 1-4). بداية الدعوة: فانطلق صلى الله عليه وآله مستجيباً لأمر الله تعالى مبشِّراً بدعوته، وكان أوّل من دعاه إلى سبيل الله وفاتحه زوجته السيّدة خديجة بنت خويلد، وابن عمِّه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الذي كان صبيّاً في العاشرة من عمره، فآمنا به وصدّقاه، ثمّ آمن به مملوكه زيد بن حارثة، فكانت النواة الأُولى لبدء الدعوة الإلهية الكبرى. فقد كان صلى الله عليه وآله يختار أصحابه فرداً فرداً، ولم يوجِّه دعوته إلى الجميع في تلك المرحلة، إلى أن جاء الأمر الإلهي: "وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" (الشعراء 214)، فبدأت دعوته العلنية.
https://telegram.me/buratha