الدكتور فاضل حسن شريف
مسلم بن عقيل شارك مع الحسن بن علي عليه السلام في حروب شمال أفريقيا. كان أحد قيادات ميمنة علي بن أبي طالب عليه السلام في صفين وقائد جيش يضم من سكنة الكوفة منهم سليمان الخزاعي وابو تمامة الصائدي ومسلم بن عوسجة والمختار الثقفي. تذكر روايات أن مسلم بن عقيل ذهب الى دار طوعة الكندية وهي سيدة جليلة كانت جارية عند بيت الحسن عليه السلام التي زوجته جعدة بنت الأشعث وقد سمته. وقد أختارها مسلم لمعرفته بطوعة.
اجتمع الكوفيون في بيت سليمان بن صرد وكتبوا إلى الحسين عليه السلام بالقدوم. وصلت الرسالة ومعها رسائل أخرى أرسلت من أهل الكوفة أيضًا ومن البصرة تدعو الحسين. وفور وصول الرسائل له كلف مسلم بن عقيل بالذهاب إلى الكوفة والإطلاع على حال أهلها واستعداد المدينة لاستقبال الحسين. فخرج مسلم الى الكوفة حاملا رسالة الحسين، ووصلها باستقبال حافل ووصل عدد المبايعين نحو 18 ألف ولم يتخذ والي الكوفة النعمان بن بشير اجراءا حاسما ضد مسلم مما أدى الى استبداله بوالي البصرة عبيد الله بن زياد من قبل الخليفة يزيد والمعروف بشدته. وبث الجواسيس للوصول الى مسلم والقبض عليه فاستفهموا أنه موجود في دار هاني بن عروة بعد قدمه من دار المختار الثقفي.
غادر مسلم دار هاني لملاحظته بوجود مؤامرة ضده لم يعرفها هاني. فقد استدعى ابن زياد هاني الى قصره ليستوضح منه عن مكان مسلم فرفض وأجابه (والله لو كان تحت قدمي ما رفعتها عنه). أما مسلم بن عقيل فجاء في الروايات ان من معه تركوه وحيدا نتيجة تهديد ورشوة ابن زياد لزعمائهم ليذهب مسلم الى دار يعرفها سابقا وهي السيدة طوعة التي اقسمت على حمايته. ولكن ابن طوعة عرف ملامح مسلم فأبلغ اللعين محمد بن الاشعث أحد أعوان ابن زياد لان طوعة كانت جارية في بيت بنت الاشعث زوجة الامام الحسن صديق مسلم عليهما السلام. فحاصر جنود ابن زياد دار طوعة فقاتلهم مسلم قائلا: أقسمت لا أقتل إلاّ حرّا * إنّي رأيت الموت شيئاً نكرا. ولم يقدروا عليه واعطى ابن الاشعث له العهد الذي خانه ودمعت عين مسلم قائلا لابن الاشعث (أبكي لأهلي المقبلين إلي، أبكي لحسين وآل حسين). ولم يكترث عبيد الله بن زياد بالعهد فأمر بقتله ورميه من قصر الامارة. وقتل هاني كذلك وجرت الجثتان في شوارع الكوفة. قتل بعدها ميثم التمار رضوان الله عليه و قطع لسانه واطرافه قبل قتله.
https://telegram.me/buratha