الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب البيان في تفسير القرآن للسيد ابو القاسم الخوئي قدس سره: والقرآن بسلوكه طريق الاعتدال ، وأمره بالعدل والاستقامة قد جمع نظام الدنيا إلى نظام الآخرة، وتكفل بما يصلح الاولى، وبما يضمن السعادة في الاخرى، فهو الناموس الاكبر جاء به النبي الاعظم ليفوز به البشر بكلتا السعادتين، وليس تشريعه دنيويا محضا لا نظر فيه إلى الآخرة، كما تجده في التوراة الرائجة، فإنها مع كبر حجمها لا تجد فيها موردا تعرضت فيه لوجود القيامة، ولم تخبر عن عالم آخر للجزاء على الاعمال الحسنة والقبيحة. نعم صرحت التوراة بأن أثر الطاعة هو الغنى في الدنيا، والتسلط على الناس باستعبادهم، وأن أثر المعصية والسقوط عن عين الرب هو الموت وسلب الاموال والسلطة. كما أن تشريع القرآن ليس أخرويا محضا لا تعرض له بتنظيم أمور الدنيا كما في شريعة الانجيل. فشريعة القرآن شريعة كاملة تنظر إلى صلاح الدنيا مرة والى صلاح الآخرة مرة أخرى. ويحث الناس في كثير من آياته على تحصيل العلم، وملازمة التقوى بينما يبيح لهم لذائذ الحياة وجميع الطيبات: "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ" (الاعراف 32). ويدعو كثيرا إلى عبادة الله ، والى التفكر في آياته التشريعية والتكوينية والى التأمل والتدبر في الآفاق وفي الانفس، ومع ذلك لم يقتصر على هذه الناحية التي توصل الانسان بربه، بل تعرض للناحية الاخرى التي تجمعه مع أبناء نوعه.
عن الشيخ عبد الحافظ البغدادي في الصفحة الاسلامية لوكالة انباء براثا عن مجلس حسيني - دحو الارض في القران: يذكر السيد الخوئي قدس في كتابه البيان في تفسير القرآن: ومن الاسرار التي أشار إليها القرآن الكريم كروية الأرض قوله تعالى"وَأَورَثنَا القَومَ الَّذِينَ كَانُوا يُستَضعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرضِ وَمَغَارِبَهَا" (الاعراف 137) في هذه الآيات الكريمة دلالة على تعدد مطالع الشمس ومغاربها, وفيها إشارة إلى كروية الأرض، فإن طلوع الشمس على أي جزء من أجزاء الكرة الأرضية يلازم غروبها عن جزء آخر، فيكون تعدد المشارق والمغارب في نفس اللحظة , وهذا لا يحدث الا في الارض الكروية. وهي صورة علمية واضحة. ومن المستحبات زيارة الامام الرضا عليه السلام وقد حثّ عليها حثاً بالغاً. وهي مخصصة بهذا المعنى السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ, السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ اللَّهِ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عَمُودَ الدِّينِ السَّلَامُ وتستمر بتعدد صفات الامام وصفات اباءه تَقُولُ اللَّهُمَّ توجهت الى وليك رَجَاءَ رَحْمَتِكَ فَلَا تُخَيِّبْنِي وَ لَا تَرُدَّنِي بِغَيْرِ قَضَاءِ حَوَائِجِي وَارْحَمْ تَقَلُّبِي عَلَى قَبْرِ ابْنِ أَخِي رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي أَتَيْتُكَ زَائِراً تائبا من ذنوبي وانت وجيها عند الله . اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِحُبِّهِمْ وَوَلَايَتِهِمْ اللهُمْ اللَّهُمَّ الْعَنِ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ وجَحَدُوا نبيك بال بيته .وحَمَلُوا النَّاسَ عَلَى أَكْتَافِ آلِ مُحَمَّدٍ.. اللهم العن قَتلة أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَتَلَةِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وقَتَلَةِ أَلِ بَيْتِ محمد صلى الله عليه واله وسلم. ذكر أحد الخطباء في رثاء الحسين عليه السلام أيقتل ظمآناً حسين بكربلا وفي كـل عـضـوٍ من انامـلـه بحـرُ. وما المقصود ان فاطمة ماء الفرات لها مهـرُ؟ في أمالي الطوسي: رواية :قال رسول الله لفاطمة: ما أنا زوجتك، ولكن الله زوجك وأصدق لك الخمس مادامت السماوات والأرض. وحين يدخل الخمس بكل ما يغنم الانسان فهو لفاطمة واولادها .في رواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مهر فاطمة في السماء (خمس الأرض) وعن الباقر عليه السلام قال: جعلت نحلتها من علي عليه السلام خمس الدنيا وثلث الجنة، هذا كله قليل في حق فاطمة الزهراء عليها السلام.
جاء في كتاب الفقاهة للسيد ابو القاسم الخوئي قدس سره: لا دلالة فيها على حرمة الانتفاع بالمتنجس، فان الاجتناب عن الشئ انما يكون باجتناب ما يناسب ذلك الشئ، فالاجتناب عن الخمر عبارة عن ترك شربها إذا لم يدل دليل آخر على حرمة الانتفاع بها مطلقا، والاجتناب عن النجاسات والمتنجسات عبارة عن ترك استعمالها فيما يناسبها، ومن القمار عن ترك اللعب، ومن الامهات والبنات والاخوات والخالات وبقية المحارم عبارة عن ترك تزويجهن. كما ان الاجتناب عن المسجد هو ترك العبادة فيه، والاجتناب عن العالم ترك السؤال عنه، والاجتناب عن التاجر ترك المعاملة معه، والاجتناب عن أهل الفسوق ترك معاشرتهم، وهكذا، وعلى الجملة نسبة الاجتناب الى ما يجب الاجتناب عنه تختلف باختلاف الموارد وليست في جميعها على نسق واحد. وعليه فلا دلالة في الاية على حرمة الانتفاع بالمتنجس مطلقا، بل الامر في ذلك موقوف على ورود دليل خاص يدل على وجوب الاجتناب مطلقا. قوله: مع انه لو عم التنجس لزم أن يخرج عنه اكثر الافراد. أقول: لا يلزم من خروج المتنجسات كلها من الاية تخصيص الاكثر فضلا عما إذا كان الخارج بعضها، فان الخارج منها عنوان واحد ينطبق على جميع افراد المتنجس انطباق الكلي على افراده. نعم لو كان الخارج من عموم الاية كل فرد فرد من افراده للزم المحذور المذكور. ومنها: قوله تعالى: والرجز فاهجر (المدثر 5)، بناء على شمول الرجز للاعيان النجسة والمتنجسة. وقد ظهر الجواب عنها من كلامنا على الاية السابقة. ثم ان نسبة الهجر الى الاعيان الخارجية لا تصح الا بالعناية والمجاز بخلاف نسبته الى الاعمال فانها على نحو الحقيقة، وعليه فالمراد من الاية خصوص الهجر عن الاعمال القبيحة والافعال المحرمة، ولا تشمل الاعيان المحرمة. ويحتمل أن يراد من الرجز العذاب، المسارعة والاستباق الى اسبابهما في آيتهما. ومنها: قوله تعالى: "ويحرم عليهم الخبائث" (الاعراف 156)، بناء على صدق الخبائث على المتنجسات، وحيث ان التحريم في الاية لم يقيد بجهة خاصة فهي تدل على عموم تحريم الانتفاع بالمتنجسات. وأجاب عنها المصنف بأن المراد من التحريم خصوص حرمة الاكل بقرينة مقابلته بحلية الطيبات، وفيه: ان مقتضى الاطلاق هو حرمة الانتفاع بالخبائث مطلقا فتدل على حرمة الانتفاع بالمتنجس كذلك. والحق أن يقال: ان متعلق التحريم في الاية انما هو العمل الخبيث والفعل القبيح، فالمتنجس خارج عن مدلولها لانه من الاعيان.
https://telegram.me/buratha