الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في کتاب الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي: في المجمع: في قوله تعالى "ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى" (الانفال 67) قال : كان القتلى من المشركين يوم بدر سبعين ـ قتل منهم علي بن أبي طالب عليه السلام سبعة وعشرين، وكان الأسرى أيضا سبعين، ولم يؤسر أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فجمعوا الأسارى ، وقرنوهم في الحبال، وساقوهم على أقدامهم، وقتل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله تسعة رجال منهم سعد بن خيثمة وكان من النقباء من الأوس. قال: وعن محمد بن إسحاق قال: استشهد من المسلمين يوم بدر أحد عشر رجلا : أربعة من قريش، وسبعة من الأنصار، وقيل: ثمانية، وقتل من المشركين بضعة وأربعون رجلا. قال: وعن ابن عباس قال: لما أمسى رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر والناس محبوسون بالوثاق بات ساهرا أول الليلة ـ فقال له أصحابه: ما لك لا تنام؟ فقال عليه السلام: سمعت أنين عمي العباس في وثاقه ، فأطلقوه فسكت فنام رسول الله صلى الله عليه وآله. قال: وروى عبيدة السلماني عن رسول الله صلى الله عليه وآله: أنه قال لأصحابه يوم بدر في الأسارى: إن شئتم قتلتموهم، وإن شئتم فاديتموهم ـ واستشهد منكم بعدتهم ، وكانت الأسارى سبعين فقالوا: بل نأخذ الفداء فنستمتع به ونتقوى به على عدونا، وليستشهد منا بعدتهم ـ قال عبيدة طلبوا الخيرتين كلتيهما فقتل منهم يوم أحد سبعون. وفي كتاب علي بن إبراهيم: لما قتل رسول الله صلى اللهعليه وآله النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط خافت الأنصار أن يقتل الأسارى فقالوا: يا رسول الله قتلنا سبعين وهم قومك وأسرتك أتجد أصلهم فخذ يا رسول الله منهم الفداء، وقد كانوا أخذوا ما وجدوه من الغنائم في عسكر قريش فلما طلبوا إليه وسألوه نزلت الآية "ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى" (الانفال 67) الآيات فأطلق لهم ذلك.
ورد أن نضر بن الحارث ( ت 2هـ) حامل لواء المشركين يوم بدر. كانت كل الدنيا تخاف من بطش قريش و في بدر قتل صناديدهم ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يتكبر وبدلا عن ذلك وضع خده على التراب وقال: الهي سجد لك فؤادي. كان النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم معاركه دفاعية في بدر "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (ال عمران 123)، وأحد "وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (ال عمران 121)، والخندق "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا" (الاحزاب 9). وكما فعل الامام علي عليه السلام في معاركه الدفاعية في الجمل وصفين والنهروان.
نزلت آية 217 من سورة البقرة "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" قبل معركة بدر بشهرين بخصوص سرية عبد الله بن جحش حيث استاقت تلك السرية عير قريش وفيها تجارة من الطائف وقتلوا عمرو بن عبد الله الحضرمي وكان ذلك في غرة رجب وهم يظنونه من جمادى فزعمت قريش ان محمدا صلى الله عليه واله وسلم استحل الشهر الحرام فاجابتهم هذه الاية الكريمة على ذلك "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ " (البقرة 217).
جاء في كتاب أضواء على ثورة الحسين لسماحة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر: سؤال: ان قوله تعالى: "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ" (ال عمران 123) دال على حصول الذلة لجيش النبي صلى الله عليه واله وسلم في واقعة بدر. وإذا صح وصف جيش النبي صلى الله عليه واله وسلم بذلك صح وصف غيره بطريق اولى. فلماذا نتحاشى عن وصف الحسين وجيشه بالذله؟ وجوابه : أن الاية الكريمة غير دالة أصلاً على ثبوت الذل: بمعنى المهانة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وجيشه. ولو دلت على ذلك لوجب تأويلها بما يناسب الحال. شأنها في ذلك شأن الظاهر القرآنية التي دل الدليل على عدم إمكان التعبد بمظاهرها.
https://telegram.me/buratha