هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ـــ والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم ــــــــــــ هذا التقي النقي الطاهر العلم
إذا رأته قريش قال قائلها ــــــــــــــــ إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يكاد يمسكه عرفان راحته ــــــــــــ ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
وليس قولك : من هذا ؟ بضائره ـ العرب تعرف من أنكرت والعجم
ما قال : " لا " قط إلا في ـــ تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعم
هذا ابن فاطمة إن كنت ــــــــــ جاهله بجده أنبياء الله قد ختموا
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم ــــــ أو قيل خير أهل الأرض قيل هم عدد كبير من الناس يحبون ان يعرفوا الظروف التي مرت على الامام زين العابدين{ع}بعد معركة كربلاء.. حتما هي ظروف تختلف عن جميع الائمة هذا معروف انه الرجل الوحيد الذي خرج من سالما في معركة كربلاء. ولكن حديثنا في هذا المجلس {عن الظروف التي كان يعيشها مع المجتمع المتهاون} الذي استسلم للذل تماما لآل مروان وبنو امية .
تصور لو انك تعيش في مجتمع شعاره الخوف، وتنتشر فيه جميع المفاسد الاخلاقية، وكل ما يحدث في المجتمع من انحراف عن الدين. إنما هو بتخطيط وتشجيع من السلطة، واصبح الايمان بالله يعد جريمة يُعاقب عليها بالقتل، هذه الاجواء ملبدة بالغيوم. فلا تتورّع السلطة من ارتكاب أي جريمة حين تشك باي انسان يميل الى ال بيت رسول الله{ص} ويقدمهم على غيرهم يعتبرون ذلك جريمة يستحق صاحبها القتل ,يعتبر مجرم وخارج عن الاسلام ولا بد من تطهير المجتمع من افكاره فيتم قتله .
من ناحية اخرى: الناس في ذلك المجتمع يعيشون في فقر مدقع، من خلال سيطرة الطاغية على موارد الاقتصاد، فلا يمكنهم الحصول على لقمة عيش ليأكلوها الا بشق الانفس. كيف يستطيع الانسان ان يعيش في تلك الظروف؟ ومع هذه الاجواء الصعبة المذلة .وقد شاهد المجتمع ما فعلت السلطة بالحسين ريحانة رسول الله{ص} واهل بيته واصحابه فكيف تصنع بمن هو ادنا منه لو رفع صوته..؟
***الإمام زين العابدين،{ع} عاش في هكذا مجتمع ، هو اساسا يعيش مع سلطة مسنودة من مجتمع قتل أبيه الإمام الحسين،{ع}وهو آخر ابن بنت نبي على وجه هذه الأرض، وتُساق بنات رسول الله{ص} أُسارى من بلد الى بلد، يتصفح وجوههن الأعداء، حتى تقول أحداهن: “قد خزينا من كثرة النظر إلينا”. فلا يمكن ان يفكر أي شخص بالثورة ضد بني امية.
**في تلك الاجواء العصيبة عمد الإمام زين العابدين{ع}، الى تهيئة الأرضية لأسقاط بني أمية، ولكن بدون رفع السلاح تلك الفترة ..وهذا دور كبير وخطير جدا، لان حكومة الظلال الاموي لا تتورع من قتل الامام زين العابدين{ع} فقام الامام بأول خطوة. وهي ان يخلق كوادر مؤمنة في الامة لا تقبل الذل ولا الخنوع للظالم, وهي التي تقوم بدورها في المواجهة مع الظالم مهما كانت قوته .. فما فائدة مجتمع مثقف يصلي ويصوم ويحج بيت الله الحرام .. ولا يتحرك وهو يرى السلطة تدنس الكعبة بالدماء وتقوم بهدم الكعبة، وتضربها بالمنجنيق، فالكعبة ليس لها حرمة. ولكن ان ترفع صوتك بالاستنكار لأفعال يزيد والحجاج وامثاله يعتبرون ذلك خروجا عن الاسلام . ولما سكت المجتمع واصبح مخدرا تحت الخوف..
وجاءت العملية الاخرى بسبب خوف المجتمع وخنوعه مما شجع السلطة ان تقوم بعمل لا يقل اهانة للإسلام من ضرب وحرق وتهديم الكعبة . عندما استباحت الجيوش الاموية حرم رسول الله (ص)،من قبل مسلم بن عقبة ثلاثة ايام، وارتكبت أبشع الجرائم. بعث يزيد مسلم بن عقبة وأرسل معه عشرة آلاف فارس. لقتال اهل المدينة وأعطى كل واحد منهم مائة دينار، ثم استعرضهم وهو على فرس له. ثم قال يزيد الفاسق لمسرف بن عقبة: (ادع القوم ثلاثا فإن رجعوا إلى الطاعة فاقبل منهم وكف عنهم، وإلا فاستعن بالله وقاتلهم) وإذا ظهرت عليهم فأبح المدينة ثلاثا ثم أكفف عن الناس، وانظر إلى على بن الحسين فاكفف عنه واستوص به خيرا، فإنه لم يدخل في شيء مما دخلوا فيه. يعني لو انظم الامام لثورة المدينة . لأظهر له يزيد ومسلم بن عقبة . الشعارات التي حاربوا بها الحسين{ع}.
**الإمام زين العابدين جاءت امامته في تلك الظرف، وواجه التحديات؛ والفساد والأخلاق الهابطة بأنواعها, اضافة الى طغيان السلطة وانتهاكها للحرمات، والمصيبة الاقوى هي الشبهات العقدية والاخلاقية المنتشرة بين الناس. واجهها الإمام على الرغم من تعطش السلطة الى دمه، على رأسهم الحجاج بن يوسف الثقفي. فمن هو الحجاج الثقفي.
الحَجاج بن يوسف الثقفي توفي سنة 95 هـ وهو أشهر قائد أموي في العراق والحجاز، ومن أعداء أهل البيت {ع} وشيعتهم، قتل من شيعة علي ما لا يحصيه التاريخ .كان وفيا لولي نعمته ال بنو مروان .ولذلك هو من حفظ الكيان الأموي فأصبحت له مكانة عندهم، وأوصى عبد الملك بن مروان ابنه الوليد أن يهتم بالحجاج، وسمّى أحد أبنائه باسم الحجاج. غير ان الحجاج ما اشتهر في شيء في التاريخ الا بالظلم وسفك الدماء، وقد بالغ في قتل من المعارضين الذين قد قتلوا على يده أكثر من 120 الف شخص، وورد أنّ العدد تجاوز الـ 130 الف0 قتيل،وأشهر من قتلهم الحجاج التابعي سعيد بن جبير الذي دعا عليه فمات ولم يقتل أحدا بعده.
** من اهم منجزاته في التاريخ الاسلامي . ما ذكره المؤرخون ان الحجاج اتخذ سجونا لا تقي من حر ولا برد، ومات في سجونه خمسون ألف رجل، وثلاثون ألف امرأة، منهن ستة عشر ألفا مسلمات مجردات من ثيابهن وكان يحبس الرجال والنساء في موضع واحد.وكان يجعل السجناء يقضون حاجتهم في المكان الذي ينامون فيه. وهو من أسس مدينة واسط الكوت في العراق، ومات فيها. سنة 95 هجرية.
**اما ولادته كانت في قرية بني صخر. يقال سنة 40 وكلمة الحجاج من الناحية اللغوية هو كثير الحج، ومعنى الحج، فالحج هو القصد الى جهة مهمة , واستحوذ القصد لبيت الله بالاسم فسمي حجا ..!! وذكر اغلب المؤرخين أن اسمه الحقيقي {كُليب تصغير الكلب} ثم سمي بالحجاج.
*** بعد هذه الجولة نعود الى حياة الإمام زين العابدين{ع} وفترة إمامته تعتبر طويلة، لأنه تولى الإمامة عام 61هجرية، بعد استشهاد أبيه،{ع}، واستشهد الإمام السجاد عام 95 هجرية، وهو فترة طويلة نظراً الى إمامة باقي الأئمة {ع}. هذه الظروف كانت صعبة وقاسية جدا , لان القتل والتبعيد وحرق البيوت واقصاء الشيعة لم ينتهي بعد معركة كربلاء , بل استمر القتل بالشيعة مع دوام الدولة الاموية.. ثم استانف العباسيون القتل والسجن لهم بشكل اكثر من بني امية.
** هناك قول للإمام زين العابدين{ع} يصف حالة بني هاشم في ظل الامويين انه “لا يحبنا في المدينة المنورة إلا عشرين شخصا” ،يعني بيتين او ثلاثة.. بكل هذه الظروف العصيبة التي مرت على الإمام وال البيت عامة، إلا أنه (مهد الطريق للمدرسة العلمية الضخمة التي قادها الإمام الباقر)(ع) وكان هو السبب في تغيير أوضاع الشيعة، وحين يجد الشيعة قائدا حركيا وعالما فقيها . فان غيرتهم على مذهبهم ودينهم تغلي في عروقهم من اجل رسالة محمد والقران الكريم{ قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى) وحين يرزق الله عبدا محبة ال محمد{ص} فانه يسترخص الغالي والنفيس من اجل احياء سنتهم .ولذلك نهضت الثورات المختلفة في البلاد الإسلامية؛ ومن اشهرها.. التوابين، والمختار، ثم حركة زيد الشهيد وابنائه ،التي استمرت اكثر من 90 عام في افغانستان .
(***) موقف الامام من ثورة المختار بن ابي عبيدة الثقفي. كثر اللقط من بعض الكتاب الذين نالوا من المختار وثورته التي قضى فيها على اعداء الحسين وممن اشتركوا في دمه في كربلاء.. الرواية الأولى: عن الصادق (ع) قال: كان المختار يكذب على علي بن الحسين (ع)...
الرواية الثانية: عن الباقر(ع) قال: كتب المختار بن أبي عبيدة إلى علي بن الحسين (ع) وبعث إليه هدايا من العراق، فلمّا وقف الوفد على باب علي بن الحسين دخل الآذن يستأذن لهم فخرج إليهم رسوله فقال: أميطوا عن بابي فإنّي لا أقبل هدايا الكذّابين، ولا أقرأ كتبهم..
الرواية الثالثة: عن عمر بن علي: إنّ المختار أرسل إلى علي بن الحسين (ع) بعشرين ألف دينار فقبلها، وبنى بها دار عقيل بن أبي طالب ودارهم التي هدمت، قال : ثم إنه بعث إليه بأربعين ألف دينار بعدما أظهر الكلام الذي أظهره ، فردّها ولم يقبلها، ثم يقول : المختار هو الذي دعا الناس إلى محمد ابن الحنفية وسمّوا الكيسانيّة، هم المختاريّة، وكان لقبه كيسان ولقب كيسان لصاحب شرطته أبا عمرة، كيسان، وهذا ابو عمرة لا يعرفه اغلب الشيعة كان صارما ضد اعداء اهل البيت لذلك كذبوا عليه وعلى المختار .. كان ابو عمرة لا يبلغه عن رجل من أعداء الحسين (ع) أنّه في دار، إلّا قصده، وهدم الدار بأسرها وقتل كل من فيها من من الرجال ومن المؤيدين لقتل الحسين .فكان ينتقم من قتلة الحسين{ع} حتى وصل الامر انه كل دار هدمت او احرقت تلك الفترة .. كان ابو عمرة قائد المختار هو من قام بهدمها وقتل من فيها .فصارأهل الكوفة يضربون به المثل، فإذا افتقر إنسان قالوا: دخل أبو عمرة بيته. اذا كانت هذه افعال المختار وقائده ابو عمرة وجنوده الطالبين بثاره. فكيف تتوقع من الكتاب الامويين ان يمدحوا المختار او جيشه وانصاره عليهم السلام.
*** قبل ان اذكر الروايات المادحة للمختار . وقبل ان اذكر اراء المحقق اية الله السيد الخوئي قدس سره .اذكر قول الامام الحسين {ع} يوم العاشر ودعاءه على جيش الشام والكوفة:ورد عن الإمام الحسين{ع}(اللهمّ احبس عنهم قطر السّماء، وابعث عليهم سنين كسنيّ يوسف، وسلّط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأساً مصبرة، فإنّهم كذبونا وخذلونا، وأنت ربّنا عليك توكّلنا وإليك المصير. "والله لا يدع أحداً منهم إلاّ انتقم لي منه، قتلةً بقتلة وضربةً بضربة، وإنّه لينتصر لي ولأهل بيتي وأشياعي)، فما المقصود بغلام ثقيف؟ هل هو المختار بن أبي عبيدة الثقفي أم الحجاج بن يوسف الثقفي؟ إذا قصد الحجاج الثقفي مثلا..؟: الجواب المقصود هو المختار بن أبي عبيدة الثقفي ؛واثبت التاريخ انه هو من سقاهم كاس الذلة وسقاهم الموت: كل قتلة الإمام الحسين{ع} استجاب الله دعاءه على يد المختار واليك الروايات التي تمدحه..
*** يقول السيد الخوئي (قدس سره) بعد إيراده هذه الروايات التي جاء فيها اتهام المختار بالكذب وأنّه كان كيسانياً: هذه الروايات ضعيفة الاسناد جداً،و منهما فيها تهافت وتناقض المصدر: معجم رجال الحديث – للسيد الخوئي – ج19/ ص103.وقال السيد البروجردي في كتاب طرائف المقال «المختار بن أبي عبيد، فيه أحاديث مختلفة قادحة ومادحة والترجيح مع المادحة ويكفي في حقه أنّه كسر قوارير الكفر وقتل جماً خطيراً من بني أمية يبلغ إلى ثمانين ألف رجل كما في بعض الاحاديث» هذه اراء فقهاء امامية كبار .. اما الروايات التي حققوا فيها عن المختار اليك منها. ذكر السيد الخوئي (قدس سره) في معجمه، وهي:
الرواية الأولى:- ما ذكره الكشي: عن فلان وفلان الصادق{ع} قال: ما امتشطت فينا هاشميّة ولا اختضبت، حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين (ع) " .يقول الخوئي هذه الرواية صحيحة.
الرواية الثانية:- " عن أبي جعفر الباقر{ع} قال: لا تسبّوا المختار، فإنّه قتل قتلتنا، وطلب بثأرنا، وزوّج أراملنا، وقسم فينا المال على العسرة ".وقال الشيخ حسن العاملي في التحرير الطاووسي: هذا حديث حسن.
الرواية الثالثة:- " عن عبد الله بن شريك، قال: دخلنا على أبي جعفر (ع) يوم النحر وهو متكئ، وقد أرسل إلى الحلاق ليحلق راسه ، فدخل شيخ من أهل الكوفة تناول يده ليقبّلها فمنعه ثم قال: من أنت؟ قال: أنا الحكم بن المختار بن أبي عبيدة الثقفي: وكان بعيدا عن أبي جعفر (ع) - فمد يده إليه حتى يقعده الى جنبه بعد ان منعه تقبيل يده، ثم قال: أصلحك الله إنّ الناس قد أكثروا في أبي قالوا والقول والله قولك، قال الامام: وأيّ شئ يقولون؟ قال: يقولون كذّاب، ولا تأمرني بشئ إلا قبلته. فقال: سبحان الله أخبرني أبي والله إنّ مهر أمّي كان مما بعث به المختار!!، أو لم يبن دورنا، وقتل قاتلينا، وطلب بد مائنا؟ رحمه الله،.. واستأنف كلامه : رحم الله أباك رحم الله أباك، ما ترك لنا حقا عند أحد إلا طلبه، قتل قتلتنا، وطلب بدمائنا ". ونحن لا نقول الا قول الامام رحم الله المختار..
الرواية الرابعة:-عن الأصبغ بم نباته: قال: رأيت المختار على فخذ أمير المؤمنين (ع) وهو يمسح رأسه ويقول: يا كيس يا كيس ". ووما تذكره الروايات لمّا أتي برأس عبيد الله بن زياد، ورأس عمر بن سعد، قال: فخر الامام زين العابدين{ع} ساجداً وقال: الحمد لله الذي أدرك لي ثاري من أعدائي، وجزى الله المختار خيراً " هذا يبين إنّ الإمام السجاد (ع) كان راضياً بتلك الثورة التي قادها المختار الثقفي الّا أنّه لم يكن داعياً إليها ولا داعما لها ولم يُعلم رضاه إلّا من خلال محمد بن الحنفية، دلّ على ذلك رواية ابن نما الحلّي، حيث قال: وقد رويت عن والدي إنّ ابن الحنفية قال لهم قوموا بنا الى إمامي وإمامكم علي بن الحسين (عليهما السلام) فلما دخلوا عليه واخبره الخبر قال: (يا عم لو ان عبداً زنجياً تعصب لنا أهل البيت لوجب على الناس موازرته وقد وليتك هذا الامر فاصنع ما شئت) فخرجوا وهم يقولون اذن لنا زين العابدين ومحمد بن الحنفية.هذه الرواية واضحة الدلالة على قبول الإمام زين العابدين (ع) بثورة المختار.
((**)) التربة الحسينية: سيرة النبي( ص) كانت السجود على الأرض ـ التراب ـ أو ما ينبُت منه كالحصير ، و كان يَحُثُّ الآخرين عليه ، كما أن سيرة المسلمين في عهد الرسول كانت السجود على أرض المسجد المفروشة بالحصى ، و كان المسلمون يحرصون على السجود على حصى المسجد رغم شدة حرارتها مما يؤكد ضرورة السجود على الأرض . قال رسول الله ( ص) : " جعلت لي الأرض مسجداً وترابها طهوراً ، أينما أدركتني الصلاة صلّيت"..الأصل في السجود أن يكون على الأرض الطاهرة لا على غيرها . و الشيعة تلتزم بالسجود على الأرض و التراب و تُفضَّل التربة الطاهرة لأرض كربلاء المقدسة لما إكتسبت هذه التربة من الشرف و العلو بسبب إنتسابها الى الحسين بن علي (ع)لما لهذه التربة من منزلة رفيعة لدى أهل البيت (ع) لاجتماع كافة الشروط التي يجب توافرها في مسجد الجبهة من طهارة و إباحة . و قد أبدى الرسول ( ص) إهتماماً كبيراً بهذه التربة الطاهرة ، فقد روى الحاكم النيسابوري ، عن ام سلمة رضي الله عنها أن رسول الله{ص} اضطجع ذات ليلة ثم استيقظ وهو حائر ثم اضطجع فاستيقظ و في يده تربة حمراء يُقَبِّلُها ، فقلت له ما هذه التربة يا رسول الله ؟ قال : " أخبرني جبرئيل (ع) أنّ ولدي الحسين يُقتل بأرض العراق فقلت : أرني تربة الارض التي يقتل بها ، فهذه تربتها .قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين [ البخاري و مسلم ] .وعشرات المصادر من جمهور المسلمين ومصادرهم تؤيد هذه الرواية..
*** أول من سجد على التربة الحسينية هو الإمام زين العابدين {ع} لما رجع من اسر الشام الى كربلاء .. اخذ ترابا من قبر ابيه ووضعه في خريطه وكان في كل فرض صلاة يخرج المنديل الذي فيه تراب ويسجد عليه. ولما سأله اصحابه عن التراب قال هذا تراب قبر ابي الحسين. السجود عليه والدعاء يخترق الحجب السبعة .وكان الامام الصادق ( ع) لا يسجد إلا على تربة الحسين{ع} تذللاً لله و إستكانة إليه. ومعروف ان من امر بالسجود على السجاد هو معاوية بن ابي سفيان.
*** موقفه قال ابن نما: دخل زين العابدين{ع}وجماعته دار الرسول فرآها مقفرة خالية من سكّانها تعيش بأحزانها قد ساورها الخطب الهائل وأطلّت عليها المنايا والرزايا وهي موحشة العرصات لفقد السادات..عن أبي عبد الله{ع} قال: بكى عليّ بن الحسين على أبيه حسين بن عليّ عليهما السلام أربعين سنة ، وما وَضع بين يديه طعاماً إلّا بكى على الحسين، حتّى قال له مولى له: جعلت فداك يا بن رسول الله، إنّي أخاف عليك أن تكون من الهالكين، قال: إنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله، وأعلم من الله ما لا تعلمون، إنّي لم أذكر مصرع بني فاطمة إلّا خنقتني العبرة لذلك.وكان يميل إلى ولد عقيل، فقيل له: ما بالك تميل إلى بني عمّك هؤلاء دون آل جعفر، فقال: إنّي أذكر يومهم مع أبي عبد الله الحسين بن عليّ{ع} فأرقّ لهم. وكان إذا أخذ إناءً يشرب ماءً بكى، حتّى يملأه دمعاً، فقيل له في ذلك فقال: وكيف لا أبكي؟ وقد منع أبي من الماء الذي كان مطلقاً للسباع والوحوش.
_ دخل عليه يوماً أبو حمزة الثماليّ فوجده حزيناً كئيباً, فقال له يا بن رسول الله, أما آن لحزنك أن ينقضي ولبكائك أن يقلّ؟ سيّدي إنّ القتل لكم عادة وكرامتكم من الله الشهادة, فما هذا البكاء؟ فالتفت إليه الإمام وقال: شكر الله سعيك يا أبا حمزة, هل رأت عيناك أو سمعت أذناك أنّ علويّة سُبيت لنا قبل يوم عاشوراء؟ قتل الرجال لنا عادة, ولكن هل سبي النساء لنا عادة؟ هل حرق الخيام لنا عادة؟ والله يا أبا حمزة ما نظرت إلى عمّاتي وأخواتي إلّا وذكرت فرارهنّ يوم عاشوراء من خيمة إلى خيمة ومن خباء إلى خباء ومنادي القوم ينادي، أحرقوا بيوت الظالمين وهنّ يلذن بعضهنّ ببعض وينادين: واجدّاه وا محمّداه..// قلبي يبو حمزة تراه تفطّر وذاب / مثل المصيبه اللي دهتني محّد انصاب/ذيج البدور اللي ابمنازلهم يزهرون/ والليل كله من العبادة ما يفترون / سبعة وعشرة عاينتهم كلهم اغصون/ فوق الوطية مطرّحين بحرّ التراب //وأعظم مصيبة زيّدت حزني عليّه// شاهدت جسم حسين تحت الاعوجية/ كلبي انكسر من ركبوا زينب مطية / ضلت تنادي بكربلاء محد لها جاب..ما نكست راسي لاجل فقد الأماجيد/ ما گصروا بالغاضريّة زلزلوا البيد/ لكن نكّس راسي دخول زينب مجلس ايزيد/هذا اللي هضمني والقلب من شوفته انعاب..
https://telegram.me/buratha