الدكتور فاضل حسن شريف
عن کتاب الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي: وفي المجمع: وروت العامة عن علي عليه السلام: أنه قرأ رجل عنده "وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ" (الواقعة 29) فقال: ما شأن الطلح إنما هو وطلع كقوله "وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ" (الشعراء 148) فقيل له: ألا تغيره؟ قال: إن القرآن لا يهاج اليوم ولا يحرك، رواه عنه ابنه الحسن عليه السلام وقيس بن سعد.
قوله تعالى "ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء" (النساء 69) في شواهد التنزيل وكتاب ارجح المطالب الشهداء هم علي بن ابي طالب وجعفر الطيار وحمزه بن عبد المطلب والحسن والحسين. قوله سبحانه وتعالى "الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء" (ابراهيم 4) جاء في كفاية الطالب في حديث عاصم بن حمزة قال رسول الله (شجرة انا اصلها وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرها والشيعة ورقها، فهل خرج من الطيب الا الطيب). قال الله عز وجل "فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم" (البقرة 37) عن ابن عباس الكلمات هي سأل ربه التوبه بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين. عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: "لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ" (الاسراء 4) قال: قتل عليّ بن أبي طالب وطعن الحسن.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله سبحانه: "لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ" (الانبياء 22) دعوة الأنبياء إلى اللّه الواحد الأحد: و هو دليل آخر على وحدانية اللّه، إذ لو كان هناك خالقان كلّ واحد منهما واجب الوجود في العالم، لاستلزم أن يكون كلّ واحد منهما منبعا للفيض. فلا يمكن لوجود ذي كمال مطلق أن يبخل في الإفاضة لأنّ عدم الفيض نقص بالنسبة للوجود الكامل. و حكمته تستوجب أن يشمل الجميع بفيضه. و هذا الفيض له نوعان: فيض تكويني في عالم الخلقة، و فيض تشريعي في عالم الهداية. من هنا لو كان هناك آلهة متعددة لوجب أن يأتي مبعوثون منهم جميعا، ليواصلوا فيضهم التشريعي إلى النّاس. أمير المؤمنين علي عليه السّلام يقول لابنه الحسن عليه السّلام و هو يوصيه: (و اعلم يا بني أنّه لو كان لربّك شريك لأتتك رسله، و لرأيت آثار ملكه و سلطانه، و لعرفت أفعاله و صفاته، و لكنّه إله واحد كما وصف نفسه). قوله تعالى "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ" (النور 35) عن الإمام الصادق عليه السّلام المشكاة بفاطمة عليها السّلام و المصباح بالحسن عليه السّلام و الزجاجة بالحسين عليه السّلام. و كما أشرنا سابقا فإنّ للآيات مفهوما واسعا، و كلّ حديث من هذه الأحاديث بيان لمصداق بارز من مصاديقها دون الإخلال بعموميتها. و بهذا لا نجد تناقضا في الأحاديث السابقة. يقول الامام علي عليه السّلام في حديثه التاريخي خلال وصاياه لولده الحسن المجتبى (اي بني اني و ان لم أكن عمّرت عمر من كان قبلي، فقد نظرت في اعمالهم، و فكّرت في اخبارهم، و سرت في آثارهم، حتى عدت كأحدهم، بل كأنّي بما انتهى الي من أمورهم قد عمرت من اوّلهم الى آخرهم).
قال الله جل جلاله "فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" (البقرة 37) عن شبكة الامام الرضا الالكترونية حول الامام الحسين عليه السلام في القران: عن ابن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: سئل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه، قال: سأله بحقّ محمّدٍ وعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين إلاّ ما تبت عليّ، فتاب عليه. عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لمّا نزلت الخطيئة بآدم وأُخرج من الجنّة أتاه جبرئيل عليه السّلام فقال: يا آدم. أُدعُ ربّك. قال: يا حبيبي جبرئيل، ما أدعو ؟ قال: قل: رَبِّ أسألك بحقّ الخمسة الّذين تخرجهم من صلبي آخر الزمان، إلاّ تبت عليّ ورحمتني. فقال له آدم عليه السّلام: يا جبرئيل. سَمِّهم لي. قال: قل: ربّ أسألك بحقّ محمّدٍ نبيّك وبحقّ عليٍّ وصيّ نبيّك وبحقّ فاطمة بنت نبيّك وبحقّ الحسن والحسين سبطَي نبيّك، إلاّ تبت عَلَيّ. فدعا بهنّ آدم، فتاب الله عليه وذلك قول الله تعالى جلّ ذكره: "فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ" (البقرة 37)، وما من عبدٍ مكروبٍ يُخلص النيّة ويدعو بهنّ إلاّ استجاب الله له. وروى صاحب الدرّ الثمين في تفسير قوله تعالى: فتلقّى آدمُ مِن ربّه كلماتٍ أنّه رأى ساق العرش وأسماء النبيّ والأئمّة عليهم السّلام فلقّنه جبرئيل، قل: يا حميد بحقّ محمّدٍ، يا عالي بحقّ عليٍّ، يا فاطر بحقّ فاطمة، يا محسن بحقّ الحسن والحسين ومنك الإحسان. فلمّا ذُكر الحسين سالت دموعه وانخشع قلبه وقال: يا أخي جبرئيل. في ذِكْر الخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي. قال جبرئيل: ولدُك هذا يصاب بمصيبةٍ تصغر عندها المصائب، فقال: يا أخي وما هي، قال: يُقتَل عطشاناً غريباً وحيداً فريداً ليس له ناصرٌ ولا معينٌ، ولو تراه يا آدم وهو يقول: واعطشاه، واقلّة ناصراه. حتّى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان، فلم يجبه أحدٌ إلاّ بالسيوف وشرب الحتوف، فيُذبح ذبح الشاة من قَفاه، ويَنهب رحلَه أعداؤه، وتشهر رؤوسهم هو وأنصاره في البلدان ومعهم النسوان، كذلك سبق في علم الواحد المنّان. فبكى آدم وجبرئيل بكاء الثَّكلى.
https://telegram.me/buratha