الصفحة الإسلامية

اشارات الشهيد السيد محمد باقر الحكيم عن القرآن الكريم من سورة الشعراء (ح 68)


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في كتاب علوم القرآن عن القصص القرآنية للسيد محمد باقر الحكيم: دراسة قصة موسى عليه السلام: الآيات التي جاءت في سورة الشعراء والتي تبدأ القصة فيه بقوله تعالى: "وإذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين * قوم فرعون الا يتقون" (الشعراء 10-11) والتي تختم بقوله تعالى: "ان في ذلك لاية وما كان أكثرهم مؤمنين * وان ربك لهو العزيز الرحيم" (الشعراء 67-68). ويلاحظ في هذا المقطع القرآني من القصة الأمور التالية: الأول: أن المقطع من القصة جاء بعد عتاب من الله سبحانه لرسوله محمد صلى الله عليه وآله في اجهاده لنفسه وارهاقها حتى يكاد يقتلها بسبب ان قومه لم يكونوا مؤمنين: "لعلك باخع نفسك الا يكونوا مؤمنين" (الشعراء 3). وبعد هذا العتاب يذكر القرآن الكريم قانونا اجتماعيا يتحكم في التأريخ وهو أن كل ذكر جديد من الله سبحانه يحدث ردة فعل كهذه لدى الكفار حيث يقاومونه ويعرضون عنه، ولم يكن ذلك بسبب عجز الله سبحانه وعدم قدرته على اخضاعهم لرسالته وارغامهم عليها: (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين * وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين" (الشعراء 4-5). الثاني: أن القرآن الكريم ينبه بعد هذا التفسير العام للتأريخ إلى أن هذا الموقف العام للكافرين تجاه الذكر لم يكن بسبب عدم توفر الدليل الصالح على صحة الرسالة: "أو لم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم * ان في ذلك لاية وما كان أكثرهم مؤمنين * وان ربك لهو العزيز الرحيم" (الشعراء 7-9). الثالث: أن هذا المقطع جاء في عرض قصصي مشترك للأنبياء يتميز بطابع خاص إلى جانب هذا التفسير التأريخي للموقف العام وهو أن كل نبي نجده يبذل جهده في استعمال الأساليب المختلفة من الكلام اللين الهادئ أو التذكير بالنعم الإلهية الظاهرة التي يتمتع بها أقوامهم، وقد يعضد أقواله هذه أحيانا بآية ومعجزة سماوية تشهد له على صحة دعوته، ومع كل ذلك تكون النتيجة واحدة ويختتم بقوله تعالى: "ان في ذلك لاية وما كان أكثرهم مؤمنين" (الشعراء 8).

جاء في موقع شبكة فجر الثقافية عن الاختلاف والوحدة في نظر القرآن الكريم (2) للسيد محمد باقر الحكيم: الاختلاف بسبب الفساد في الأرض: وفي تطور آخر إلى جانب الاختلاف العقائدي بدأ سبب آخر للاختلاف ينطلق من الهوى أيضاً، وهو: الاختلاف بسبب الجهل والطغيان، وتحول بعض الممارسات السلوكية إلى عادات ثابتة، أو تقاليد مقدسة لوراثتها عن الآباء والأجداد، وبفعل الاجتهادات والتغيرات القائمة على الهوى والأغراض الشخصية أو الظنون والأوهام، الأمر الذي أدى إلى انقسام الناس إلى جماعات متعصبة وأحزاب متفرقة يقتل بعضهم البعض الآخر ويشرده من دياره، أو يستعبده ويستغله من أجل مصالحه وحاجاته وإرضاء لرغباته وشهواته. قال الله تعالى "قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ" (الشعراء 74)، و "قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ" (الشعراء 136).

جاء في رسالة التقريب للشهيد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره: حياة نوح: يبدو أن حياة نوح عليه السلام من خلال ما عرضه القرآن الكريم في قصته تنقسم إلى ثلاث مراحل، وتبدو هذه المراحل الثلاث واضحة من المقطع الذي ذكر فيه قصته من سورة هود. الرسالة والدعوة: كان نوح عليه السلام يدعو قومه إلى توحيد الله سبحانه وعبادته ورفض عبادة غير الله تعالى من الشركاء، كما كان يدعوهم إلى تقوى الله تعالى وطاعته وإلى التوبة والإنابة إلى الله تعالى ليغفر لهم ذنوبهم. كما أنّه كان يبلغ رسالات الله وينصح لهم وينذرهم عذاب الله وعقابه، ويبشرهم بالخير العميم في الدنيا، حيث يرسل الله السماء عليهم مدراراً ويمددهم بأموال وبنين ويجعل لهم جناتٍ لهم أنهاراً. ويظهر من القرآن الكريم كما يفهم من المقارنة بين شريعته وشرائع سائر أنبياء أولي العزم أو من سياق الوصايا العامة التي ذكرها القرآن الكريم للشرائع السابقة أن نوحاً عليه السلام كان يأمرهم بالمعروف، كالعدل والمساواة وصدق الحديث والوفاء بالعهد، وينهاهم عن المنكر وعن ممارسة الفواحش واقترابها. وقد توسل نوح عليه السلام في دعوته هذه بوسائل الخطاب بالحكمة والموعظة الحسنة والانذار من عذاب الله تعالى والاحتجاج الذي يعتمد على المنطق والأخلاق والتأكيد على التجرد من الهوى أو المصالح الدنيوية، فهو إنسان أرسله الله لإبلاغ رسالاته وليس ملكاً، كما أنّه لا يبتغي من وراء هذا العمل أجراً أو فائدة خاصة أو مقاماً دنيوياً، وإنما يريد بذلك خيرهم وصلاحهم. وكان عليه السلام يتصف بالصبر وسعة الصدر والاستقامة في الدعوة ومواصلة إبلاغ الرسالة واستخدام الأساليب المختلفة العلنية والسرية. و التهديد بالعدوان واستخدام القوة ضده إذا لم يترك رسالته: "قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين * قال رب إن قومي كذبون * فافتح بيني وبينهم فتحاً ونجني ومن معي من المؤمنين" (الشعراء 116-118).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك