الدكتور فاضل حسن شريف
تكملةللحلقات السبعة السابقة 1، 2، 3، 4، 5 من سورة البقرة و 1، 2 من سورة آل عمران نستمر في نشر الحلقات لاشارات الامام الرضا عليه السلام عن القرآن الكريم.
عن العياشي رحمه الله باسناده عن مرزبان القمي قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله "شهد الله عنه لا إله إلا هو والملئكة واولوا العلم قائما بالقسط" (ال عمران 18) قال: هو الإمام. وعنه عن أحمد بن محمد عن الرضا عن أبي جعفر عليه السلام من زعم أنه قد فرغ من الأمر فقد كذب لأن المشية لله في خلقه يريد ما يشاء ويفعل ما يريد، قال الله "ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم" (ال عمران 34) آخرها من أولها وأولها من آخرها، فإذا أخبرتم بشئ منها بعينه أنه كائن وكان في غيره منه فقد وقع الخبر على ما أخبرتم عنه. وعنه عن أبي أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه ذكر قول الله "هم درجات عند الله" (ال عمران 163) قال: الدرجة ما بين السماء إلى الارض. وعن علي بن إبراهيم قال: حدثنى أبى عن الحسين بن خالد عن الرضا عليه السلام في قوله تعالى: "اصبروا وصابروا رابطوا" (ال عمران 200) قال: إذ كان يوم القيامة ينادي مناد: أين الصابرون، فيقوم فئام من الناس، ثم ينادي وأين المتصبرون فيقوم فئام من الناس قلت: جعلت فداك وما الصابرون قال: الصابرون على أداء الفرائض والمتصبرون على اجتناب المحارم.
قال الله عز من قائل "هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ" (ال عمران 38-39) من المنقول من أمالي محمد بن علي بن بابويه رضوان الله جل جلاله عليه ما رويناه أيضا باسناده إلى الريان بن شبيب قال دخلت على الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم، فقال لي: (يا بن شبيب أصائم أنت؟) فقلت: لا. فقال (إن هذا اليوم هو الذي دعا فيه زكريا عليه السلام ربه عز وجل، فقال: "رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ " (ال عمران 38). فاستجاب الله له وأمر ملائكته فنادت زكريا وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا، فمن صام هذا اليوم، ثم دعا الله عز وجل استجاب كما استجاب لزكريا عليه السلام، ثم قال: يا بن شبيب إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته. فما عرفت هذه الامه حرمة شهرها ولا حرمة نبيها صلوات الله عليه وآله لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه، وانتهبوا ثقله فلا غفر الله ذلك لهم أبدا يا ابن شبيب إن كنت باكيا فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فإنه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض مشبهون. ولقد بكت السماوات والأرضون لقتله ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لينصروه فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم فيكونون من أنصاره وشعارهم يا آل ثارات الحسين عليه السلام أمطرت السماء دما وترابا أحمر يا بن شبيب إن بكيت على الحسين عليه السلام حتى يصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته، صغيرا كان أو كبيرا قليلا كان أو كثيرا يا بن شبيب إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام يا بن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله صلوات الله عليهم فالعن قتلة الحسين عليه السلام. يا بن شبيب إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متى ذكرته يا ليتني كنت معهم فأفوز فورا عظيما، يا بن شبيب إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا عليك بولايتنا فلو أن رجلا تولى حجرا لحشره الله معه يوم القيامة). وعنه عن إسماعيل بن همام عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله "مسومين" (ال عمران 125). قال: العمائم اعتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسد لها من بين يديه ومن خلفه.
قال الله عز وعلا "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (ال عمران 169) الصدوق قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق، قال أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني عن علي بن الحسن بن فضال عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: (من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة، و من كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عز وجل يوم القيمة يوم فرحه وسروره وقرت بنا في الجنان عينه، ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة وادخر لمنزله شيئا لم يبارك له فيما ادخر، وحشر يوم القيمة مع يزيد وعبيد الله وعمر بن سعد لعنهم الله إلى أسفل درك من النار). علي بن طاووس قال: فمن الأحاديث عن الأئمة المعقول الذي يصدق فيها المنقول للمعقول، ما رويناه بعدة طرق إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه من أماليه باسناده عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال. الرضا عليه السلام: (إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلت فيه دمائنا وهتكت فيه حرمتنا وسبي فيه ذرارينا ونسائنا، وأضرمت النيران في مضاربنا وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم يرع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حرمة في أمرنا. إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا يا أرض كربلا أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم القيمة فليبك الباكون، فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام) ثم قال: (كان أبي صلوات الله عليه إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا وكانت كآبة تغلب عليه حتى يمضى منه عشرة أيام فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين صلى الله عليه).
https://telegram.me/buratha