الدكتور فاضل حسن شريف
وردت كلمة شيع ومشتقاتها في القرآن الكريم: شِيَعًا، شِيَعِ، شِيعَةٍ، تَشِيعَ، شِيعَتِهِ، بِأَشْيَاعِهِم، أَشْيَاعَكُمْ. جاء في معاني القرآن الكريم: شيع، الشياع: الانتشار والتقوية. يقال: شاع الخبر، أي: كثر وقوي، وشاع القوم: انتشروا وكثروا، وشيعت النار بالحطب: قويتها، والشيعة: من يتقوى بهم الإنسان وينتشرون عنه، ومنه قيل للشجاع: مشيع، يقال: شيعة وشيع وأشياع، قال تعالى: "وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ" ﴿الصافات 83﴾، "هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ" (القصص 15)، "وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا" ﴿القصص 4﴾، "فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ" ﴿الحجر 10﴾، وقال تعالى: "وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ" ﴿القمر 51﴾.
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيدالطباطبائي: قوله تعالى "وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ" (الحجر 10) إلى آخر الآيتين. الشيع جمع شيعة وهي الفرقة المتفقة على سنة أو مذهب يتبعونه قال تعالى "مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ" (الروم 32). وقوله "وَلَقَدْ أَرْسَلْنا" (الحجر 10) أي رسلا وقد حذف للاستغناء عنه فإن العناية بأصل تحقق الإرسال من قبل من غير نظر إلى من أرسل بل بيان أن البشر الأولين كالآخرين جرت عادتهم على أن لا يحترموا الرسالة الإلهية ويستهزءوا بمن أتى بها ويمضوا على إجرامهم لتكون في ذلك تعزية للنبي صلىاللهعليهوآله فلا يضيق صدره بما قابلوه به من الإنكار والاستهزاء كما سيعود إليه في آخر السورة بقوله "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ" (الحجر 97). والمعنى: طب نفسا فنحن نزلنا الذكر عليك ونحن نحفظه ولا يضيقن صدرك بما يقولون فهو دأب المجرمين من الأمم الإنسانية أقسم لقد أرسلنا من قبلك في فرق الأولين وشيعهم وحالهم هذه الحال ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون. والشيع الفرق، وكل فرقة شيعة على حدة، وشيعة فلان تبعته، والتشيع الاتباع على وجه التدين والولاء. وعلى هذا فالمراد بقوله "أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً" (الانعام 65) أن يضرب البعض بالبعض ويخلط حال كونهم شيعا وفرقا مختلفة. قوله تعالى "ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا" (مريم 69) النزع هو الاستخراج، والشيعة الجماعة المتعاونون على أمر أو التابعون لعقيدة والعتي على فعول مصدر بمعنى التمرد في العصيان والظاهر أن قوله "أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا" (مريم 69) جملة استفهامية وضع موضع مفعول لننزعن للدلالة على العناية بالتعيين والتمييز فهو نظير قوله "أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ" (الاسراء 57). والمعنى: ثم لنستخرجن من كل جماعة متشكلة أشدهم تمردا على الرحمن وهم الرؤساء وأئمة الضلال، وقيل المعنى لنستخرجن الأشد ثم الأشد حتى يحاط بهم.
قوله تعالى "وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم" (المائدة 9) روى العلامة بن أحمد الحنفي في المناقب والخوارزمي عن يزيد بن شراحيل الانصاري ان الذين امنوا وعملوا الصالحات هم علي وشيعته. وقوله عز وجل "افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم" (ال عمران 144) اخرج الفقير العيني في مناقبه عن ابي ذر عن رسول الله انه قال علي ولي الله والمنقلبون على اعقابهم هم غير علي وشيعته وانه الفاروق بين الحق والباطل كما ورد في مناقب الخوارزمي.
ان الامام علي بن أبي طالب عليه السلام، ورغم شعوره بمدى الظلم الذي وقع عليه بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم، يقول: (لقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري، ووالله لأسلمن ما سلمت امور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلا علي خاصة، التماسا لأجر ذلك وفضله، وزهدا فيما تنافستموه من زخرفه وزبرجه). وأن الدعوة إلى الله أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة كما قال تعالى: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (النحل 125). سمع امير المؤنين عليه السلام قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين، فقال عليه السلام: (إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم. اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به). الشيعة قسمان خاص الذين يؤمنون ان علي امام تم تنصيبه من الله تعالى كما يعتقد شيعة اليوم، ومعنى عام الذين هم تحت حكم الامام علي في زمانه ولو معظمهم لا يعتقدون بامامته التي نصبه بها الله. فمثلا 40 ألف من شيعة علي في معركة صفين منهم 40 شخص فقط من الشيعة الخاصين المشابهين لعقيدة شيعة اليوم. الاشعث بن قيس هو الذي حارب مع الامام علي عليه السلام في معركة النهروان ولكنه رفض محاربة معاوية في صفين. كل ذلك يدل على انه كان منافقا اي عميلا لمعاوية بالمفاهيم الحديثة.
عن شبكة الضياء عن صفحات من حياة السيد محمد سعيد الحكيم للسيد ضياء الخباز: ولما انتهى من دراسة المقدّمات والسطوح شرع في دراسة أبحاث الخارج، وهي الأبحاث العليا في الحوزة العلمية التي تؤهّل الطالب للفقاهة والاجتهاد والاستنباط، فحضر عند أستاذ الحوزة العلمية سيّد الطائفة السيّد الخوئي أعلى الله مقامه الشريف، كما حضر عند جدّه فقيه الطائفة السيّد الحكيم قدّس سرّه، ولازمه ملازمة كبيرة جدًا، حتى صار موردَ اعتماده، بحيث أنّ السيد الحكيم لما أراد أن يطبع كتابه مستمسك العروة الوثقى "فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى" (البقرة 256) وهو من أهمّ الكتب في تاريخ الحوزة العلمية، ومن أعظم الموسوعات الفقهية في تاريخ التشيّع، ولا يستغني فقيهٌ ولا طالبُ علمٍ ولا فاضلٌ وأستاذٌ عن مراجعته والاستفادة منه أوعز أمر مراجعته لسبطه المرجع الراحل قدّس الله نفسه الزكيّة، لما كان يجده في سبطه من الأهلية لمراجعة هذا الكتاب المهمّ، فكان السيد الراحل يراجعه ويناقش جدّه في مطالبه، فما طُبِع الكتاب في العديد من أجزائه إلا بعد أن أبدى نظره بمحضر جدّه الفقيه الأكبر رضوان الله تعالى عليهما.
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام عن فرق الشيعة: لا يوجد في عصرنا الراهن من الفرق المنسوبة إلى الشيعة إلّا ثلاث فرق شيعية هي: الشيعة الاثنا عشرية، والزيدية، والإسماعيلية. الزيدية: وهم الذين آمنوا بإمامة الحسن المثنى بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام وبعد الحسن آمنوا بإمامة زيد بن علي ولم يؤمنوا بإمامة علي بن الحسين السجاد عليه السلام وسائر أئمة الشيعة الإثني عشرية. الإسماعيلية: فهو عنوان لمجموعة من الفرق التي تشعبت من جسد التشيع بعد الإمام جعفر الصادق عليه السلام معتقدين بإمامة ولده الأكبر إسماعيل ولما توفي إسماعيل في حياة أبيه ذهبوا إلى القول بإمامة ابنه محمد، ومن هنا أطلق عليهم اسم الإسماعيلية. الشيعة الاثنا عشرية: ويعد الشيعة الإمامية الأصل والأساس لسائر الفرق وهي التي ترفع لواء الشيعة في العالم وان وجد عدد من الشيعة الزيدية والإسماعيلية ومن العلويين موزعون على الكثير من البلدان كالهند ولبنان وسورية وغير ذلك من البلدان. وقد ظهر في العقود الأخيرة فرقة تدعي الانتساب إلى التشيع وهي فرقة البهائية والتي تطرح نفسها كدين جديد، إلا أنه انتساب ظالم، وأن الشيعة منها براء بل حكم أعلام الشيعة شأنهم شأن سائر علماء المسلمين بكفر هؤلاء وأن الدين الإسلامي هو الدين الخاتم وأن البهائية خارجة عن الجسد الإسلامي ومتمردة عليه. ولكثرة الشيعة الإمامية كلما أطلقت مفردة الشيعة منفردة انصرفت إلى الشيعة الاثني عشرية والتي تسمى أحيانا بالإمامية أو الشيعة الجعفرية، وتوسم من قبل خصومها بالرافضية.
https://telegram.me/buratha