الصفحة الإسلامية

أشخاص لهم علاقة بمقتل مسلم بن عقيل (ح 2) (هانئ بن عروة)


الدكتور فاضل حسن شريف

قال عنه المسعودي في كتابه مروج الذهب: (أنه كان شيخ مراد وزعيمها). قال عنه الشيخ محمد مهدي شمس الدين في كتابه أنصار الحسين عليه السلام: (من زعماء اليمن الكبار في الكوفة). قال عنه الشيخ علي الشاهرودي في كتابه مستدرك علم رجال الحديث: (من أشراف الكوفة وأعيان الشيعة ومن رؤسائهم . شيخ مراد وزعيمها). قال عنه الزركلي في كتابه الاعلام: (أحد سادات الكوفة وأشرافها). قال الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد: ولما سمع مسلم بن عقيل مجئ عبيد الله إلى الكوفة ومقالته التي قالها وما أخذ به العرفاء والناس، خرج من دار المختار ، حتى انتهى إلى دار هاني بن عروة ، فدخلها فأخذت الشيعة تختلف إليه في دار هاني على تستر واستخفاء من عبيد الله، وتواصوا بالكتمان. فجاء هاني حتى دخل على عبيد الله بن زياد وعنده القوم. وقال له ابن زياد: والله لا تفارقني أبدا حتى تأتيني به مسلم بن عقيل، قال: لا والله لا أجيئك به أبدا، أجيك بضيفي تقتله، فقال: أدنوه مني ، فأدنوه منه. وقال: والله لتأتيني به أو لأضربن عنقك، ثم قال: أدنوه مني، فأدني منه فاعترض وجهه بالقضيب، فلم يزل يضرب به أنفه وجبينه وخده حتى كسر أنفه وسال الدماء على وجهه ولحيته، فقال أخرجوه إلى السوق فاضربوا. عن ابن أعثم في الفتوح (وجعلت الشيعةُ تختلفُ إلى مسلم رحمه الله في دار هانئ ويبايعون للحسين سرًّا، ومسلم بن عقيل يكتب أسماءهم ويأخذُ عليهم العهود والمواثيق لا يركنون ولا يعذرون، حتى بايع مسلمَ بن عقيل نيفٌ وعشرون ألفا). ابنُ عساكر في تاريخ دمشق قال: (كان الحسين عليه السلام قدَّم مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلى الكوفة، وأمره أن ينزل على هانىء بن عروة المرادي وينظر إلى اجتماع الناس عليه، ويكتب إليه بخبرِهم، فقدِم مسلمٌ الكوفة مستخفيًا، وأتته الشيعة، فأخذ بيعتهم، وكتب إلى الحسين: إنِّي قدمتُ الكوفة، فبايعني منهم -إلى أن كتبت إليك- ثمانية عشر ألفا، فعجِّل القدوم، فإنَّه ليس دونها مانع). الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام: (روى عن مجالد عن الشعبي، وعن الواقدي من عدَّة طرق أنَّ الحسين قدَّم مسلم بن عقيل وهو ابن عمه إلى الكوفة، وأمرَه أن ينزل على هانئ بن عروة المرادي، وينظر إلى اجتماع الناس عليه). وفي أنساب الأشراف للبلاذري قال: (وكان الحسين قدَّم مسلم بن عقيل بين يديه، فنزل على هانئ بن عروة المرادي وجعل يبايع أهل الكوفة). استجوب عبيد الله هانئ بن عروة لمعرفة مكان مسلم بن عقيل إلا أن هانئ لم يفصح عن مكانه قائلا: (والله لو كان تحت قدمي ما رفعتها عنه).

عن دار الولاية للثقافة والاعلام عن سيرة سفير الإمام الحسين مسلم بن عقيل عليهما السلام: عندما كان في منزل هاني بن عروة متخفيا وعلم بقدوم ابن زياد لزيارة هاني بن عروة الذي كان مريضا (وقيل إنّ المريض كان شريك بن الأعور)، فأخبره هانئ أنه سيعطيه إشارة معينة لكي يقتل ابن زياد عندما يكون معه لوحده في غرفته، ثم لما أعطاه الجملة التي فيها الإذن بالقتل لم يفعل مسلم ذلك، حتى شك ابن زياد في هاني، فلما خرج ابن زياد سأل مسلما عن سبب امتناعه عن القتل بالرغم من أن ابن زياد فاجر غادر، فقال مسلم: إنما لم أقتله لحديث بلغني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال فيه: (الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن)، وإنا أهل بيت نكره الغدر. (مقاتل الطالبيين ص66)

ورد سؤال لسماحة الشيخ محمد صنقور هل كان هاني كارهًا لاستضافة مسلم في داره؟ السؤال: يذكر بعضُ المؤرِّخين أنَّ هاني بن عروة لم يكن راغبًا في نزول مسلم بن عقيل في داره ولكنَّه حين جاء مسلم إلى داره وطلبَ منه النزول في جواره وضيافته وجدَ من غير اللائق صرفه وعدم إجارته لأنَّ ذلك منافٍ للأصول والأعراف العربيَّة، ويدلُّ على ذلك قولُه لمسلم بعد أنْ طلب منه إجارته وضيافته: (لقد كلَّفتني شططًا بهذا الأمر، ولولا دخولُك منزلي لأحببتُ أنْ تنصرفَ عنِّي، غير أنَّه قد لزِمني ذِمامٌ لذلك فأدخله دارَ نسائه، وأفرد له ناحيةً منها). الجواب: الخبر الذي ابتنى عليه الإشكال أوردَه عددٌ من مؤرِّخي العامَّة ولم يرد في شيءٍ من مصادرنا وبقطع النظر عن ذلك فإنَّ الخبر تشوبُه العديد من الموهِّنات المانعة من الوثوق بصحَّته وسلامتِه من الوضع. الموهِّن الأول: إنَّ الخبر متهافتٌ في نفسِه، ففي الوقت الذي يظهرُ منه أنَّ هاني بن عروة قد ضاق ذرعًا من مجيْ مسلم له وطلبِه النزول في داره والاستجارة به واضطراره إلى أنْ يُنزله في بعض دور نسائه فإنَّ تتمَّة الخبر اشتمل على أنَّ دار هاني أصبحتْ بعد نزول مسلم فيها موضعًا تختلفُ إليها الشيعة. فتمامُ الخبر الذي جاء في السؤال أوردَه ابنُ قتيبة الدينوري في كتابه الأخبار الطوال قال: (وبلغ مسلم بن عقيل قدوم عبيد الله بن زياد وانصراف النعمان، وما كان من خطبة ابن زياد ووعيده، فخافَ على نفسه. فخرجَ من الدار التي كان فيها بعد عتمة حتى أتى دار هانئ بن ورقة المذحجي، وكان من أشراف أهل الكوفة، فدخلَ دارَه الخارجة، فأرسل إليه وكان في دار نسائه، يسألُه الخروج إليه، فخرجَ إليه. وقام مسلم، فسلَّم عليه، وقال: إنِّي أتيتُك لتُجيرني وتُضيفني فقال له هانئ: لقد كلَّفتني شططًا بهذا الأمر، ولولا دخولُك منزلي لأحببتُ أن تنصرف عنِّي، غير أنَّه قد لزِمني ذِمامٌ لذلك، فأدخلَه دار نسائه، وأفردَ له ناحيةً منها، وجعلتِ الشيعة تختلفُ إليه في دار هانئ). وقريبٌ من هذا النصِّ لفظًا ومعنىً ما أورده الطبري في تاريخه وأبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين والكامل في التأريخ لابن الأثير. فإذا لم يكن هاني راغبًا في نزول مسلم في داره وكان كارهًا لاستضافته وإيوائه فإنَّ منشأ ذلك هو خشيته على نفسه ومصالحِه من أنْ تكون في معرَضِ الاستهداف من قِبَل السلطان، وعليه كيف قَبِل بأنْ تكون دارُه موضعًا تختلفُ إليها الشيعة لإعطاء البيعة لمسلم والتخطيط لقدوم الإمام الحسين عليه السلام إلى الكوفة أو للوثوب على قصر الأمارة وما يستتبع ذلك من تدوين أسماء المبايعين وجمع الأموال وشراء السلاح وتوزيع الأدوار وإرسال الرُسل واستقبالها وبثِّ العيون واستقبالها لمتابعة الأوضاع والمستجدَّات، فلو كان قبول هاني لاستضافة مسلم ناشئًا عن رعايته للأعراف والتقاليد العربيَّة لما كان ذلك مقتضيًا لأكثر من إيواء مسلم في داره مع التكتُّم على وجوده عنده، ولو طلب مسلمٌ من هاني أنْ تكون داره موئلًا للشيعةِ المناوئين للسلطة لكان لهاني أنْ يعتذرَ لمسلم رحمه الله بأنَّ الضيافة والإجارة التي تفرضُها الأعراف والتقاليد العربية لا تقتضي أكثر من إيوائه وحمايته شخصيًا، وعليه فهو في سعةٍ عرفًا وليس عليه في ذلك مِن عارٍ لو امتنع من استقبال الشيعة في داره أو اعتذر من استضافة مسلم إذا أصرَّ على استقبال الشيعة في داره. فصيرورة دار هاني موئلًا ومعقلًا تختلفُ إليه الشيعة لإعطاء البيعة منافٍ لصدر الخبر الذي يظهرُ منه أنَّ قبول هاني بضيافة مسلم وإيوائه كان بسبب التحرُّج من مخالفة ما عليه الأعراف والتقاليد العربيَّة القاضية باستهجان وتقبيح الامتناع عن ضيافة مَن طلب الضيافة والإجارة إذ لا تستقيمُ دعوى أنَّ هاني كان كارهاً لنزول مسلم في داره ثم يفتح داره على مصراعيها لاستقبال الشيعة لأخذ البيعة منهم وجمع الأسلحة والإعداد لقدوم الإمام الحسين عليه السلام. الموهِّن الثاني: إنَّ مقتضى مؤدَّى الخبر المذكور هو أنَّ مسلم بن عقيل قَبِل على نفسه أنْ يكون ضيفًا ثقيلًا على هاني، فرغم أنَّه تلقَّى من هاني بحسب الخبر ما هو صريح في أنَّه كارهٌ لاستضافته وإيوائه وأنَّ في قبوله لاستضافته وإيوائه كُلفةً ومشقة شديدة كما هو مفاد قوله: (كلَّفتني شططًا) رغم ذلك قبِل أنْ يحلَّ ضيفًا ثقيلًا وابتلع الإهانة التي تلقَّاها من هاني. وهذا ما لا يُمكن قبوله على مثل مسلم بن عقيل بل لا يقبلُه على نفسه مَن هو دونه في العزِّة والشرف والكرامة، فإذا كان هاني قد قبِل باستضافة مسلم حمايةً لشرفه ووجاهته ولأنَّه خشي أنْ يلحقَه من الامتناع عارٌ ومسبَّة فهل يقبلُ مسلم بن عقيل أنْ يلحقَه من طلب الاستضافة ذلٌّ ومهانة؟ إنَّ الخبر المذكور منافٍ لما ذكره عددٌ من المؤرِّخين مِن أنَّ نزول مسلم في دار هاني أساسًا كان بوصيةٍ من الأمام الحسين عليه السلام وأنَّ مسلم بن عقيل نزل في دار هاني من أولِ يومٍ دخل فيه إلى الكوفة. وخلاصة القول: إنَّ دعوى كراهة هاني لاستضافة مسلم وإيوائه وأنَّه إنَّما قبِل باستضافته حياءً وحتى لا يلحقُه بسبب امتناعه عارٌ ومسبَّة هذه الدعوى باطلةٌ، وتُكذِّبُها الشواهدُ التاريخيَّة المُجمَع عليها من قِبَل المؤرِّخين والتي نصَّت على أنَّ دار هاني لم تكن مأوىً لمسلمٍ وحسب بل كانت معقلًا للشيعة الذين بايعوا مسلم بن عقيل على نصرة الحسين عليه السلام وحرب بني أميَّة، فكانت الموضع الذي تُؤخذ فيه البيعة، وفيها تُدوَّن أسماءُ المبايعين، وفيها تُجمع الأموال والأسلحة استعدادًا لقدوم الحسين عليه السلام، ومنها تنطلقُ الرُسل للمهمَّات، وفيها يتمُّ استقبال الرُسل، ومنها تُبثُّ العيون والمراصد، وفيها يتمُّ استقبالها ومتابعة الأوضاع والمستجدَّات، فهل يصحُّ بعد ذلك توهُّم أنَّ هاني رضوان الله عليه إنَّما استضاف مسلم بن عقيل حياءً وخشيةً من العار والمسبَّة؟ إنَّ هاني بن عروة من عظماء شهداء النهضة الحسينيَّة، فقد آوى ونصرَ وآثر، واعتُقل وعُذِّب أقسى العذاب رغم شيخوخته فصبر واحتسب، فما تضعضع أو خنع، واستعصى على بني أميَّة إرغامه على تسليم مسلم بن عقيل، ثم قُتل صبرًا، ومُثَّل بجثمانه وسُحب في الأسواق ثم صُلب وبعده اُجتُزَّ رأسه وحُمل إلى الشام. فهو بحقٍّ مصداقٌ لقوله تعالى: "وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا" (الانفال 74) وهو بحقٍّ مصداقٌ لقوله تعالى: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" (الاحزاب 23).

جاء في الموسوعة الحرة: هانيء بن عروة بن نمران بن عمرو بن قعاس بن عبد يغوث بن مخدش بن حصر بن غنم بن مالك بن عوف بن منبه بن غطيف بن مراد بن مذحج أبو يحيى المذحجي المرادي الغطيف، تابعي جَّليل من أصحاب علي بن أبي طالب، حارب معه في الجمل وصفين والنهروان، وهو من أعلام القرن الأول الهجري. كان هانيء من وجهاء أنصار علي بن أبي طالب في مدينة الكوفة ومن المناصرين لمسلم بن عقيل وثورته. ألقى عبيد الله بن زياد القبض عليه وأُعدم في يوم عرفة التاسع من ذو الحجة سنة 60 للهجرة وأرسل رأسه إلى يزيد بن معاوية وكان عمره آنذاك بِضعاً وتسعين. بينما لا تذكر رواية الطبري إرسال الرأس إلى يزيد. كان شيخ مراد وزعيمها إذا ركبَ ركبَ معه أربعة آلاف دارع وثمانية آلاف راجل، فإذا أجابتها أحلافها من كندة وغيرها كان في ثلاثين ألف دارع. و مع ذلك ترك وحيداً حينما اقتيد من قبل زبانية ابن زياد ولم يستجب دعوته أحد من تلك الجموع الغفيرة. و كان علي بن أبي طالب قد تنبأ بمصير هانئ وشهادته. لعب هانئ بن عروة دوراً بارزاً في حركة مسلم بن عقيل وذلك بعد انتقال مسلم إلى دار هانئ وتركه لبيت المختار بن أبي عبيد الثقفي بعد انكشاف أمره من قبل رجال عبيد الله بن زياد. و جاء في رواية الطبري أنه لمّا سمع مسلم بن عقيل بمجئ عبيدالله ومقالته التي قالها وما أخذ به العرفاء والناس فخرج من دار المختار وقد علم به حتى انتهى إلى دار هانئ بن عروة المرادى فدخل بابه وأرسل إليه أن اخرج فخرج إليه هانئ فكره هانئ مكانه حين رآه فقال له مسلم أتيتك لتجيرني وتضيفنى فقال رحمك الله لقد كلفتني شططا ولولا دخولك دارى وثقتك لاحببت ولسألتك أن تخرج عنى غير أنه يأخذني من ذلك ذمام وليس مردود مثلى على مثلك عن جهل أدخل فآواه وأخذت الشيعة تختلف إليه في دار هانئ بن عروة. و إنما اختيرت دار هانئ مركزاً للثورة بعد دار المختار لما يتمتع به هانئ من نفوذ اجتماعي ومكانة مرموقة في الوسط الكوفي. ولمّا شعر عبيد الله بن زياد بخطر الثورة دسّ عبداً شاميّا له يسمى معقل لمراقبة دار هانئ بن عروة. قال ابن زياد لجلسائه: ما لي لا أرى هانئا؟ فقالوا: هو شاك، فقال: لو علمت بمرضه لعدته، ودعا محمد بن الاشعث، وأسماء بن خارجة ، و عمرو بن الحجاج الزبيدي ، و كانوا من أقرباء هانئ وأصدقائه، فقال لهم: ما يمنع هانئ بن عروة من إتياننا ؟ فقالوا: ما ندري وقد قيل: إنه يشتكي، قال: قد بلغني أنه قد برئ، وهو يجلس على باب داره، فالقوه ومروه أن لا يدع ما عليه من حقنا، فإنّي لا أحب أن يفسد عندي مثله من أشراف العرب. فأتوه حتى وقفوا عليه عشية، وهو جالس على بابه وقالوا له: ما يمنعك من لقاء الأمير؟ فإنه قد ذكرك وقال: لو أعلم أنه شاك لعدته. فقال لهم: الشكوى تمنعني. وما زالوا به حتى اقنعوه بالذهاب إلى دار الإمارة فلما دخل قال له عبيد الله بن زياد: إيه يا هانئ بن عروة، ما هذه الامور التي تربص في دارك لأمير المؤمنين وعامة المسلمين؟ جئت بمسلم بن عقيل فأدخلته دارك وجمعت له الجموع، والسلاح و الرجال في الدور بحولك وظننت أن ذلك يخفى علي؟ فانكر هانئ ذلك، فدعا ابن زياد معقلا ذلك الجاسوس فجاء حتى وقف بين يديه، فقال له: أتعرف هذا؟ فلما كثر الكلام بينهما قال عبيد الله: أدنوه مني فادني منه، فاستعرض وجهه بالقضيب فلم يزل يضرب به أنفه وجبينه وخده حتى كسر أنفه وسالت الدماء على وجهه ولحيته، ونثر لحم جبينه وخده على لحيته، حتى كسر القضيب. في الثامن من ذي الحجّة سنة ستين للهجرة وبعد شهادة مسلم بن عقيل أمر عبيد الله بن زياد بضرب عنق هانئ بن عروة فضربه مولى لعبيد الله بن زياد تركي، إسمه رشيد بالسّيف في سوق القصابين بعد أن شدّ كتافا. و لما أخرج ليقتل جعل يقول وا مذحجاه وأين مني مذحج وآ عشيرتاه وأين مني عشيرتي. لم يكتف عبيد الله بن زياد بقتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة بل أمر بقطع رأسيهما وبعث بهما إلى يزيد بن معاوية مع هانئ بن أبي حيّة الوداعي والزبير بن الأروح. فكتب اليه يزيد: أما بعد فإنك لم تعدُ ان كنت كما اُحب عملت عمل الحازم وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش، فقد أغنيت وكفيت. و أمر ابن زياد بجثّتي مسلم وهاني فجرتا بالحبال ثم صلبتا في سوق الكناسة. فكانت شهادة هانئ بن عروة عاملا مؤثراً في فشل حركة مسلم بن عقيل وتفرق الناس عنه. وصل خبر شهادة مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة إلى الحسين وهو في منطقة الثعلبية أو زرود أو القادسية أو القطقطانة فخنقته العبرة، ثمّ قال: اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلاً كريماً واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك إنّك على كل شيء قدير.

قال الشاعر عبد الله بن الزبير الاسدي في رثاء هاني بن عروه رضوان الله عليه: اذا كنت لا تدرين ما الموت فانظري الى هانيء في السوق وأبن عقيل الى بطلٍ قد هشم السيفُ وجهه وآخر يهوي من طمار قتيل أصحابهما أمر الامير فأصبحا أحاديثُ من يسعى بكل سبيل ترى جسداً قد غير الموت لونه ونضح دمٍ قد سال كل مسيل أيترك أسماء الهماليج آمناً وقد طلبته مذجح بذحول فتى هو أحبى من فتاة حبيسةٍ وأقطع من ذي شفرتين صقيل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك