الصفحة الإسلامية

علاقتها بجدها المصطفى من كتاب زينب الكبرى للشيخ النقدي (ح 3)


الدكتور فاضل حسن شريف

وعن فضائلها و مناقبها عليها السّلام‌ يقول الشيخ جعفر النقدي في كتابه زينب الكبرى: قال شهاب الدين بن حجر في الاصابة زينب بنت علي بن ابي طالب‌ ابن عبد المطلب الهاشمية سبطة رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم أمها فاطمة الزهراء قال ابن الاثير انها ولدت في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم و كانت عاقلة لبيبة جزلة زوجها أبوها ابن أخيه عبد اللّه بن جعفر فولدت له أولادا و كانت مع أخيها لما قتل فحملت الى دمشق و حضرت عند يزيد بن معاوية. و عن الحافظ) جلال الدين السيوطي في رسالته الزينبية ولدت زينب في حياة جدها رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم و كانت لبيبة جزلة عاقلة لها قوة جنان فان الحسن ولد قبل وفاة جده بثمان سنين و الحسين بسبع سنين و زينب الكبرى بخمس سنين. و قال) الفاضل الاديب حسن قاسم في كتابه السيدة (زينب) ، السيدة الطاهرة الزكية زينب بنت الامام علي بن ابي طالب ابن عم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم و شقيقة ريحانتيه لها أشرف نسب و أجل حسب و أكمل نفس و أطهر قلب فكأنها صيغت في قالب ضمخ بعطر الفضائل فالمستجلي آثارها يتمثل‌ أمام عينيه رمز الحق، رمز الفضيلة، رمز الشجاعة، رمز المروءة و فصاحة اللسان، قوة الجنان، مثال الزهد و الورع، مثال العفاف و الشهامة، إن في ذلك لعبرة.. قال) العلامة الاجل السيد هبة الدين الشهرستانى سلمه اللّه في كتاب نهضة الحسين المطبوع‌ لزينب اخت الحسين عليه السلام شأن مهم و دور كبير النطاق في قضية الحسين عليه السلام (و في نساء العرب) نوادر امثالها ممن قمن في مساعدة الرجال و شاركنهم في تاريخهم المجيد و قد صحبت زينب أخاها في سفره الخطير صحبة من تقصد ان تشاطره في خدمة الدين و ترويج أمره، فكانت تدبر بيمناها ضيافة الرجال و باليسرى حوائج الاطفال و ذاك بنشاط لا يوصف، و المرأة قد تقوم باعمال يعجز عنها الرجل و لكن مادام منها القلب في ارتياح و نشاط أما لو تصدع قلبها او جرحت منها العواطف فتراها زجاجة اوارق و كسرها لا يجبر، و لذلك اوصى بهن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اذ قال ارفق بالقوارير فجعلهن كزجاج القوارير يحتاج الى لطف المداراة، فكانت ابنة علي عليه السلام قائمة بمهمات رحل الحسين عليه السلام. صرخت اخت الحسين عليه السلام نادبة أخاها و تمثل لديها ما يجري عليها و على اهله و رحله بعد قتله و قالت (اليوم مات جدي و أبي و أمي و أخي) ثم خرجت مغشية عليها اذ غابت عن نفسها و لم تعد تملك اختيارها فاخذ أخوها الحسين عليه السلام رأسها في حجره يرش على وجهها من مدامعه حتى أفاقت و سعد بصرها بنظرة من شقيقها الحسين عليه السلام و أخذ يسليها (و بعض التسلية تورية) فقال (يا أختاه ان أهل الارض يموتون و أهل السماء لا يبقون فلا يبقى الا وجهه و قد مات جدي و أبي و أمي و أخي و هم خير مني فلا يذهبن بحلمك الشيطان).

ويستطرد الشيخ جعفر النقدي رحمه الله عن فضائل ومناقب السيدة زينب عليها السلام: قال محمد علي احمد المصري في رسالته التي طبعها بمصر: السيدة زينب رضى اللّه تعالى عنها هي ابنت سيدي الامام علي كرم اللّه وجهه و ابنة السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هي من اجل اهل البيت حسبا و أعلاهم نسبا، خيرة السيدات الطاهرات، و من فضليات النساء، و جليلات العقائل، التي فاقت الفوارس في الشجاعة، و اتخذت طول حياتها تقوى اللّه بضاعة، و كان لسانها الرطب بذكر اللّه على الظالمين عضبا، و لا هل الحق عينا معينا، كريمة الدارين، و شقيقة الحسنين بنت البتول الزهراء، التي فضلها اللّه على النساء و جعلها عند اهل العزم ام العزائم، و عند اهل الجود و الكرم ام هاشم، (الى ان قال) ولدت رضي اللّه عنها سنة خمس من الهجرة النبوية اي قبل وفاة جدها صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بخمس سنين، فسر بمولدها اهل بيت النبوة اجمعين و نشأة حسنة كاملة فاضلة عالمة من شجرة اصلها ثابت و فرعها في السماء، و كانت على جانب عظيم من الحلم و العلم و مكارم الاخلاق، ذات فصاحة و بلاغة يفيض من يدها عيون الجود و الكرم، و قد جمعت بين جمال الطلعة و جمال الطوية حتى انها اشتهرت في بيت النبوة، و لقبت بصاحبة الشورى، و كفاها فخرا انها فرع من شجرة اهل بيت النبوة الذين مدحهم اللّه تعالى في كتابه العزيز.

وعن علمها و فضلها عليها السلام و معرفتها باللّه تعالى‌ يقول الشيخ النقدي في كتابه زينب الكبرى: العلم من أفضل السجايا الانسانية، و أشرف الصفات البشرية، به اكمل اللّه انبيائه المرسلين، و رفع درجات عباده المخلصين، قال تعالى‌ "يَرْفَعِ اَللََّهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْعِلْمَ دَرَجََاتٍ" (المجادلة 11) و قرن اهل العلم بنفسه و بملائكته في آية أخرى فقال جل شأنه‌ "شَهِدَ اَللََّهُ أَنَّهُ لاََ إِلََهَ إِلاََّ هُوَ وَ اَلْمَلاََئِكَةُ وَ أُولُوا اَلْعِلْمِ قََائِماً بِالْقِسْطِ" (ال عمران 18) و قال تعالى‌ "هَلْ يَسْتَوِي اَلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ اَلَّذِينَ لاََ يَعْلَمُونَ" و انما صار العلم بهذه المثابة لانه يوصل صاحبه الى معرفة الحقائق، و يكون سببا لتوفيقه في نيل رضاء الخالق، و لذلك لما سئل رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم عن رجلين احدهما عالم و الآخر عابد فقال صلى الله عليه وآله وسلم (فضل العالم على العابد كفضلي على ادناكم رجلا) و كان صلى الله عليه وآله وسلم و الائمة من اهل بيته عليهم السلام يحثون الامة على طلب العلم و كانوا يغذون اطفالهم العلم كما يغذونهم اللبن. أما زينب المتربية في مدينة العلم النبوي، المعتكفة بعده ببابها العلوي المتعذية بلبانه من أمها الصديقة الطاهرة سلام اللّه عليها، و قد طوت عمرا من الدهر مع الامامين السبطين يزقانها العلم زقا، فهي من عياب علم آل محمد عليهم السّلام و علب فضائلهم، التي اعترف بها عدوهم الالد (يزيد الطاغية) بقوله في الامام السجاد عليه السلام (إنه من أهل بيت زقوا العلم زقا) و قد نص لها بهذه الكلمة ابن أخيها علي بن الحسين عليه السلام (أنت بحمد اللّه عالمة غير معلمة و فهمة غير مفهمة)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك