الدكتور فاضل حسن شريف
في جهنم ياكل ويشرب الظالم ولكن ماهو ذلك الاكل والشرب "فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ * ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ" (الصافات 66-68). لذلك فاعمال الدنيا الصالحة تنقذنا من هول يوم القيامة من صيام وحج وقيام ليلة القدر وغيرها حيث يوم القيامة اهم من حياة البرزخ والدنيا.
قال الله تعالى عن شوبا "ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ" ﴿الصافات 67﴾ لَشَوْبًا: لَ لام التوكيد، شَوْبًا اسم، ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم: أي ماء حار يشربونه فيختلط بالمأكول منها فيصير شوبا له، إنها شجرة تنبت في قعر جهنم، ثمرها قبيح المنظر كأنه رؤوس الشياطين، فإذا كانت كذلك فلا تَسْألْ بعد هذا عن طعمها، فإن المشركين لآكلون من تلك الشجرة فمالئون منها بطونهم. ثم إنهم بعد الأكل منها لشاربون شرابًا خليطًا قبيحًا حارًّا، ثم إن مردَّهم بعد هذا العذاب إلى عذاب النار. جاء في معاني القرآن الكريم: شوب الشوب: الخلط. قال الله تعالى: "لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ" ﴿الصافات 67﴾، وسمي العسل شوبا، إما لكونه مزاجا للأشربة، وإما لما يختلط به من الشمع. وقيل: ما عنده شوب ولا روب (هذا مثل يضرب لمن لا خير عنده، واللسان (شوب))، أي: عسل ولبن.
عن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ" ﴿الصافات 67﴾ الشوب هو الشئ المخلوط أو الممزوج مع شئ آخر. و "حَمِيمٍ" ﴿الصافات 67﴾ هو الماء الحار البالغ في حرارته، وطبقا لذلك فإن حتى الماء الحار الذي يشربه أولئك الظالمون غير نقي، بل ملوث. وهذا هو غذاء أهل جهنم، وهذا هو شرابهم، وبعد هذه الضيافة إلى أين يذهبون، فيجيب القرآن على هذا السؤال أيضا بالقول: ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم. بعض المفسرين فسروا هذه العبارة على أن الماء الحار الملوث ينبع من عين خارج جهنم، وأن أهل جهنم يساقون كما تساق البهائم إلى الأماكن المخصصة لشرب الماء، وبعد تناولهم الماء يرجعون إلى الجحيم. فيما ذهب البعض الآخر إلى القول بأنه إشارة إلى وجود أماكن ومواقف مختلفة في جهنم، ينقل إليها الظالمون والمجرمون ليشربوا منها الماء الحار، ويرجعون بعد ذلك إلى المكان الذي كانوا فيه سابقا. إلا أن التفسير الأول يعد أنسب. وكما أشرنا آنفا، فإنه لا يمكن تصور النعم التي يغدقها الله سبحانه وتعالى على أهل الجنة، كما أنه لا يمكن تصور العذاب الذي ينال أهل جهنم، بل إنها تخيلات - وحسب - تتراءى أمام أعيننا من خلال عبارات قصار (اللهم أعذنا بلطفك واحفظنا من العذاب).
جاء في کتاب تفسير غريب القرآن للمؤلف فخر الدين الطريحي النجفي: شوب: "لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ" ﴿الصافات 67﴾ خلطا "مِّنْ حَمِيمٍ" ﴿الصافات 67﴾ والشوب الخلط. وقوله تعالى "إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار" (ص 46) أي جعلناهم لنا خالصين بخصلة خالصة لا شوب فيها وهي ذكرى الدار أي ذكراهم الآخرة دائما بطاعة الله تعالى، وقرئ بإضافة خالصة.
https://telegram.me/buratha