الدكتور فاضل حسن شريف
عن التوسل بأُم البنين عليهاالسلام جاء في كتاب امّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين للشيخ علي ربّاني الخلخالي: ن سنن الله الجارية في أوليائه ط(وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا" (فاطر 43) إكرامهم باظهار ما لهم من الكرامة عليه والزلفى منه ، وذلك غير ما ادخره لهم من المثوبات الجزيلة في الآجلة ، تقديراً لعملهم واصحاراً بحقيقة أمرهم ومبلغ نفوسهم من القوة وحثاً للملأ على اقتفاء آثارهم في الطاعة ، ومهما كان العبد يخفى الصالحات من أعماله فالمولى سبحانه يراغم ذلك الاخفاء باشهار فضله، كما يقتضيه لطفه الشامل ورحمته الواسعة وبرّه المتواصل، وأنّه جلت آلاؤه يظهر الجميل من أفعال العباد ويزوي القبيح رأفة منه وحناناً عليهم. ومن هذا الباب ما نجده على مشاهد المقربين وقباب المستشهدين في سبيل الله من آثار العظمة وآيات الجلال من إنجاح المتوسل بهم اليه تعالى شأنه وإجابة الدعوات تحت قبابهم المقدسة، وإزالة المثلات ببركاتهم، وتتأكد الحالة إذا كان المشهد لأحد المنتسبين للبيت النبوي ؛ لأنه جلت حكمته ذرأ العالمين لأجلهم ؛ ولان يعرفوا مكانتهم فيحتذوا أمثالهم في الأحكام والأخلاق ، فكان من المحتم في باب لطفه وكرمه ـ عظمت نعمه ـ أن يصحر الناس بفضلهم الظاهر..
وعن مدينة الرسول صلى الله عليه وآله يقول الشيخ الخلخالي في كتابه عن أم البنين عليها السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام : مكة حرم الله ، والمدينة حرم رسول الله صلى الله عليه وآله ، والكوفة حرمي، لا يريدها جبار بحادثة إلّا قصمه الله. أسماء المدينة الطيبة: ذكر السمهودي في كتابه «وفاء الوفاء» أربعة وتسعين اسماً لهذه البلدة المقدسة ، ورد بعضها في القرآن الكريم منها: 1 ـ المدينة: قال تعالى "مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ" (التوبة 120). 2 ـ أرض الله: قال الله تعالى "أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا" (النساء 97). وفي هذه الاضافة من مزيد التعظيم ما لا يخفى. 3 ـ الدار والايمان: قال تعالى "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ" (الحشر 9). عن عبد الله بن جعفر: سمّى الله المدينة الدار والايمان. وقال البيضاوي في تفسيره: قيل : سمى الله المدينة بالايمان لأنّها مظهره ومصيره. 4 ـ مدخل صدق: قال الله تعالى "وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ" (الاسراء 80). قال بعض المفسرين: مدخل صدق: المدينة ومخرج صدق: مكة. ذكر السمهودي في «وفاء الوفاء» تسعة وتسعين خصيصة للمدينة المنورة. وقال: وهي كثيرة لا تكاد تنحصر ومنها: الخاصة الأولى: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله خلق من طينتها. الثانية: إنّها مدفن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله. الثالثة: إنّها محفوفة بالشهداء الذين بذلوا نفوسهم في ذات الله بين يدي نبيه كشهداء بدر و أحد ، وهي مدفن لكثير من الصحابة. الرابعة : إنّ الله اختارها داراً وقراراً لأفضل خلقه وأكرمهم عليه صلى الله عليه وآله. الخامسة: إنّ الله اختار أهلها للنصرة والايواء. السادسة: إنّ سائر البلاد افتتحت بالسيف وافتتحت هي بالقرآن. السابعة: إنّ الله ـ تعالى ـ افتتح منها سائر بلاد الاسلام، حتى مكة المشرفة، وجعلها مظهر دينه القويم. الثامنة: تأسيس مسجدها الشريف على يده صلى الله عليه وآله وعمل فيه بنفسه. التاسعة: اختصاصها المسجد الذي أنزل الله فيه "لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ" (التوبة 108). العاشرة: اختصاصها بالروضة (بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة). الحادية عشرة: إنّ إتيان مسجد قبا يعدل عمرة. الثانية عشرة: اختصاصه بمزيد الأدب وخفض الصوت ، لكونه بحضرة سيد المرسلين. قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ" (الحجرات 2). الثالثة عشرة: وجوب شفاعته صلى الله عليه وآله لمن زاره بها.
وعن مسجد النبي صلى الله عليه وآله يقول الشيخ علي ربّاني الخلخالي: إنّ النبي صلى الله عليه وآله لمّا قدم إلى المدينة مهاجراً ، القى زمام ناقته فمشت حتى بركت عند باب المسجد ، فقال صلى الله عليه وآله: (هذا المنزل إن شاء الله). ثم أخذ في النزول فقال "وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ" (المؤمنون 29)، وبنى مسجده على أرض تقدر مساحتها بـ 35 في 30 متر ، وأقامه على عشرة أساطين من جذوع النخل، وزاد فيه السنة السابعة للهجرة حتى صار مربعاً. أسطوانة مقام جِبرائيل: كانت باب بيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله في المربعة التي في القبر ، وكان مسلم بن أبي مريم وغيره يقول: لا تنس حظك من الصلاة اليها ، فانّها باب فاطمة عليها السلام الذي كان علي يدخل عليها منه. ومن فضلها ما أسنده يحيى عن أبي الحمراء قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه وآله أربعين صباحاً يجيىء إلى باب علي وفاطمة وحسن وحسين حتى يأخذ بعضادتي الباب ويقول : السلام عليكم أهل البيت "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" (الاحزاب 33). وفي رواية له : رابطت بالمدينة سبعة أشهر كيوم واحد ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يأتي باب عليّ كلّ يوم فيقول : الصلاة الصلاة ثلاث مرات "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" (الاحزاب 33).
https://telegram.me/buratha