الدكتور فاضل حسن شريف
أخرج الحاكم عن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام، قال (خطب الحسن بن علي عليهما السلام حين قتل عليّ فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الأولون بعمل ولا يدركه الآخرون، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعطيه رأيته فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح الله عليه وما ترك على أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلاّ سبع مائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادمة لأهله. ثم قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي وأنا ابن النبي وأنا ابن الوصي وأنا ابن البشير وأنا ابن النذير وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه وأنا ابن السراج المنير وأنا من أهل البيت الذي كان جبرائيل ينزل إلينا ويصعد من عندنا ، وأنا من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم على كل مسلم، فقال تبارك وتعالى لنبيّه "قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا" (الشورى 23) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت). ولمّا تمّ خطاب الإمام عليه السلام تقدّم عبدالله بن عباس، وحث المسلمين على مبايعته، وقال (معاشر الناس، هذا ابن نبيّكم، ووصيّ إمامكم فبايعوه). واستجاب الناس إلى بيعته ، وقالوا (ما أحبّه إلينا وأحقّه بالخلافة).
جاء في کتاب الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي: وفي معاني الأخبار ، بإسناده عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله نظر إلى علي والحسن والحسين عليهم السلام فبكى وقال: أنتم المستضعفون بعدي. قال المفضل: فقلت له: ما معنى ذلك؟ قال: معناه أنكم الأئمة بعدي إن الله عز وجل يقول "وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ" (القصص 5) فهذه الآية جارية فينا إلى يوم القيامة. أقول : والروايات من طرق الشيعة في كون الآية في أئمة أهل البيت عليهم السلام كثيرة وبهذه الرواية يظهر أنها جميعا من قبيل الجري والانطباق.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: ورد في سيرة الرّسول الأعظم صلى اللَّه عليه و آله و سلّم أنّه ما وضع رجله في الركاب إلّا و قال: (الحمد للَّه)، و إذا ما استوى على ظهر الدابّة فإنّه يقول: الحمد لله على كل حال، "سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ" (الزخرف 13). و جاء في حديث آخر عن الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام أنّه رأى رجلا ركب دابّة فقال: سبحان الذي سخّر لنا هذا، فقال له: (ما بهذا أمرت، أمرت أن تقول: الحمد للَّه الذي هدانا للإسلام، الحمد للَّه الذي منّ علينا بمحمّد، و الحمد للَّه الذي جعلنا من خير أمّة أخرجت للناس، ثمّ تقول: "سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا" (الزخرف 13)). قوله تعالى "قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحيِي وَ يُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ كَلِماتِهِ وَ اتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (الاعراف 158). التّفسير: دعوة النّبي العالميّة: جاء في حديث عن الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقالوا: يا محمّد، أنت الذي تزعم أنّك رسول اللّه، و أنّك الذي يوحى إليك كما يوحى إلى موسى بن عمران؟ فسكت النّبي ساعة ثمّ قال: (نعم أنا سيد ولد آدم و لا فخر، و أنا خاتم النّبيين، و إمام المتقين، و رسول ربّ العالمين) قالوا: إلى من، إلى العرب أم إلى العجم، أم إلينا؟ فأنزل اللّه هذه الآية التي صرّحت بأنّ رسالة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رسالة عالمية.
قوله تعالى "الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء" (ابراهيم 4) جاء في كفاية الطالب في حديث عاصم بن حمزة قال رسول الله (شجرة انا اصلها وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرها والشيعة ورقها، فهل خرج من الطيب الا الطيب). قوله سبحانه "فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم" (البقرة 37) عن ابن عباس الكلمات هي سأل ربه التوبه بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين. قال الله عز وجل "ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء" (النساء 69) في شواهد التنزيل وكتاب ارجح المطالب الشهداء هم علي بن ابي طالب وجعفر الطيار وحمزه بن عبد المطلب والحسن والحسين.
https://telegram.me/buratha