الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في موقع شبكة فجر الثقافية عن الاختلاف والوحدة في نظر القرآن الكريم للسيد محمد باقر الحكيم: الاختلاف بسبب الفساد في الأرض: وفي تطور آخر إلى جانب الاختلاف العقائدي بدأ سبب آخر للاختلاف ينطلق من الهوى أيضاً، وهو: الاختلاف بسبب الجهل والطغيان، وتحول بعض الممارسات السلوكية إلى عادات ثابتة، أو تقاليد مقدسة لوراثتها عن الآباء والأجداد، وبفعل الاجتهادات والتغيرات القائمة على الهوى والأغراض الشخصية أو الظنون والأوهام، الأمر الذي أدى إلى انقسام الناس إلى جماعات متعصبة وأحزاب متفرقة يقتل بعضهم البعض الآخر ويشرده من دياره، أو يستعبده ويستغله من أجل مصالحه وحاجاته وإرضاء لرغباته. وقد وردت آيات كثير في سور متعددة بهذا الصدد منها "إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ" (الصافات 69)، وهناك المئات من الآيات الكريمة التي تناولت معالم الفساد والانحراف في العقائد والسلوك والاجتهادات، وتحدثت عن مفردات الهوى وزخارف الدنيا وآثارها في الحياة الإنسانية.
جاء في علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: تعرضت المعرفة التفسيرية إلى نقطة ضعف مهمة نتيجة لهذه البساطة في الشعور بالمسؤولية وعدم التقدير الواعي لظروف الحماية وأساليبها، حيث نجد المرحلة تعتمد بشكل رئيس على أقوال أهل الكتاب ونظرياتهم. وقد وقع بعض الصحابة نتيجة لهذا الاعتماد في مفارقات فكرية وعقيدية تختلف عن الاتجاهات الاسلامية الصحيحة، فهناك كثير من الأفكار الإسرائيلية عن الأنبياء وعالم الآخرة والملائكة أضيفت إلى القرآن الكريم نتيجة هذا الربط التفسيري بين الوقائع التي تسردها الكتب المعادية، والوقائع التي يشير إليها القرآن الكريم لاستخلاص العبرة والموعظة منها. والشواهد على هذه المفارقات في النصوص التفسيرية الصحيحة المأثورة عن الصحابة كثيرة. عن أبي هريرة رفعه: لم يكذب إبراهيم الا في ثلاث منها قوله: "اني سقيم" (الصافات 89) ولم يكن سقيما. ولا يمكننا الا ان ننسب هذا الحديث إلى الإسرائيليات لما فيه من اتهام إبراهيم بالكذب على هذه الصورة المشينة، خصوصا إذا أخذنا بنظر الاعتبار عدم ورود قصة ادعاء إبراهيم ان سارة أخته في القرآن الكريم مع وجود تفسير واضح لكل من الحادثتين الأخريين لا يتسم بالكذب.
جاء في كتاب القصص القرآنى للسيد محمد باقر الحكيم: قرر إبراهيم الهجرة- مع من آمن معه من بلاده إلى الأرض المقدسة المباركة ليدعو إلى اللّه تعالى، و ذلك إمّا لوجود فرصة أفضل للدعوة إلى اللّه تعالى و إبلاغ رسالته، كما قد يفهم ذلك من قوله تعالى: "وَ قالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ" (الصافات 99). أو أنّ اللّه أنجاه من القوم الكافرين بقرار من الملك بنفيه إلى الأرض المباركة، كما تنص على ذلك بعض الروايات. و نلاحظ في هذه المرحلة الامور التالية: 1- أنّ إبراهيم عليه السّلام قد اتبع في دعوته إلى قومه سبيل الحكمة و الموعظة الحسنة و التدرج في إبلاغ الدعوة، و استخدم في ذلك العقل و المنطق السليم و مخاطبة الوجدان. و بدأ بأهله و عشيرته، ثمّ بالناس عموما حتى انتهى الأمر به إلى مجادلة الملك نفسه. 2- أنّ إبراهيم عليه السّلام لم يؤمن له أحد من قومه إلّا لوط- كما يصرّح القرآن الكريم باسمه- و زوجته سارة التي كان قد تزوّج بها قبل هجرته، كما تشير الآيات الدالة على سؤاله من ربّه أن يهب له الذرية الصالحة. و كما تؤكّد ذلك بعض الروايات. هذا كلّه رغما عمّا بذله إبراهيم من عناء و تعب و جهود في سبيل إبلاغ الدعوة. 3- أنّ إبراهيم كان يتبع اسلوب التخطيط في المواجهة مع الشجاعة الفائقة، و الصبر و التوكل على اللّه تعالى، و تحمل المسئولية بمفرده، و تحمل نتائجها مهما كانت، و الاستقامة على الموقف مهما كانت الظروف. 4- البراءة المطلقة من الكافرين حتى لو كانوا أقرب الناس إليه، و لذا كان إبراهيم قدوة لكلّ المؤمنين بالرسالات الإلهيّة الخاتمة.
جاء في رسالة التقريب للشهيد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره: الطوفان وآثاره ونتائجه: وعندما فار التنور أمر الله تعالى نوحاً عليه السلام أن يحمل في الفلك أهله إلا من استثنى منهم، وممن سبق القول من الله تعالى في إهلاكهم كزوجته، وجميع المؤمنين ممن آمن معه، وهم قليل، وكذلك من كل الحيوانات من كل زوجين اثنين ذكراً وأنثى. فلما حملهم نوح عليه السلام في السفينة وركبوا فيها فتح الله سبحانه أبواب السماء بماء منهمر وفجر الأرض عيونا، فالتقى الماء من السماء والأرض على أمر قد قدر، وأصبحت السفينة تجري بهم في موج كالجبال ولم يكن هناك شيء من الجبال أو المرتفعات مما يعصم الإنسان عن أرم الله بالغرق. فأخذ الناس الطوفان وهم ظالمون. ثم إن نوحاً وجد ابنه قد انعزل عنه ولم يركب في السفينة، فناداه: يا بني أركب معنا ولا تكن مع الكافرين، قال ابنه: سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال له نوح: لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم الله منهم، وهم أولئك الذين ركبوا السفينة، ثم حال الموج بينه وبني ابنه، فكان ولده من المغرقين. قضاء الأمر ونزوله ومن معه إلى الأرض: فلما عم الطوفان وأغرق الناس "وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ" (الصافات 77) أمر الله الأرض أن تبلع ماءها والسماء أن تقلع وغيض الماء واستوت السفينة على جبل الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين، وأوحي إلى نوح عليه السلام أن أهبط إلى الأرض بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك فلا يأخذهم بعد هذا طوفان عام، ومنهم أمم سيمتعهم الله بأمتعة الحياة ثم يمسم عذاب أليم، فخرج هو ومن معه ونزلوا الأرض يعبدون الله بالتوحيد والإسلام، وتوارثت ذريته - عليه السلام - الأرض وجعل الله ذريته هم الباقين (سورتا هود والصافات). قصة ابن نوح الغريق: ولم يكن نوح عليهم السلام يعلم من ابنه إبطان الكفر كما كان يعلم ذلك من امرأته، فكان غرقه مفاجأة له، وحزن لذلك، ولو كان علم ذلك لم يفاجأ ولم يحزنه أمره.
https://telegram.me/buratha