الصفحة الإسلامية

اشارات قرآنية من مسند الامام المجتبى الحسن للعطاردي (ح 3)


الدكتور فاضل حسن شريف

عن کتاب مسند الإمام المجتبى أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام للمؤلف عزيز الله عطاردي: جاء في باب رطب الجنة: قال المجلسي، وجدت في بعض مؤلفات اصحابنا أنه روى مرسلا عن جماعة من الصحابة قالوا: دخل النبي صلى اللّه عليه و آله دار فاطمة عليها السلام فقال: يا فاطمة إنّ أباك اليوم ضيفك فقالت عليها السلام: يا ابت إن الحسن و الحسين يطالباني بشي‌ء من الزاد فلم أجد لهما شيئا يقتاتان به ثم ان النبي صلى اللّه عليه و آله دخل و جلس مع عليّ و الحسن و الحسين، و فاطمة: و فاطمة متحيرة ما تدري كيف تصنع، ثم إن النبي صلى اللّه عليه و آله نظر الى السماء ساعة و اذا بجبرئيل عليه السلام قد نزل، و قال: يا محمد العلي الاعلى يقرئك السلام و يخصّك بالتحية و الاكرام، و يقول لك قل لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين: أي شي‌ء يشتهون من فواكه الجنة؟ فقال النبي صلى اللّه عليه و آله يا علي و يا فاطمة و يا حسن و يا حسين إنّ ربّ العزة علم أنكم جياع، فاي شي‌ء تشتهون من فواكه الجنة، فأمسكوا عن الكلام و لم يردّوا جوابا حياء من النبي صلى اللّه عليه و آله، فقال الحسين عليه السلام عن اذنك يا أباه، يا أمير المؤمنين، و عن اذنك يا امّاه يا سيدة نساء العالمين، و عن اذنك يا أخاه الحسن الزكي اختار لكم شيئا من فواكه الجنة فقالوا جميعا: قل يا حسين ما شئت فقد رضينا بما تختاره لنا فقال: يا رسول اللّه قل لجبرئيل انا نشتهي رطبا جنيا. فقال النبي صلى اللّه عليه و آله: قد علم اللّه ذلك ثم قال: يا فاطمة قومي و ادخلي البيت و احضري إلينا ما فيه، فدخلت فرأت فيه طبقا من البلّور، مغطّى بمنديل من السندس الأخضر، و فيه رطب جني في غير أوانه فقال النبي: يا فاطمة أَنَّى لَكِ هذا؟ "قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ" (ال عمران 37)‌ كما قالت مريم بنت عمران. فقام النبي صلى اللّه عليه و آله و تناوله و قدّمه بين أيديهم ثم قال: بسم اللّه الرحمن الرحيم ثم أخذ رطبة واحدة فوضعها في فم الحسين عليه السلام. فقال: هنيئا مريئا لك يا حسين، ثم أخذ رطبة فوضعها في فم الحسن‌ عليه السلام فقال هنيئا مريئا يا حسن، ثم أخذ رطبة ثالثة فوضعها في فم فاطمة الزهراء عليها السلام و قال لها: هنيئا مريئا لك يا فاطمة الزهراء، ثم أخذ رطبة رابعة فوضعها في فم عليّ عليه السلام و قال: هنيئا مريئا لك يا علي. ثم ناول عليّا رطبة اخرى و النبي صلى اللّه عليه و آله يقول له: هنيئا مريئا لك يا علي ثم وثب النبي صلى اللّه عليه و آله قائما ثم جلس ثم أكلوا جميعا من ذلك الرطب فلمّا اكتفوا و شبعوا ارتفعت المائدة إلى السماء باذن اللّه تعالى.

قال أبو جعفر رحمه الله: فرجع ابن عباس إلى عليّ عليه‌ السلام، فأخبره، فدعا الحسن ابنه عليه السلام و عمّار بن ياسر، أرسلهما إلى الكوفة، فلمّا قدماها كان أوّل من أتاهما مسروق بن الأجدع، فسلّم عليهما، و أقبل على عمّار، فقال: يا أبا اليقظان، على م قتلتم أمير المؤمنين؟ قال: على شتم أعراضنا، و ضرب أبشارنا قال: فو اللّه ما عاقبتم بمثل ما عوقبتم به و لئن صبرتم لكان خيرا للصابرين. ثمّ خرج أبو موسى، فلقي الحسن عليه السلام، فضمّه إليه و قال لعمّار: يا أبا اليقظان، أغدوت فيمن غدا على أمير المؤمنين و أحللت نفسك مع الفجار؟ قال: لم أفعل، و لم تسؤني؟ فقطع عليهما الحسن، و قال لأبي موسى: يا أبا موسى، لم تثبّط الناس عنّا، فو اللّه ما أردنا إلا الإصلاح، و ما مثل أمير المؤمنين يخاف على شي‌ء، قال أبو موسى: صدقت بأبي و امّي و لكنّ المستشار مؤتمن، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول: ستكون فتنة و ذكر تمام الحديث. فغضب عمّار و ساءه ذلك، و قال: أيها الناس، إنّما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله ذلك له خاصّة، و قام رجل من بني تميم فقال لعمّار: اسكت أيها العبد أنت أمس مع الغوغاء و تسافه أميرنا اليوم، و ثار زيد بن صوحان و طبقته، فانتصروا لعمّار، و جعل أبو موسى يكفّ النّاس و يردعهم عن الفتنة، ثم انطلق حتى صعد المنبر، و أقبل زيد بن صوحان و معه كتاب من عائشة إليه خاصّة، و كتاب منها إلى أهل الكوفة عامّة، تثبّطهم عن نصرة عليّ، و تأمرهم بلزوم الأرض. و قال: أيها الناس، انظروا إلى هذه، أمرت أن تقرّ في بيتها، و أمرنا نحن أن نقاتل، حتى لا تكون فتنة، فأمرتنا بما أمرت به، و ركبت ما أمرنا به، فقام إليه شبث بن ربعي، فقال له: و ما أنت و ذلك أيها العماني الأحمق، سرقت أمس بجلولاء فقطعك اللّه و تسبّ أمّ المؤمنين فقام زيد، و شال يده المقطوعة و أومأ بيده إلى أبي موسى و هو على المنبر و قال له: يا عبد اللّه بن قيس، أ تردّ الفرات عن أمواجه دع عنك ما لست تدركه. ثم قرأ: "الم * أحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا" (العنكبوت 1-2)، ثم نادى: سيروا إلى أمير المؤمنين و صراط سيّد المرسلين و انفروا إليه أجمعين، و قام الحسن بن علي عليه السلام، فقال: أيها الناس، أجيبوا دعوة إمامكم، و سيروا إلى إخوانكم، فانه سيوجد لهذا الأمر من ينفر إليه، و اللّه لأن يليه اولو النهي أمثل في العاجلة، و خير في العاقبة، فأجيبوا دعوتنا، و أعينونا على أمرنا؛ أصلحكم اللّه.

قال الشيخ المفيد: دعا أمير المؤمنين عليه السلام الحسن ابنه و عمار بن ياسر و قيس بن سعد و بعثهم الى أبي موسى و كتب معهم من عبد اللّه علي أمير المؤمنين الى عبد اللّه بن قيس أما بعد يا ابن الحائك و اللّه اني كنت لا أرى بعدك من هذا الأمر الذي لم يجعلك اللّه له أهلا و لا جعل لك فيه نصيبا. قد بعثت لك الحسن و عمار أو قيسا، فاخل لهم المصر و أهله و اعتزل عملنا مذموما مدحورا، فان فعلت، و الّا أمرتهم أن ينابذوك على سواء، إن اللّه لا يحبّ الخائنين فان أظهروا عليك قطعوك إربا إربا، و السلام على من شكر النعم و رضي البيعة و عمل للّه رجاء العاقبة. و لما نزل الحسن عليه السلام و عمار و قيس الكوفة و معهم كتاب أمير المؤمنين عليه السلام، قام فيهم الحسن فقال: أيها الناس قد كان من أمير المؤمنين عليه السلام ما يكفيكم جملته، و قد أتيناكم مستنفرين لكم، لأنكم جبهة الأنصار و سنام العرب و قد نقض طلحة و الزبير بيعتهما و خرجا بعائشة و هي من النساء و ضعف رأيهنّ. كما قال اللّه تعالى: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء" (النساء 34)، أما و اللّه لئن لم تنصروه لينصرنه اللّه يتبعه من المهاجرين و الأنصار و سائر الناس، فانصروا ربكم ينصركم. ثم قام عمار و خطب خطبة طويلة، ثم نزل، فصعد الحسن بن علي عليهما السلام على المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه و ذكر جدّه فصلّى عليه و ذكر فضل أبيه و سابقته و قرابته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و أنه أولى بالأمر من غيره، ثم قال: معاشر الناس إنّ طلحة و الزبير بايعا عليّا طائعين غير مكرهين، ثم نفرا و نكثا بيعتهما له، فطوبى لمن خفّ في مجاهدة من جاهده، فان الجهاد معه كالجهاد مع النبي صلى اللّه عليه و آله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك