الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب القصص القرآني للسيد محمد باقر الحكيم: بعثة موسى عليه السلام ورجوعه إلى مصر: وحينما عاد موسى إلى مصر توجه مع أخيه هارون إلى فرعون فقالا له: "إنا رسولا من ربك رب العالمين" (الشعراء 16)، ولا يمكن أن نقول على الله غير الحق الذي أرسلنا به وقد جئناك ببينة من ربك فأرسل معنا بني إسرائيل وارفع عنهم العذاب الذي تنزله فيهم، وقد قالا له ذلك بشكل لين وبأسلوب استعطافي هادئ. وكأن فرعون قد استغرب هذه الرسالة من موسى وأخيه لأنه كان يعرف موسى وأحواله، فقال لموسى: "ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين" (الشعراء 18)، ثم بعد ذلك "فعلت فعلتك التي فعلت" (الشعراء 19) بأن قتلت رجلا من الفرعونيين؟ فأجابه موسى: نعم لقد فعلت ذلك، ولكني لما خفتكم على نفسي فررت منكم "فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين" (الشعراء 21).
جاء في رسالة التقريب للشهيد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره: الطوفان وآثاره ونتائجه: وعندما فار التنور أمر الله تعالى نوحاً عليه السلام أن يحمل في الفلك أهله إلا من استثنى منهم، وممن سبق القول من الله تعالى في إهلاكهم كزوجته، وجميع المؤمنين ممن آمن معه، وهم قليل، وكذلك من كل الحيوانات من كل زوجين اثنين ذكراً وأنثى. فلما حملهم نوح عليه السلام في السفينة وركبوا فيها فتح الله سبحانه أبواب السماء بماء منهمر وفجر الأرض عيونا، فالتقى الماء من السماء والأرض على أمر قد قدر، وأصبحت السفينة تجري بهم في موج كالجبال ولم يكن هناك شيء من الجبال أو المرتفعات مما يعصم الإنسان عن أرم الله بالغرق. فأخذ الناس الطوفان وهم ظالمون. ثم إن نوحاً وجد ابنه قد انعزل عنه ولم يركب في السفينة، فناداه: يا بني أركب معنا ولا تكن مع الكافرين، قال ابنه: سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال له نوح: لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم الله منهم، وهم أولئك الذين ركبوا السفينة، ثم حال الموج بينه وبني ابنه، فكان ولده من المغرقين. قصة ابن نوح الغريق: ولم يكن نوح عليهم السلام يعلم من ابنه إبطان الكفر كما كان يعلم ذلك من امرأته، فكان غرقه مفاجأة له، وحزن لذلك، ولو كان علم ذلك لم يفاجأ ولم يحزنه أمره وهو القائل في دعائه: "فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" (الشعراء 118).
جاء في كتاب القصص القرآني للسيد محمد باقر الحكيم: خروج موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر: وحين واجه موسى محاولة اغتياله ورأى اصرار فرعون وقومه على اضطهاد بني إسرائيل وتعذيبهم، ووجد أنه لم تنفع بهم الآيات والمواعظ، صمم على الخروج ببني إسرائيل من مصر والعبور بهم إلى جهة الأرض المقدسة، وقد نفذ موسى هذه العملية وسار ببني إسرائيل متجها إلى سيناء. ولم يقف فرعون وقومه معه امام هذه الهجرة مكتوف اليدين، بل جمع جنده من جميع المدائن وقرر ملاحقة موسى وبنى إسرائيل وارجاعهم إلى عبوديته بالقوة. ووجد موسى وبنو إسرائيل نتيجة هذه المطاردة أنفسهم والبحر من امامهم وفرعون وجنوده من خلفهم، وارتاع بنو إسرائيل من هذا الموقف وكادوا يكذبون ما وعدهم به موسى من الخلاص، ولكن موسى بايمانه الوطيد اخبرهم أن الله سبحانه سوف يهديه طريق النجاة، وتحقق ذلك فعلا إذ أوحى الله "إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ" (الشعراء 63)، ويظهر بينهما طريق يبس يعبر من خلاله بنو إسرائيل ويحاول فرعون وجنوده أن يتبعوهم من هذا الطريق أيضا، وإذا بجانبي البحر يلتقيان فيغرق مع جنده.
https://telegram.me/buratha