الدكتور فاضل حسن شريف
ورد في قصة شعيب عليه السلام اصحاب الايكة اي الذين انعم الله عليهم الارض ذات الاشجار الكثيفة التي تسمى الايكة "كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ" (الشعراء 176-177)، و "كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ * وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ۚ أُولَٰئِكَ الْأَحْزَابُ" (ص 12-13)، و "وإِن كَانَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ * فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ" (الحجر 78-79)، و "كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ" (ق 12-14). ورد مصطلح يوم الظلة في قصة شعيب، فمرت على اصحاب الأيكة الذين كذبوا نبيهم شعيب عليه السلام سحابة تظلهم فاذا بها تحولت الى كتلة من النار احرقتهم "فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ" (الشعراء 189). ) اصحاب الايكة اي الذين انعم الله عليهم الارض ذات الاشجار الكثيفة التي تسمى الايكة وهم نفسهم اهل مدين قوم شعيب كما جاء ايضا في سورة ص "كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ۚ أُولَٰئِكَ الْأَحْزَابُ (13) إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) وَمَا يَنظُرُ هَٰؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ (15) وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16)" (ص 12-16). حصل اختلاف عند المفسرين هل ان اصحاب الايكة هم اهل مدين قوم شعيب ام قوم آخرين، فالبعض يبين انهم نفس القوم بقبيلتين احداهما تسكن في مدين والاخرى في غابات ذات اشجار عالية قرب مدين، ومفسرين قالوا انهما قبيلة واحدة يعملون في التجارة لان المكيال والميزان ورد لكليهما. لم يكذب قوم شعيب عليه السلام ويعصون رسول واحد فقط وانما الرسل "كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ" (الشعراء 176). ومفسرين بينوا ان شعيب من قوم مدين وليس من أصحاب الأيكة لوجود الأخ في آية مدين ولا يوجد أخ مع أصحاب الأيكة "وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا" (الاعراف 85)، و "كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ" (الشعراء 176-177).
عن تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (ايك) "الأيكة" (الحجر 78) (الشعراء 176) (ص 13) (ق 14) الشجرة الكثيرة الملتف، ويقال: "الأيكة" (الحجر 78) (الشعراء 176) (ص 13) (ق 14) اسم بلد روى أن "أصحاب الأيكة" (الحجر 78) (الشعراء 176) (ص 13) (ق 14) كانوا أصحاب شجر ملتف وكان شجرهم شجر المقل وهم قوم شعيب، ومن قرأ الأيكة فهي اسم القرية، ويقال: هما مثل بكة، ومكة النوع الثاني (ما أوله الباء) (بتك) بتك الاذن قطعها، قال تعالى: "فليبتكن اذان الأنعام" (النساء 118) وهو ما يصنعونه بالبحيرة من شق الأذان.
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قوله تعالى "كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ" (الشعراء 176) الأيكة الغيضة الملتف شجرها. قيل : إنها كانت غيضة بقرب مدين يسكنها طائفة وكانوا ممن بعث إليهم شعيب عليه السلام، وكان أجنبيا منهم ولذلك قيل "إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ" (الشعراء 177) ولم يقل: أخوهم شعيب بخلاف هود وصالح فقد كانا نسيبين إلى قومهما وكذا لوط فقد كان نسيبا إلى قومه بالمصاهرة ولذا عبر عنهم بقوله "أَخُوهُمْ هُودٌ" (الشعراء 124) "أَخُوهُمْ صالِحٌ" (الشعراء 142) "أَخُوهُمْ لُوطٌ" (الشعراء 161). وفي الدر المنثور، أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن مدين وأصحاب الأيكة أمتان بعث الله إليهما شعيبا. قوله تعالى "أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ" (طه 128)، الظاهر أن "يَهْدِ" مضمن معنى يبين، والمعنى أفلم يبين لهم طريق الاعتبار والإيمان بالآيات كثرة إهلاكنا القرون التي كانوا قبلهم وهم يمشون في مساكنهم كما كانت تمر أهل مكة في أسفارهم بمساكن عاد بأحقاف اليمن ومساكن ثمود وأصحاب الأيكة بالشام ومساكن قوم لوط بفلسطين.
عن كتاب من التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده للسيد محمد تقي المدرسي: أما أصحاب الأيكة، فان العاقبة كانت ذات نبرة استهزائية، حيث قال الله تعالى عنهم: "كَذَّبَ أَصْحَابُ الايْكَةِ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ* إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا الله وَأَطِيعُونِ" (الشعراء 176- 179). وعندما كذبوا شعيبا، وتحدوا ربهم سبحانه وطالبوا بالعذاب، اخذهم عذاب يوم الظلة. اذ زعموا انه عارض ممطرهم واستبشروا به، ولكنه كان عذابا شديدا. قال الله تعالى عنه: "فَكَذَّبُوهُ فَاخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَايَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُؤْمِنِينَ" (الشعراء 189- 190). وسنن الله لا تجري مع الاحزاب. فجندهم مهزوم، كما هزمت ثمود وقوم لوط واصحاب الأيكة. فاولئك كانوا هم الاحزاب، فحق عقاب الله عليهم. كما جادلت الاحزاب البائدة بالباطل ليدحضوا به الحق، فاخذهم الله بعذابه، فكيف كان عقابه؟ وكما دمروا في الدنيا، فان لهم عند الله عذابا اليما في الاخرة.
https://telegram.me/buratha