الدكتور فاضل حسن شريف
ورد عبارة ذكر الله في القرآن الكريم "وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ" ﴿الأعلى 15﴾، و "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا" (البقرة 114)، و "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" ﴿الأعراف 180﴾، و "وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ" ﴿هود 41﴾، و "قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ" (الاسراء 110)، و "اللَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ" ﴿طه 8﴾، و "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ" ﴿النور 36﴾، و فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ" ﴿الحاقة 52﴾.
ورد أن أنَّ البسملة "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" (الفاتحة 1) تمثّل جزءاً من حركة التربية الإسلامية في ارتباط الإنسان باللّه في أفعاله وأقواله، الأمر الذي يجعلها بمثابة الإيحاء المتحرّك المستمر بأنّ اللّه يقف خلف كلّ وجوده وحركته، فلا بُدَّ من أن يبدأ الأمور كلّها باسمه. وان الرحمن الرحيم في بسم الله الرحمن الرحيم لها دلالتها فهي ليست الجبار العزيز لان الله تعالى يتعامل مع عبده بالرحمة. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (كل أمر ذي بال لا يبدأ باسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر) اي منقطع لا تحصل به البركة. الله الرحمن (الفاتحة 1) هو معلم القرآن (الرحمن 1-2) هداية لخليفته المخلوق على الارض (الرحمن 3) وهو الانسان.
جاء عن مركز الاشعاع الاسلامي للدراسات والبحوث الاسلامية عن اسماء الله الحسنى للسيد جعفر مرتضى العاملي: نص الشبهة: هل أسماء الله الحسنى مئة ونحن نعرف فقط تسعة وتسعون؟ ولو عرفنا الواحد الباقي وهو اسم الله الأعظم فيكون مئة؟ لماذا لم يتفق المسلمون في أسماء الله الحسنى؟ وهل نحن مطالبون بحفظها؟ وإن كان نعم هل تكون بالترتيب؟ أما بالنسبة للسؤالين رقم 1 و 2 عن عدد أسماء الله الحسنى، وعن الواحد الباقي، وهو اسم الله الأعظم، فنقول: قد ورد في بعض الأحاديث أن لله تعالى تسعة وتسعين اسماً، من دعا بها استجاب الله له.. ومن أحصاها دخل الجنة. قال الصدوق: (إحصاؤها هو الإحاطة بها، والوقوف على معانيها، وليس معنى الإحصاء عدها). لكن في عوالي اللآلي: أن النبي صلى الله عليه وآله، قال: إن لله أربعة آلاف اسم: ألف لا يعلمها إلا الله، وألف لا يعلمها إلا الله، والملائكة، وألف لا يعلمها إلا الله، والملائكة، والنبيون، وأما الألف الرابع فالمؤمنون يعلمونه. ثلاث مئة منها في التوراة، وثلاث مئة في الإنجيل، وثلاث مئة في الزبور، ومئة في القرآن. تسعة وتسعون ظاهرة، وواحد منها مكتوم، ومن أحصاها دخل الجنة. هذا وقد عددت بعض الروايات تلك الأسماء. وأما اسم الله الأعظم فهو على ثلاثة وسبعين حرفاً، كما ورد في الروايات. وقد كان عند آصف بن برخيا منها حرف واحد، وعند عيسى عليه السلام حرفان، وعند موسى عليه السلام أربعة، وعند إبراهيم عليه السلام ثمانية، وعند نوح عليه السلام خمسة عشر، وعند آدم عليه السلام خمسة وعشرون حرفاً، وأعطي نبينا محمد صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام اثنين وسبعين حرفاً، وحرف عند الله، استأثر به في علم الغيب عنده. وفي بعض الروايات: أنه كان مع إبراهيم عليه السلام ستة، ومع نوح عليه السلام ثمانية أحرف. وهذه الروايات مذكورة في بصائر الدرجات 2 ـ وأما بالنسبة للسؤال عن السبب في عدم اتفاق المسلمين في أسماء الله الحسنى. فجوابه واضح، إذا لاحظنا اختلاف مصادر المعرفة عند شيعة أهل البيت عليهم السلام عنها لدى غيرهم. فالشيعة يأخذون معارفهم من القرآن، ومن رسول الله، وأهل بيته الطاهرين المعصومين.. لأنهم سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى، ولأنهم أحد الثقلين اللذين لن يضل من تمسك بهما. أما غير الشيعة فيأخذون معارفهم من غير أهل البيت عليهم السلام. 3 ـ وأما بالنسبة للسؤال عن كوننا مطالبين بحفظ أسماء الله الحسنى، فجوابه: أن الروايات قد دلت على ذلك، ولكن لا على سبيل الإلزام به، بل على سبيل الندب إليه، والحث عليه، لما يترتب عليه من المثوبة واستجابة الدعاء. 4 ـ وحول السؤال عن الترتيب فيما بين الأسماء، نقول: لم يظهر من الأخبار أن الترتيب مطلوب فيما بين تلك الأسماء.
تكملة للحلقات السابقة عن موقع اليسير: أسمــــــــاء الله الحسنى سبحانه وتعالى وشرح معناها: 61- المميت: هو الذي خلق الموت، وكتبه على خلقه، واستأثر سبحانه بالبقاء. 62- الحي: هو الذي يدوم وجوده، والله تعالى لم يزل موجوداً ولا يزال موجوداً. 63- القيوم: هو القائم الدائم بلا زوال. 64- الواجد: هو الغني الذي لا يفتقر إلى شيء. 65- الماجد: هو بمعنى المجيد. 66- الواحد: هو الفرد الذي لم يزل وحده بلا شريك. 67- الأحد: هو الذي لا شبيه له ولا نظير. 68- الصمد: هو الذي يُقْصَدُ في الحوائج. 69- القادر: هو الذي له القدرة الشاملة، فلا يعجزه شيء ولا يفوته مطلوب. 70- المقتدر: هو التام القدرة الذي لا يمتنع عليه شيء. 71، 72- المقدم المؤخر: هو الذي يزن الأشياء منازلها فيقدم ما شاء ومن شاء ويؤخر ما شاء ومن شاء. 73، 74- الأول والآخر: وهو مقدم على الحوادث كلها بأوقات لا نهاية لها، فالأشياء كلها وجدت بعده، وقد سبقها كلها. الأول الذي لا بداية لوجوده والآخر الذي لا نهاية لوجوده. وهو المتأخر عن الأشياء كلها، ويبقى بعدها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: "أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء" رواه مسلم والترمذي وابن ماجه. 75- الظاهر: هو الذي ظهر للعقول بحججه، وبراهين وجوده، وأدلة وجدانيته. 76- الباطن: هو الذي احتجب عن أبصار الخلائق وأوهامهم فلا يدركه بصر ولا يحيط به وهم. 77- الوالي: هو المالك للأشياء والمتولي لأمرها. 78- المتعالي: هو المنزه عن صفات الخلق. 79- البر: هو المحسن إلى خلقه، المصلح لأحوالهم. 80- التواب: هو الذي يقبل رجوع عبده إليه.
تكملة للحلقات السابقة جاء في موقع الشيعة: خصائص أسماء الله تعالى: 1 ـ أسماء الله كلّها توصيفية أي: جعلها الله تعالى لوصف نفسه. قال الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام): (إنّ الأسماء صفات وصف الله تعالى بها نفسه). سئل الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام عن الاسم الذي يطلق على الله تعالى ما هو؟ فقال عليه السلام: صفة لموصوف. 2- يدل كلّ واحد من الأسماء الإلهية على الذات الإلهية من ناحية اتّصافها بصفة معيّنة.مثلاً: القادر يدل على الذات الإلهية من ناحية اتّصافها بالقدرة. 3- تعبّر أسماء الله كلّها عن الذات الإلهية في مقام التمجيد والتعظيم والتكبير والتحميد أو التقديس والتسبيح والتنزيه والتهليل. 4 ـ نطاق بعض الأسماء الإلهية أوسع من البعض الآخر.مثلاً: اسم العالم حسب إحدى الأقوال اسم واسع تنطوي تحته عدّة أسماء أخرى، منها: السميع، البصير، الشهيد، الخبير ونحو ذلك. 5- أسماء الله ليست مترادفة، بل لكلّ اسم معنى يغاير الاسم الآخر ولو باشتماله على زيادة دلالة لا يدل عليه الآخر. 6- ليس المقصود من معنى أسماء الله ما يجري على المخلوقين، بل المقصود المعنى اللائق به تعالى. معنى إحصاء أسماء الله تعالى: 7- يكون إطلاق أسمائه تعالى على غيره من باب الاشتراك اللفظي فقط، ولهذا فحقيقة معاني أسماء الله تعالى لا تشبه شيئاً من حقيقة معاني أسماء ما سواه. 8- يستحيل أن يكون لله اسم دال على جزء معناه، لأنّه تعالى غير مركّب، فلا جزء له. 9- يجب تنزيه أسماء الله إضافة إلى تنزيه ذاته تعالى، قال تعالى: "سبح اسم ربّك الأعلى" (الاعلى 1) وقال عزّ وجلّ: "تبارك اسم ربّك ذى الجلال والإكرام" (الرحمن 78). 10ـ الاسم غير المسمّى. قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام: (الاسم غير المسمّى، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئاً، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين، ومن عبد المعنى دون الاسم فذلك التوحيد).قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام: (الله يسمّى بأسماء، وهو غير أسمائه والأسماء غيره) قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام: (لو كان الاسم هو المسمّى، لكان كلّ اسم منها إلهاً، ولكن الله معنى يدل عليه بهذه الأسماء وكلّها غيره). 11 ـ أسماء الله تعالى حادثة ومخلوقة.قال الإمام محمّد بن علي الجواد حول أسماء وصفات الله: (الأسماء والصفات مخلوقات). ولهذا نستنتج بأنّ الله لم يكن له اسم في الأزل، وإنّما خلق الأسماء في رتبة متأخّرة ليعرفه العباد ويدعوه بها.ولا محذور أن لا يكون لله اسم في الأزل; لأنّ الاسم غير المسمّى، وفقدان الاسم لا يلازم فقدان المسمّى. 12- المقصود من قوله تعالى في خطابه للمشركين "ما تعبدون من دونه إلاّ أسماء سمّيتموها أنتم وآباؤكم" (يوسف 40) أنّهم عبدوا أسماء بلا مسمّيات أي: أنّهم عبدوا ذوات سمّوها آلهة وهي في الواقع ليست آلهة، كما يُقال لمن سمّى نفسه باسم السلطان: إنّه ليس له من السلطنة إلاّ الاسم.
https://telegram.me/buratha