الدكتور فاضل حسن شريف
عن ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله عز وجل "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12)" (الواقعة 10-12) فقال: قال لي جبرئيل عليه السلام: ذاك علي وشيعته هم السابقون إلى الجنة المقربون من الله بكرامته لهم. . قال الامام الصادق عليه السلام (دخل أبي المسجد فإذا هو بأناس من شيعتنا، فدنا منهم فسلم عليهم، ثم قال لهم: أنتم شرط الله، وأنتم أعوان الله، وأنتم أنصار الله، وأنتم السابقون الأولون، وأنتم السابقون الآخرون، وأنتم السابقون إلى الجنة).
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيدالطباطبائي: قال الآلوسي في روح المعاني، في قوله تعالى "فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ" (الاعراف 44). هو على ما روي عن ابن عباس صاحب الصور، وقيل: مالك خازن النار، وقيل : ملك من الملائكة غيرهما يأمره الله تعالى بذلك، ورواية الإمامية عن الرضا وابن عباس: أنه علي كرم الله وجهه مما لم يثبت من طريق أهل السنة وبعيد عن هذا الإمام أن يكون مؤذنا وهو إذ ذاك في حظائر القدس. وقال صاحب المنار، في تفسيره بعد نقله عنه: وأقول: إن واضعي كتب الجرح والتعديل لرواة الآثار لم يضعوها على قواعد المذاهب، وقد كان في أئمتهم من يعد في شيعة علي وآله كعبد الرزاق والحاكم، وما منهم أحد إلا وقد عدل كثيرا من الشيعة في روايتهم، فإذا ثبت هذه الرواية بسند صحيح قبلنا ولا نرى كونه في حظائر القدس مانعا منها، ولو كنا نعقل لإسناد هذا التأذين إليه كرم الله وجهه معنى يعد به فضيلة أو مثوبة عند الله تعالى لقبلنا الرواية بما دون السند الصحيح ما لم يكن موضوعا أو معارضا برواية أقوى سندا أو أصح متنا. قوله تعالى "فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ" (القصص 15) أي يتنازعان ويتضاربان، وقوله "هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ" (القصص 15) حكاية حال تمثل به الواقعة، ومعناه: أن أحدهما كان إسرائيليا من متبعيه في دينه ـ فإن بني إسرائيل كانوا ينتسبون يومئذ إلى آبائهم إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليه السلام في دينهم وإن كان لم يبق لهم منه إلا الاسم وكانوا يتظاهرون بعبادة فرعون والآخر قبطيا عدوا له لأن القبط كانوا أعداء بني إسرائيل، ومن الشاهد أيضا على كون هذا الرجل قبطيا قوله في موضع آخر يخاطب ربه "وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ" (الشعراء 14). وقوله "فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ" (القصص 15) الاستغاثة: الاستنصار من الغوث بمعنى النصرة أي طلب الإسرائيلي من موسى أن ينصره على عدوه القبطي. وقوله "فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ" (القصص 15) ضميرا "فَوَكَزَهُ" و "عَلَيْهِ" للذي من عدوه والوكز على ما ذكره الراغب وغيره الطعن والدفع والضرب بجمع الكف، والقضاء هو الحكم والقضاء عليه كناية عن الفراغ من أمره بموته، والمعنى: فدفعه أو ضربه موسى بالوكز فمات، وكان قتل خطإ ولو لا ذلك لكان من حق الكلام أن يعبر بالقتل.
ورد في رواية ان عبدالله بن يحيى دخل في مجلس أمير المؤمنين عليه السلام و كان أمامه سريره فأمره الإمام ان يجلس عليه فتحطم السرير فجأة و وقع عبدالله على الارض و جرح رأسه و خرج منه الدم فأمر أمير المؤمنين عليه السلام بماء فغلسوا الدم ثم وضع الأمير يده على الجرح فاحس عبد الله بألم شديد في أوّل الأمر ثم بريء جرحه فقال الإمام عليه السلام: الحمد لله الذي يغسل ذنوب شيعتنا و يطهرها بالحوادث المؤلمة. وعن القرآن الكريم اوضحت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام: مغتبطة بكتاب الله أشياعه قائِدٌ إلى الرِّضْوانِ اتّباعُهُ، مغتبطة اي مسرورة او راضية، أشياع جمع شيعة أو شيع "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ" (البقرة 207). قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: إن حواري عيسى عليه السلام كانوا شيعته. وكذلك يقول عليه السلام: وإن شيعتنا حواريونا. فكما فضَّل الله تعالى محمداً وآله على جميع الأنبياء، فضَّلَ شيعتهم على شيعة جميع الأنبياء.
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام عن فقه الشيعة في التقية: لا ريب أنّ كلّ إنسان إذا أحسَّ بالخطر على نفسه أو ماله بسبب نشر معتقده أو التظاهر به لا بدَّ أن يتكتَّم ويتّقي في مواضع الخطر، وهذا أمر تقضيه فطرة العقول. فالتقية التي تؤمن بها الشيعة وانطلاقاً من الظلم والتعسف الذي لحق بهم على مر التاريخ: هي كتمان الحق، وستر الاعتقاد فيه، ومكاتمة المخالفين وترك مظاهرتهم بما يعقب ضرراً في الدين والدنيا. وهي من الأمور التي يشنّع بعض الناس، ويزدري على الشيعة بقولهم بها؛ جهلاً منهم بمعناها وبموقعها وحقيقة مغزاها، ولو تثبتوا في الأمر، وتريّثوا، وصبروا، وتبصّروا لعرفوا أنّ التقية لا تختص بالشيعة، ولم ينفردوا بها، بل هي من ضروري العقل، وعليه جبلّة الطباع وغرائز البشر مستندها القرآن الكريم "لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ" (ال عمران 28) ورائدها القرآن والعلم، وقائدها العقل، ولا تنفك عنهم قيد شعرة؛ إذ أنّ كل انسان مجبول على الدفاع عن نفسه والمحافظة على حياته. عن فقه الشيعة في الزواج المؤقت: اتفقت كلمة المسلمين في أصل مشروعية الزواج المؤقت في زمن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وأنّه صلى الله عليه وآله شرع هذا النوع من الزواج، وقد فعله جماعة من الصحابة انطلاقاً من قوله تعالى: "فما اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنهُنَّ فآتُوهُنَّ أُجورَهُنَّ فَرِيضةً" (النساء 24) إلاّ أنّ فقهاء أهل السنة ذهبوا إلى منسوخية هذا الحكم، وأنّه إنّما كان جائزاً قبل النسخ، في حين ذهب الشيعة إلى القول بعدم ثبوت هذا النسخ، وأنّ ما سيق من أدلة لإثبات النسخ غير تامة.
جاء عن مركز الاشعاع الاسلامي من هم الشيعة وما هي اهم الفروق بينهم وبين السنة؟ للشيخ صالح الكرباسي: الشيعة هم أتباع النبي مصطفى محمد صلى الله عليه وآله و أهل بيته عليهم السلام، و هم يعتقدون بأنّ قيادة الاَُمّة الاِسلاميّةِ و زعامتها بعد وفاةِ رَسُول الله صلى الله عليه وآله هي من حق الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السَّلام و من بعده لأبنائه المعصومين عليهم السلام و ذلك إستناداً إلى ما أوصى به الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله في مناسبات عديدة . و يجد الباحث من خلال قراءة المصادر الإسلامية ككتب التاريخ الاسلامي و التفسير و الحديث أن ولادة مُصطلح الشيعة يرجع إلى عهد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله فهو الذي استخدم هذا المصطلح لأول مرة في أتباع علي بن أبي طالب عليه السلام و رسَّخه في وجدان الأمة الاسلامية. و قد كانت النخبة المتميزة من صحابة الرسول صلى الله عليه وآله أمثال: سلمان الفارسي المحمدي، و أبي ذر الغفاري، و عمار بن ياسر، و المقداد، يحملون لقب شيعة علي بن أبي طالب في أيام الرسول لحبهم و ولائهم لعلي بسبب توجيهات الرسول من خلال خطاباته ، و إلى هذه الحقيقة تشير الأحاديث المتواترة التي ذكرها غير واحد من المفسرين و المحدثين و المؤرخين نذكر منهم الكنجي، و ابن عساكر، و ابن حجر، و الطبري، والسيوطي إلى غيرها من المصادر الكثيرة التي ذكرت الألفاظ الدالة على أن النبي صلى الله عليه وآله هو الذي استعمل مصطلح الشيعة و مشتقاتها في الموالين لعلي عليه السلام.
https://telegram.me/buratha