الدكتور فاضل حسن شريف
من مصداق المفسدين في الآية الكريمة "وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ" (البقرة 205) نزلت بحق معاوية عند كثير من المفسرين فاتباعه في حياته وبعد مماته يقتلون الرجال ويذبحون الاطفال ويستحيون النساء كما كان في السلف ايام فرعون. ان مبدأ اللعن موجود في عدد من الايات منها اية المباهلة وايات اخرى "قالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ" (البقرة 88) و " فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ" (البقرة 89) و " أولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ" (البقرة 159) و " أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" (البقرة 161) وغيرها. واللعن للظالم والمعاند وسالب الحق، ومعاوية ويزيد نموذجان للعن كونهما ظلمة سالبين للحق، وكما جاء في الحديث الشريف عن علي عليه السلام (انه الصديق الاكبر والفاروق بين الحق والباطل من احبه هداه الله).
جاء في كتاب مصباح الفقاهة للسيد ابو القاسم الخوئي قدس سره: جواز تظلم المظلوم: قوله: الثاني: تظلم المظلوم واظهار ما فعل به الظالم وان كان متسترا به. أقول: ذكر الشيعة والسنة من مستثنيات حرمة الغيبة تظلم المظلوم، واظهار ما اصابه من الظالم وان كان متسترا في ظلمه اياه، كما إذا ضربه أو شتمه أو اخذ ماله أو هجم على داره في مكان لا يراهما احد أو لا يراهما من يتظلم إليه، فانه يجوز للمظلوم ان يتظلم بها الى الناس مصداقا لقوله تعالى: "فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ"(البقرة 194)، وقد ذهب الى هذا جمع من الاكابر، حتى صرح الاردبيلي في محكي كلامه بجواز اعتداء المضروب بالضرب والمشتوم بالشتم، كما عرفته اجمالا في البحث عن حرمة السب. ويدل على ما ذكرناه، من حمل الايات على الانتقام بالمثل.
جاء في كتاب التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده للسيد محمد تقي المدرسي: من مصاديق الصد عن سبيل الله الصد عن المسجد الحرام، فالذين يصدون عنه لهم عذاب أليم. ومن مصاديق الصد: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة 217). من الصد عن سبيل الله تعالى، عمل ما ينتهي الى ذلك ولو بصورة غير مباشرة، مما نذكره تاليا: الف/ الذين يعكرون صفو الأمن ويسعون في الارض فساداً، او يثيرون الفتن والشغب فإنهم الصادون عن سبل الخير، فلقد جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس وأمناً، فمن احدث في الحرم حدثا وأثار الفتنة حتى منع الناس من القيام بفريضة الحج، فقد صد عن سبيل الله. كذلك الذين يفسدون أمن السبل، بالسلب والنهب والذين يشعلون الحروب الأهلية اشراً او بطراً. باء/ كذلك الذين يشيعون الدعايات حول المجاهدين في سبيل الله، والعاملين حسداً من عند انفسهم حتى يصدونهم عن سبيل الله في إقامة القسط، والشهادة بالحق، وبناء المؤسسات الدينية. جيم/ الذين يغيرون دين الله القويم ويفتون الناس لقاء حفنة دنانير، فيفتون ضد العلماء الربانيين او المجاهدين في سبيل الله، او ضد المصلحين، انهم يصدون الناس عن الولاية الالهية، وهي سبيل الله. من كتمان الحق كتمان الشهادة (التي تصدق في القضايا الخلافية بين فردين كما تصدق في الخلاف بين فريقين، وبالتالي كتمانها قد يسبب في ضلالة أمة من البشر، وقد سبق الحديث عنها مفصلا في وثيقة الشهادة ونكرر مثلا منها) حيث يقول الله تعالى: "وَلا تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ ءَاثِمٌ قَلْبُهُ" (البقرة 283). في خبر المناهي ان النبي صلى الله عليه وآله نهى عن شهادة الزور، ونهى عن كتمان الشهادة وقال: من كتمها اطعمه الله لحمه على رؤوس الخلايق وهو قول الله عز وجل "وَلا تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ ءَاثِمٌ قَلْبُهُ" (البقرة 283). ومن مصاديق الكتمان ما يفعله البخلاء من ستر أموالهم خشية مطالبة الفقراء او الدولة بحقوقهم في تلك الاموال.
يقول الكاتب مازن البعيجي في موقع وكالة أنباء براثا عن قوله تعالى "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" (البقرة 191). وهذه المهمة اعني القتال للمشركين والظالمين والفاسدين والطغاة والفسقة من يقوم بها؟ وكل من على هذه الشاكلة سوف يخرج من الإسلام ومصداقه من ينتمي قولاً وفعلاً وسلوكاً وإيماناً وجهاداً وكل صفة تتبع منهج محمد وآل محمد عليهم السلام العترة المصفاة والمنتقاة.
جاء في موقع كتابات عن الإنباء التاريخي في القصص القرآني والغاية الكبرى في ذكر أخبار السابقين للدكتور علي محمد الصلابي: مصداقا للآية الكريمة "تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ" (البقرة 252) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وصف القرآن وهو الحق المبين: (كتاب الله تبارك وتعالى، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تتشعب معه الآراء، ولا يشبع من العلماء، ولا يمله الأتقياء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً، من علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم).
https://telegram.me/buratha