الدكتور فاضل حسن شريف
يقول الامام الصادق عليه السلام في قول الله: "يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا" (الانعام 158) قال عليه السلام: (يعني خُروج القائم المنتظر منّا) ثمّ قال: (يا أبا بصير طُوبى لشيعة قائمنا المُنتظرين لظهوره في غَيبته و المُطيعينَ لهُ في ظُهوره، أولئكَ أولياءُ الله الذين لا خوفٌ عليهم و لا هُم يحزنون). و يقول الامام الباقر عليه السلام: "يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ" (الاعراف 158) قال: نزلتْ: أو اكتسبتْ، "فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ" ﴿الأنعام 158﴾ قال: (إذا طلعتْ الشمس مِن مغربها فكلُّ مَن آمن في ذلك اليوم لا ينفعهُ إيمانه). عن الامام الصادق عليه السلام ايضا في قول الله: "لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ" (الاعراف 158) يعني في الميثاق، "أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا" (الانعام 158) قال: الإقرارُ بالأنبياء و الأوصياء و أمير المؤمنين خاصّة. قال: ("لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا" (الانعام 158) لأنّها سُلبتْ). عن القمي وفيه قيام القائم "فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ" (الاعراف 71). روى ثقة الاسلام باسناده عن عبد الرحمن بن كثير قال: كنت عند ابي عبد الله عليه السلام اذ دخل عليه مهزم فقال له: جعلت فداك، اخبرني عن هذا الامر الذي ننتظر، متى هذا؟ فقال: (يا مهزم كذب الوقاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلّمون). قوله تعالى: "وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ" ﴿يونس 20﴾. عن ابن بابوية: عن يحيى بن ابي القاسم قال: سألت الصادق عليه السلام عن قوله الله عزّ وجلّ: "الم * ذلك الكتابُ لا ريب فيه هدىً للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب" (البقرة 1-3)، فقال: المتقون شيعة علي عليه السلام، والغيب فهو الحجة القائم الغائب وشاهد ذلك قول الله عزّ وجلّ: "وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ" ﴿يونس 20﴾. وبالاسناد عن ابي ابي عمير، عن ابا عبد الله عليه السلام يقول: لكل اناس دولةٌ يرقبونها * ودولتنا في آخر الزمان تظهر.
الظالمون هم المفسدون يستضعفون الناس بشيعهم وطوائفهم بعد استضعاف عزيز كل شيعة وطائفة "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ" (القصص 4). قوله تعالى "الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء" (ابراهيم 4) جاء في كفاية الطالب في حديث عاصم بن حمزة قال رسول الله (شجرة انا اصلها وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرها والشيعة ورقها، فهل خرج من الطيب الا الطيب). قوله سبحانه "فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم" (البقرة 37) عن ابن عباس الكلمات هي سأل ربه التوبه بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين. قال الله عز وجل "ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء" (النساء 69) في شواهد التنزيل وكتاب ارجح المطالب الشهداء هم علي بن ابي طالب وجعفر الطيار وحمزه بن عبد المطلب والحسن والحسين.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الخلافة محرمة على آل أبي سفيان) (بحار الأنوار326:44). لما هجموا على خيامه قال لهم الامام الحسين عليه السلام: (ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم). (بحار الأنوار51:46) لقد حارب آل أبي سفيان قاطبة الحق والعدل على مدى التاريخ. في قـصـيـدة عبداللّه بن خليفة في رثاء حجر بن عدي واصحابه: اولئك كانوا شيعة لي وموئلا. يقول الشيخ جلال الدين الصغير عن يوم القيامة فإذا النداء من قبل الله جلًّ جلاله: أين ذرية فاطمة وشيعتها ومحبوها ومحبّو ذريتها؟ فيقومون وقد أحاط بهم ملائكة الرحمة فتقدمهم فاطمة حتّى تدخلهم الجنة. ورواية الاحتجاج التي ينقلها محمد بن علي بن هلال الكرخي عن الإمام الحجة المنتظر عليه السلام والتي يقول فيها: (يا محمد بن علي تعالى الله وجل عما يصفون سبحانه وبحمده، ليس نحن شركاؤه في عمله ولا في قدرته، بل لا يعلم الغيب غيره، كما قال في محكم كتابه تباركت أسماؤه: "قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ" (النمل 65) وأنا وجميع آبائي من الأولين: آدم ونوح وإبراهيم وموسى وغيرهم من النبيين، ومن الآخرين محمد رسول الله وعلي بن أبي طالب وغيرهم ممن مضى من الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين، إلى مبلغ أيامي ومنتهى عصري عبيد الله عز وجل يقول الله عز وجل: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى" (طه 124-126) يا محمد بن علي قد آذانا جهلاء الشيعة وحمقاؤهم، ومن دينه جناح البعوضة أرجح منه).
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام عن عقائد الشيعة في فضائل أهل البيت عليهم السلام: اتفقت كلمة المسلمين على وجوب احترام أهل البيت عليهم السلام وتوقيرهم ومحبتهم، إلا أنّ الفكر الشيعي يرى لأهل البيت منزلة خاصة وأنّهم أصحاب الكساء الذين نزلت آية التطهير بحقهم وهم الذين جمعهم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله تحت الكساء، ولم يدخل معهم غيرهم وهم: النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام وفاطمة الزهراء عليها السلام والحسن والحسين عليه السلام، بالإضافة إلى التسعة المعصومين عليهم السلام من ذرية الإمام الحسين عليه السلام. وقد أكد فضلهم وتميزهم وخاصة أمير المؤمنين عليه السلام عن سائر الناس، وهم الأفضل إلا النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، فهناك الكثير من الآيات والروايات التي تدل على ذلك، منها: آية التطهير، آية المباهلة، آية المودة، آية الولاية، سورة الإنسان، آية النجوى، حديث الثقلين، حديث يوم الدار، حديث الطائر المشوي، حديث السفينة. وعن التصدي لظاهر الغلو: إن الشيعة مع اعتقادهم بكون الأئمة عليهم السلام هم الأفضل، وأنهم معصومون، ولهم صفات لا يشاركهم فيها غيرهم، لكنهم مع ذلك لا يخرجونهم عن البشرية، ويرون أنّهم بشر مخلوقون لله تعالى، وأنهم عبيده، وأنه تعالى اختارهم خلفاءً له في الأرض ليواصلوا مهمة الدفاع عن الرسالة المحمدية وتطبيقها في الأرض. كل ذلك بتسديد الله تعالى لهم، وأنهم كسائر الناس يتزاوجون، ويأكلون الطعام، ويمرضون، ويموتون فلا يغالون فيهم، بل يكفرون الغلاة. وقد تصدى أئمة الشيعة وعلماؤهم لظاهرة الغلو بكل قوة على مرّ التاريخ. وبعد أن استعرض العلامة المجلسي الروايات الكثيرة في هذا الباب أشار إلى علامات الغلو قائلاً: (اعلم أن الغلو في النبي والأئمة عليهم السلام إنما يكون بالقول بإلوهيتهم أو بكونهم شركاء لله تعالى في المعبودية أو في الخلق والرزق أو أن الله تعالى حل فيهم أو اتحد بهم، أو أنهم يعلمون الغيب بغير وحي أو إلهام من الله تعالى أو بالقول في الأئمة عليهم السلام أنهم كانوا أنبياء أو القول بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض، أو القول بأن معرفتهم تغني عن جميع الطاعات ولا تكليف معها بترك المعاصي. والقول بكل منها إلحاد وكفر وخروج عن الدين، كما دلت عليه الأدلة العقلية والآيات والأخبار السالفة وغيرها، وقد عرفت أن الأئمة عليهم السلام تبرؤوا منهم، وحكموا بكفرهم، وأمروا بقتلهم، وإن قرع سمعك شيء من الأخبار الموهمة لشيء من ذلك، فهي إما مؤولة أو هي من مفتريات الغلاة). الشيعة يؤكدون أن النبي صلى الله عليه وآله عيّن للأمة الخليفة الشرعي من بعده بالاسم تارة وبالصفة تارة أخرى، بدأ من أمير المؤمنين عليه السلام وانتهاء بالإمام الحجة المهدي عجل الله فرجه. وقد ساقوا في ذلك الكثير من الأدلة منها: آية الولاية، آية إكمال الدين، حديث الغدير، حديث المنزلة، حديث يوم الدار، حديث الإثني عشر خليفة، حديث جابر (اللوح)، حديث القلم والدواة.
https://telegram.me/buratha