الدكتور فاضل حسن شريف
الاستعاذة من الشيطان لكي لا يصد عن ذكر الله "وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ" (المائدة 91). وينسي الشيطان الانسان ذكر ربه "فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ" (يوسف 42) و "اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ" (المجادلة 19). وتوجد اعمال تصد عن ذكر الله منها الخمر والميسر التي يحركها الشيطان في النفس "إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ" (المائدة 91). والتفكير المستمر في الاموال والاولاد تلهي عن ذكر الله "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ" (المنافقون 9). دعاء الاستعاذة من الشيطان " رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ" (المؤمنون 97-98). ودعاء الاستعاذة من الوسواس جاء في سورة الناس (الناس 1-6).
تعريف الابتداء: الابتداء لغة هو ضد الوقف، تقول بدأتُ الشيء: فعلتُهُ ابتداءً والبدء: فعلُ الشيء أولاً. واصطلاحاً: هو الشروع في القراءة سواء كان بعد قطع وانصراف عنها أو بعد وقف فإذا كان بعد قطع فلا بدّ فيه من مراعاة أحكام الاستعاذة والبسملة، وأما إذا كان بعد وقف فلا حاجة إلى ملاحظة ذلك لأن الوقف إنّما هو للاستراحة وأخذ النفس فقط. وعن الاية "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم" (النحل 98) فان الرجيم هو المطرود من بقاع الخير والاستعاذة مما قد امر الله بعباده عند قراءتهم القرآن. ومعنى معية الله اي ان الله تعالى معك "إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ" (النحل 128) فاذا اصبح الانسان مع الله فلا مكان للشيطان. تتحدث سورة الواقعة عن الدنيا والآخرة. ومن أهم الأشياء قراءة تفسير القرآن من عدد من المفسرين لتصبح لديك فهم أفضل للدين "إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" (التوبة 40) فالله يدرك العبد والعبد لا يدركه "لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ" (الانعام 103). الشيطان معركته مع الانسان "وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ " (المؤمنون 97).
عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنزلت علي آيات لم ينزل مثلهن المعوذتان، أورده في الصحيح. وروي: أن النبي صلى الله عليه وآله كان كثيرا ما يعوذ الحسن والحسين عليهالسلام بهاتين السورتين. قوله صلى الله عليه واله لكعب بن عجرة : أعاذك الله يا كعب من أمارة السفهاء. دعاء الاستعاذة من النار وعذابها "رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" (ال عمران 16) و " رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" (ال عمران 191) و "رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ" (ال عمران 192). قال الله تبارك وتعالى "فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا" ﴿مريم 68﴾ لنحضرنهم: اللام للتوكيد، نحضر فعل، نون التوكيد، هم ضمير، لنحضرنهم اي نجمعهم مع شياطينهم، و "وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ" ﴿المؤمنون 98﴾ يحضرون اي تحضر الجن او الشياطين.
قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ، لَمْ تَظْهَر الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ). للامام العسكري عليه السلام كتاب منسوب اليه اسمه تفسير الامام العسكري مكون من 286 صفحة. وكبار العلماء نسب الكتاب للامام عليه السلام منهم الصدوق والطبرسي والمجلسي والعاملي والشهيد الثاني، اما القائلين بعدم صحة نسبه للامام فمنهم الحلي والاردبيلي والبلاغي والخوئي. ومن الامثلة الموجودة في هذا الكتاب فان تفسير "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم" (النحل 98) فان الرجيم هو المطرود من بقاع الخير والاستعاذة مما قد امر الله بعباده عند قراءتهم القرآن.
https://telegram.me/buratha