الدكتور فاضل حسن شريف
تكملة للحلقة السابقة جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام: أعمال الحج في منى: مع شروق شمس اليوم العاشر من ذي الحجة، يرد الحجيج إلى منطقة (منى) لأداء بعض المناسك الخاصة، وهي: رمي الجمرات، وذبح الهدي، والحلق أو التقصير، والمبيت في منى. الحكم الفقهي للبناء في منى واحدة من المسائل الفقهية التي وقع الكلام فيها هي عدم جواز البناء في منى، تم هدم العديد من المباني التي كانت في منى لقولهم بحرمة البناء فيها، وبقوا على هذا الرأي حتى أواخر أيام الشيخ عبد الله بن باز، وفي سنة 1418 هـ قاموا ببناية مباني جديدة ولكن سقفوها بخيام سميكة وثابتة على المباني، وعلى خلاف السنوات السابقة التي كانوا يجمعون فيها الخيام من منى بعد انتهاء موسم الحج، فان هذه الخيام الجديدة باقية ثابتة على طول السنة. أهميتها التاريخية: لقد وقعت العديد من الأحداث التاريخية في منى، ومنها: كانت منى قبل الإسلام من أهم المراكز التجارية. في منطقة منى أنزل الله العذاب على جيش أبرهة الحبشي (أصحاب الفيل) عندما جاء لهدم الكعبة المشرفة. مبايعة بعض أهل يثرب من الأنصار النبي الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم بيعة العقبة الأولى وبيعة العقبة الثانية ودعوته إلى مدينتهم يثرب، وكان هذا في عقبة منى. في سنة 8 هـ استقر جيش المسلمين القادم لفتح مكة في منى قبل دخوله مكة. في سنة 9 هـ أبلغ أمير المؤمنين علي عليه السلام آيات البراءة من المشركين في منى في يوم عيد الأضحى. أماكنها التاريخية: يوجد العديد من المساجد في منى منها ما هُدم ومنها ما هو باق إلى الآن، ومن أهمها: مسجد الخَیف، مسجدُ البَیعَة، مسجدُ الکَبْش (اَلنَّحْر)، مسجدُ الصَّفائِح، ومسجد الکوثر.
تكملة للحلقة السابقة عن موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني: السؤال: إذا أتى الحاج برمي الجمار الثلاث في صباح اليوم الثاني فهل يجوز له الرجوع إلى منزله في مكة ثم العود إلى منى قبل الزوال لينفر منها بعد الزوال؟ أم لا يجوز له الخروج من منى إلا بعد الزوال؟ الجواب: إذا أبقى فيها علقة له تقتضي العود كأن خلف متاعه فيها جاز له الخروج وإلا لم يجز له ذلك وان كان عازماً على العود إليها قبل الزوال بل يجوز أن يعود إليها بعده فينفر قبل الغروب أو في نهار اليوم الثالث عشر . السؤال: رجل بقى في منى من دون نية المبيت لاعتقاده عدم وجوبه وإنما بقي فيها ليتسنى له الرمي أول النهار بسهولة فهل يلزمه شيء؟ الجواب: الظاهر عدم ثبوت الكفارة عليه بذلك. السؤال: أيهما أفضل المبيت في منى في النصف الأول من الليل أم في النصف الثاني منه؟ الجواب: لم يثبت أفضلية أحدهما نعم المبيت في النصف الأول هو الأحوط. السؤال: بناءً على العلامات الجديدة لحدود منى فان نهاية منى محاذية تماماً لطرف العقبة الكبرى بحيث لو أراد الحاج أن يرمي مستدبراً للقبلة وعلى بعد ولو ( ذراع واحد) فانه يكون خارج حدود منى ، فما الحكم في ذلك وهل هذه العلامات معتمدة شرعاً؟ الجواب: لا يضرّ ذلك بل يستحب أن يرميها على بعد عشرة أمتار أو خمسة عشر ذراعاً في حال كونه مستقبلاً للجمرة ومستدبراً للقبلة. السؤال: ذكرتم في المناسك أن ممن يستثنى من وجوب المبيت عليه في منى من خرج من مكة للعود إلى منى فجاوز عقبة المدنيين فإنه يجوز له أن ينام في الطريق قبل الوصول إلى منى. فهل ينطبق هذا الفرض على من خرج من مكة للعود إلى منى فوصل إلى حي العزيزية أو نحوها مما هو بعد عقبة المدنيين فنام فيها سواء كان المبيت في محل سكنه أم لا ؟ الجواب: مورد الفرض المذكور هو الخروج من مكة ، والأحياء التي تقع بعد عقبة المدنيين تعد في العصر الحاضر جزءاً من المدينة المقدسة فلا يشملها الفرض المذكور. السؤال: إن المبيت في منى يكلف الحاج مبلغاً باهضاً فهل له أن يبيت في خارجها ويدفع الكفارة ، وهل له أن يبيت في مكة في بيته مشتغلاً بالعبادة من التهليل والصلاة وقراءة القرآن ونحوها؟ الجواب: يجزيه الاشتغال بالعبادة في بيته في مكة من قبل منتصف الليل إلى طلوع الفجر ، وإن لم يكن متمكناً من ذلك وكان دفع المال للمبيت في منى مجحفاً بحاله جاز له تركه ولكن تلزمه الكفارة على الأحوط، وفي غير هذه الصورة يلزمه المبيت وإن توقف على بذل مال باهض فلو تركه كان آثماً وتجب عليه الكفارة أيضاً. السؤال: من أراد الاشتغال بالعبادة في مكة في النصف الثاني من الليل عوضاً عن المبيت في منى فغلبه النعاس فنام لمدة قصيرة فهل تلزمه الكفارة؟ الجواب: نعم على الأحوط . السؤال: من اشتغل بالعبادة في مكة من النصف الثاني من الليل يعفى من المبيت في منى فما هو حكم من اشتغل فيها بالعبادة وخرج لقضاء الحاجة وتجديد الوضوء وفي أثناء السير في الطريق سأل عن أسعار بعض البضائع فهل يخل ذلك ببقائه مشتغلاً بالعبادة ؟ الجواب: إذا مكث لذلك بعض الوقت أخل به . السؤال: هل إن احتمال حدوث الحريق في منى عذر مسوغ لترك المبيت فيها؟ الجواب: كلا، إلا إذا كان بدرجة يصدق عليه الخوف عند العقلاء. السؤال: ورد في المناسك أنه يستثنى ممن يجب عليه المبيت في منى أهل سقاية الحاج بمكة فهل يصدق هذا العنوان على من يقوم بتوزيع المياه المبردة على الحجاج في شوارع مكة وطرقها ؟ الجواب : نعم مع حاجة الحجاج إلى ذلك .السؤال : إذا نام قبل وقت البيتوتة بمنى قاصداً لها ولم ينتبه حتى انتهى الوقت فماذا عليه؟ الجواب: لا شيء عليه. السؤال: رجل بقى في منى من دون نية المبيت لاعتقاده عدم وجوبه وإنما بقي فيها ليتسنى له الرمي أول النهار بسهولة فهل يلزمه شيء ؟ الجواب: الظاهر عدم ثبوت الكفارة عليه بذلك. السؤال: إذا بقي الحاج في منى ليلة الحادي عشر من دون نية المبيت لأنه كان يعتقد عدم وجوبه فهل عليه شيء؟ الجواب: إذا كان جاهلاً مقصراً فهو آثم بتركه نية المبيت ولكن لا كفارة عليه مطلقاً . السؤال: هل يجزئ المبيت في المكان الذي يشك في كونه من منى؟ الجواب: لا يجزي حتى لو كان الشك من جهة عدم إحراز أن الحدود المرسومة لمنى قديمة ومأخوذة يداً عن يد فضلاً عما إذا كان الشك من جهة الشبهة المصداقية .السؤال: هل إن الجسور (الكباري) التي نصبت فوق منحدر الجبل في منى تابعة لمنى بحيث يجوز المبيت عليها، وإذا لم تكن كذلك فهل يجوز لمن يبيت في منى أن يخرج إليها لدورات المياه فقط؟ الجواب : منى اسم للوادي فإن كان الجسر قد أقيم فوق الوادي بين الجبلين اجتزأ بالمبيت عليه وإلا فلا ، ولا مانع لمن يبيت في منى أن يخرج منها لقضاء الحاجة ونحوها من الضرورات .السؤال: حدود منى من جهة الطول محددة في الروايات بوادي محسر والجمرة الكبرى وأما من جهة العرض فغير محددة فهل يكتفى بتحديد أهل الخبرة ، مثلاً منطقة اللسان التي تكون على يسار وادي محسر تعد حسب قول أهل الخبرة من منى فهل يؤخذ بقولهم؟ الجواب: يؤخذ بتحديدات أهل الخبرة المأخوذة يداً عن يد. السؤال: لقد تم نحت بعض أجزاء الجبال التي تحد منى حيث بلغ مساحة المنحوت 70 متراً أو أكثر فهل يجوز المبيت في هذه الأجزاء ؟ الجواب: الظاهر أنه يعد عندئذ جزءاً من الوادي فيجوز المبيت فيه .
عن مركز الاشعاع الاسلامي: خطبة الامام الحسين في منى: لما مات الحسن بن علي ازداد البلاء و الفتنة فلم يبق لله ولي إلا خائف على نفسه أو مقتول أو طريد أو شريد، فلما كان قبل موت معاوية بسنتين حج الحسين بن علي عليه السلام، و عبد الله بن جعفر، و عبد الله بن عباس معه، و قد جمع الحسين بن علي عليه السلام بني هاشم رجالهم و نساءهم و مواليهم و شيعتهم من حج منهم و من لم يحج، و من الأنصار ممن يعرفونه، و أهل بيته، ثم لم يدع أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله، و من أبنائهم و التابعين و من الأنصار المعروفين بالصلاح و النسك إلا جمعهم، فاجتمع عليه بمنى أكثر من ألف رجل و الحسين عليه السلام في سرادقه، عامتهم التابعون و أبناء الصحابة. فَقَامَ الْحُسَيْنُ عليه السلام فِيهِمْ خَطِيباً، فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: (أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الطَّاغِيَةَ قَدْ صَنَعَ بِنَا وَ بِشِيعَتِنَا مَا قَدْ عَلِمْتُمْ وَ رَأَيْتُمْ وَ شَهِدْتُمْ وَ بَلَغَكُمْ، وَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ فَإِنْ صَدَقْتُ فَصَدِّقُونِي، وَ إِنْ كَذَبْتُ فَكَذِّبُونِي، اسْمَعُوا مَقَالَتِي وَ اكْتُمُوا قَوْلِي، ثُمَّ ارْجِعُوا إِلَى أَمْصَارِكُمْ وَ قَبَائِلِكُمْ مَنْ أَمِنْتُمُوهُ وَ وَثِقْتُمْ بِهِ فَادْعُوهُمْ إِلَى مَا تَعْلَمُونَ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنْدَرِسَ هَذَا الْحَقُّ وَ يَذْهَبَ، "وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" (الصف 8). فَمَا تَرَكَ الْحُسَيْنُ شَيْئاً أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا قَالَهُ وَ فَسَّرَهُ، وَ لَا شَيْئاً قَالَهُ الرَّسُولُ فِي أَبِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ إِلَّا رَوَاهُ، وَ كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ الصَّحَابَةُ: اللَّهُمَّ نَعَمْ قَدْ سَمِعْنَاهُ وَ شَهِدْنَاهُ، وَ يَقُولُ التَّابِعُونَ: اللَّهُمَّ قَدْ حَدَّثَنَا مَنْ نُصَدِّقُهُ وَ نَأْتَمِنُهُ، حَتَّى لَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً إِلَّا قَالَهُ. ثُمَّ قَالَ: "أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ إِلَّا رَجَعْتُمْ وَ حَدَّثْتُمْ بِهِ مَنْ تَثِقُونَ بِهِ). ثُمَّ نَزَلَ وَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ.
https://telegram.me/buratha