الصفحة الإسلامية

اشارات الشهيد السيد محمد باقر الحكيم عن القرآن الكريم من سورة البقرة (ح 65)


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: تعرضت المعرفة التفسيرية إلى نقطة ضعف مهمة نتيجة لهذه البساطة في الشعور بالمسؤولية وعدم التقدير الواعي لظروف الحماية وأساليبها، حيث نجد المرحلة تعتمد بشكل رئيس على أقوال أهل الكتاب ونظرياتهم. وقد وقع بعض الصحابة نتيجة لهذا الاعتماد في مفارقات فكرية وعقيدية تختلف عن الاتجاهات الاسلامية الصحيحة، فهناك كثير من الأفكار الإسرائيلية عن الأنبياء وعالم الآخرة والملائكة أضيفت إلى القرآن الكريم نتيجة هذا الربط التفسيري بين الوقائع التي تسردها الكتب الإسرائيلية أو التي يرويها الإسرائيليون، والوقائع التي يشير إليها القرآن الكريم لاستخلاص العبرة والموعظة منها. والشواهد على هذه المفارقات في النصوص التفسيرية الصحيحة المأثورة عن الصحابة كثيرة، واليك نموذج منها: فإذا قارنا ذلك بما ينظر اليهود به إلى جبرئيل وأنه ملك العذاب كما جاءت بذلك بعض النصوص التأريخية في أسباب نزول قوله تعالى: "من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال." (البقرة 98) نعتقد أن هذه الرواية لم تأت عن النبي وانما جاءت على لسانه تأييدا لوجهة النظر الإسرائيلية، أو تأثرا بأفكار الإسرائيليات، والا فنحن لا نفهم لماذا يخاف جبرئيل ان تدرك رحمة الله أحدا من الناس حتى لو كان ذلك فرعون.

جاء في کتاب القصص القرآنى للسيد محمد باقر الحكيم: تشريع الاحكام للمجتمع الانساني، إذ يشير القرآن الكريم إلى أعم أركان هذا التشريع، و هي: الاركان الخمسة التي بني عليها الإسلام: الصلاة، و الزكاة، و الحج، و الصوم، و الإمامة، و قد صرح القرآن الكريم بالصلاة و الحجّ و الإمامة، و أشار إلى الزكاة بالذبح، و كذلك ما ورد إلى الصوم بالاعتكاف. "وَ إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَ أَمْناً وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَ عَهِدْنا إِلى‌ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَ الْعاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ" (البقرة 125)، و يبدو من بعض الروايات أنّ هناك مجموعة من التشريعات الاخرى وضعها إبراهيم لأوّل مرة، مثل: الخمس، و الجهاد في سبيل اللّه، و غيرها.

جاء في كتاب علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: النسخ: (رفع أمر ثابت في الشريعة المقدسة بارتفاع أمده وزمانه سواء أكان ذلك الامر المرتفع من الأحكام التكليفية كالوجوب والحرمة أم من الأحكام الوضعية كالصحة والبطلان، وسواء أكان من المناصب الإلهية أم من غيرها من الأمور التي ترجع إلى الله تعالى بما انه شارع). ويلاحظ في هذا التعريف أن الرفع في النسخ انما يكون لأمر ثابت في أصل الشريعة، ولذا فلا يكون شاملا لمثل ارتفاع الحكم الشرعي الذي يكون بسبب انتهاء موضوعه، كارتفاع وجوب الصوم بانتهاء شهر رمضان "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة 183)، أو ارتفاع ملكية شخص لماله بسبب موته، فان هذا النوع من ارتفاع الحكم لا يسمى نسخا، ولا نجد من يخالف في امكانه ووقوعه، وقد أوضح السيد الخوئي رحمه الله لنا الفرق بين الارتفاع الذي يكون نسخا، والارتفاع الذي لا يكون من النسخ في شئ.

قال الله تبارك وتعالى "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (البقرة 185) جاء في كتاب علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: حين ننظر إلى المحاولة التفسيرية التي جاءت على لسان ابن عباس أيضا حين يريد ان يعين ليلة القدر المذكورة في القرآن الكريم على أنها ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، ويفهم ذلك على أساس اهتمام الاسلام بالعدد سبعة حيث أخذ في متعلق بعض الأحكام الاسلامية. فان هذا الاستنتاج إضافة إلى بعده عن المنطق الصحيح لا يتفق مع البساطة والذوق العربي اللذين كان يعيشهما ابن عباس. ولقد كان من الطبيعي أن ينظر إلى القرآن في هذه المرحلة على أساس أنه مشكلة لغوية لان هذه المرحلة تمثل بداية التطور في المعرفة التفسيرية عند لمسلمين، بعد أن كانوا يفهمون القرآن فهما ساذجا وفي مستوى الخبرة العامة المتوفرة لديهم حينذاك. أخرج أبو نعيم، عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس، ان عمر بن الخطاب جلس في رهط من المهاجرين من الصحابة، فذكروا ليلة القدر، فتكلم كل بما عنده، فقال عمر: ما لك يا ابن عباس صامت لا تتكلم، تكلم لا تمنعك الحداثة. قال ابن عباس: قلت يا أمير المؤمنين إن الله وتر ويحب الوتر، فجعل أيام الدنيا تدور على سبع، وخلق أرزاقنا من سبع، وخلق الانسان من سبع، وخلق فوقنا سماوات سبعا، وخلق تحتنا ارضين سبعا، وأعطى من المثاني سبعا، ونهى في كتابه عن نكاح الأقربين عن سبع، وقسم المواريث في كتابه على سبع، ونقع في السجود من أجسادنا على سبع، فطاف رسول الله صلى الله عليه وآله بالكعبة سبعا، وبين الصفا والمروة سبعا، ورمي الجمار بسبع فأراها في السبع الأواخر من شهر رمضان، فتعجب عمر، فقال ما وافقني فيها أحد إلا هذا الغلام الذي لم تستو شؤون رأسه، ثم قال يا هؤلاء من يؤديني في هذا كاداء ابن عباس؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك