الدكتور فاضل حسن شريف
1226- قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما مر بقبر دفن فيه بالأمس إنسان وأهله يبكون: لركعتان خفيفتان مما تحتقرون أحب إلى صاحب هذا القبر من دنياكم كلها .
1227- جاء في کتاب الحديث النبوي بين الرواية والدراية للشيخ جعفر السبحاني: أخرج أبو داود ،عن محمد، قال: قال حذيفة: ما أحد من الناس تدركه الفتنة إلاّ أنا اخافها عليه إلاّمحمد بن مسلمة، فانّي سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لا تضرك الفتنة. أقول: إنّ التاريخ الصحيح لا يصدق الرواية، فإنّ محمد بن مسلمة تخلّف عن بيعة أمير الموَمنين علي عليه السلام بعد أن تدافع إليها المسلمون و في طليعتهم بقايا المهاجرين وجموع الاَنصار ، وقعد عن نصرة الاِمام في معارك الجمل و صفين والنهروان وبقي في المدينة، فالرجل سقط في الفتنة، "أَلا فِي الفِتْنَةِ سَقَطُوا" (التوبة 49). وأغلب الظن انّ الرواية حيكت لاَجل إراءة انّ قيام الاِمام علي عليه السلام ضد الناكثين والقاسطين والمارقين كان فتنة، وقد دخل في هذه الفتنة وجوه المهاجرين والاَنصار، لاَنّهم لم يكونوا مصونين عنها، ولم يدخلها محمد بن مسلمة وجلس في بيته لاَنّه كان مصوناً عنها بنص النبي صلى الله عليه وآله وسلم . ولعمر الحق، لو كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بصدد انقاذ محمد بن مسلمة وغيره من أصحابه، كان عليه أن يحدد الفتنة موضوعاً ومحمولاً، والآثار الوخيمة المترتبة عليها، حتى يتبيّن الحق لطلابه، ولا يقع فيها جمهور المهاجرين والاَنصار عن عمد أو غفلة، والظاهر انّ هذه الرواية نظير ما رواه أبو موسى الاَشعري عندما اعتذر عن المشاركة في الاَحداث الواقعة بعد مقتل عثمان، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (ما بين أيديكم فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها موَمناً ويمسي كافراً، ويمسي موَمناً ويصبح كافراً، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي). قالوا: فما تأمرنا، قال: (كونوا أحلاس بيوتكم). ومعنى ذلك انّ ما خاض فيه عليّ عليه السلام من الحروب الطاحنة ضد الناكثين والقاسطين والمارقين، كان فتنة، واللازم هو اجتنابها وهل يمكن لمسلم واع أن ينسب علياً إلى إثارة الفتنة مع انّعلياً بنص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع الحق، والحقّ معه حيث ما دار؟
1228- يقول صلى الله عليه وآله وسلم (إذا أتى أحدكم مجلسا فليجلس حيث ما انتهى به مجلسه)
1229- أخرج مسلم في صحيحه، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: قال أبو مسعود البدريّ: كنت أضرب غلاماً لي بالسّوط، فسمعت صوتاً من خلفي: إعلم أبا مسعود، فلم أفهم الصوت من الغضب، قال: فلمّا دنا منّي إذا هو رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا هو يقول: اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود، قال: فألقيت السّوط من يدي، فقال: اعلم أبا مسعود انّاللّه أقدر عليك منك على هذا الغلام. قال: فقلت: لا أضرب مملوكاً بعده أبداً.
1230- جاء في كتاب الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني للمؤلف عدي جواد علي الحجار: قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (المائدة 54). حيث يفاد أنها نزلت في أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام , لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال بحقه يوم خيبر: (لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله), وأشار الرازي إلى هذا في جملة ما يوجّه به سبب النزول, قائلاً: (أنه عليه السلام لما دفع الراية إلى علي عليه السلام يوم خيبر قال: لأدفعن الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وهذا هو الصفة المذكورة في الآية), فأمكن الإفادة من هذا الحديث وجهاً تفسيرياً ينفع في تطبيق الآية على مصداقها, مع النظر إلى ظرف النزول وما إلى ذلك مما يعين المفسر على استكشاف المراد وهذا الحديث انطبقت عليه موازين الصحة إذ روي في معتمدات المجامع الحديثية عند المسلمين عموماً.
1231- روى الإمام أحمد في مسنده: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن الحكم قال : سمعت ابن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا أو عرفنا كيف السلام عليك ، فكيف الصلاة ؟ فقال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
1232- عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: (أبى الله لصاحب الخلق السيّىء بالتوبة، فقيل: يا رسول الله، وكيف ذلك؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: لأنّه إذا تاب من ذنب وقع في أعظم منه)
1233- عن النّبيّ صلى الله عليه وآله قال: (ما من إنسان إلا وفي رأسه عرق من الجذام فيبعث اللّه عليه الزّكام فيذيبه وإذا وجد أحدكم فليدعه ولا يداويه حتّى يكون اللّه يداويه)
1234- عن سماحة الشيخ محمّد صنقور: عن عبد الله بن عمر قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بُعثتُ بين يدي الساعة بالسيفِ حتى يُعبدَ اللهُ وحده لا شريك له، وجُعل رزقي تحت ظلِّ رمحي). وإذا كان المقصود من الحديث أنَّ الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بُعث لإلجاء الناس وقهرهم وقسْرِهم على الإيمان بالتوحيد بواسطة السيف فهذا المعنى منافٍ للقرآن الكريم، وكلُّ حديثٍ منافٍ للقرآن فهو مكذوب فيجبُ طرحُه وإلقاؤه عرضَ الجدار كما نصَّت على ذلك الروايات المتواترة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام. الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بُعث للدعوة إلى التوحيد بالحكمة والموعظة الحسنة: فالقرآن المجيد صريحٌ في أنَّ الرسولَ الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بُعث للدعوة إلى التوحيد بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن كما قال تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (النحل 125) وقال تعالى: "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ" (المؤمنون 96) وقال تعالى: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ" (فصلت 33-35) فالوسيلةُ التي أُمرَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم باعتمادها في الدعوة إلى الله تعالى هي الدفع بالتي هي أحسن، فهذه الوسيلة هي التي تصيِّر من العدو إذا كان من الأسوياء وليَّاً وصديقاً حميماً.
1235- أخرج أحمد في مسنده، عن أبي عمرو الشيباني، عن أبي مسعود الاَنصاري، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنّي أُبدع بي فاحملني، فقال: ما عندي، فقال رجل: يا رسول اللّه أنا أدُلّه على من يحمله. فقال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: من دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله.
1236- قال النبي صلى الله عليه وآله: (تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده عليه ويسأله كيف أنت، كيف أصبحت، وكيف أمسيت، وتمام تحيتكم المصافحة)
1237- عن رسول الله صلى الله عليه واله: (لا يأتي على الميت ساعة أشدّ من أول ليلة، فارحموا موتاكم بالصدقة، فإن لم تجدوا فليصلِّ أحدكم ركعتين، يقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب مرّة وآية الكرسي مرة وقل هو الله أحد مرتين، وفي الثانية بفاتحة الكتاب مرّة وألهاكم التكاثر عشر مرات ويسلم، ويقول: اللهم صلّ على محمد وآل محمد وأبعث ثوابهما إلى قبر ذلك الميت فلان ابن فلان، فيبعث الله من ساعته ألف ملك إلى قبره، مع كلّ ملك ثوب وحلّة، ويوسع في قبره من الضيق إلى يوم ينفخ في الصور)
1238- يروى ان احد المشركين وكان يدعى غورث بن الحارث يعني الجائع راى النبي الاكرم صلى الله وعليه وآله مستلقيا تحت شجرة فوصل عنده ووقف عند رأسه وشهر سيفه وقال له: من ينقذك مني يا محمد؟فأجابه النبي صلى الله وعليه وآله (الله) وقفز من مكانه حتى انزلقت قدم غورث وسقط السيف من يده، فسارع النبي صلى الله وعليه وآله الى السيف ورفعه بوجهه وقال له (الان من ينقذك مني؟) فأبدى ندمه وقال للنبي صلى الله وعليه وآله إحسانك يا محمد صلى الله وعليه وآله فتنح النبي صلى الله وعليه وآله جانبا وعفى عنه، فأسلم غورث على يديه ثم عاد الى قومه يقول لهم لقد عدت من افضل خلق الله،
1239- روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: من قرأ سورة الشمس فكأنما تصدق بكل شيئ أشرقت عليه الشمس والقمر.
1240- رُوي أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان مع بعض أصحابه يتحدَّث، فرأى لُمَّةً من الناس مجتمعة، فقال: (مابالُهم مجتمعون؟ فقيل له: يحفرون قبراً يضعون فيه ميتاً، فأسرع إلى تلك اللُّمة فوقف عند ذلك القبر، فلمَّا وُضع الميت في ذلك القبر جلس على شفير القبر جاثياً على ركبتيه، يقول الراوي وكنتُ مستقبلاً وجه رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أنظر إلى وجهه الكريم وأرى دموعه قد بلَّت شيبته الشريفة وهو يقول: لمثل هذا فاستعدوا، لمثل هذا فليعمل العاملون).
1241- حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَصْفَهَانِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى الْعَبْسِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السُّلَمِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: فِي عَلِيٍّ عليه السلام خِصَالٌ لَوْ كَانَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهَا فِي جَمِيعِ النَّاسِ لَاكْتَفَوْا بِهَا فَضْلًا مِنْهَا قَوْلُهُ صلى الله عليه وآله وسلم مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ وَ قَوْلُهُ عَلِيٌّ مِنِّي كَهَارُونَ مِنْ مُوسَى وَ قَوْلُهُ عَلِيٌّ مِنِّي وَ أَنَا مِنْهُ وَ قَوْلُهُ عَلِيٌّ مِنِّي كَنَفْسِي طَاعَتُهُ طَاعَتِي وَ مَعْصِيَتُهُ مَعْصِيَتِي وَ قَوْلُهُ صلى الله عليه وآله وسلم حَرْبُ عَلِيٍّ حَرْبُ اللَّهِ وَ سِلْمُ عَلِيٍّ سِلْمُ اللَّهِ وَ قَوْلُهُ وَلِيُّ عَلِيٍّ وَلِيُّ اللَّهِ وَ عَدُوُّ عَلِيٍّ عَدُوُّ اللَّهِ وَ قَوْلُهُ صلى الله عليه وآله وسلمعَلِيٌّ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى أَعْدَائِهِ وَ قَوْلُهُ صلى الله عليه وآله وسلم حُبُّ عَلِيٍّ إِيمَانٌ وَ بُغْضٌهٌ كُفْرٌ وَ قَوْلُهُ صلى الله عليه وآله وسلم حِزْبُ عَلِيٍّ حِزْبُ اللَّهِ وَ حِزْبُ أَعْدَائِهِ حِزْبُ الشَّيْطَانِ وَ قَوْلُهُ صلى الله عليه وآله وسلمعَلِيٌّ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ لَا يَفْتَرِقَانِ حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ وَ قَوْلُهُ صلى الله عليه وآله وسلمعَلِيٌّ قَاسِمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ قَوْلُهُ صلى الله عليه وآله وسلم مَنْ فَارَقَ عَلِيّاً فَقَدْ فَارَقَنِي وَ مَنْ فَارَقَنِي فَقَدْ فَارَقَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَوْلُهُ صلى الله عليه وآله وسلم شِيعَةُ عَلِيٍّ هُمُ الْفَائِزُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
1242- روي عن رسول الله صلى الله عليه واله: الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب إلى الله من قيام ألف ليلة يصلي في كل ليلة ألف ركعة .
1243- قال علي عليه السلام في خطبته القاصعة واصفا رسول الله صلى الله عليه وآله (وَلَقَدْ قَرَنَ اللهُ بِهِ صلّى الله عليه وآله مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ، يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ، وَمَحَاسِنَ أَخْلاٰقِ الْعَالَمِ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ. وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلاٰقِهِ عَلَماً وَيَأْمُرُنِي بِالْإِقْتِدَاءِ بِهِ).
1244- أخرج الحاكم عن أبي ذر: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها هلك.
1245- وفي المكارم، عن النبي صلى الله عليه وآله: أنه كان إذا شرب بدأ فسمى إلى أن قال: ويمص الماء مصا ولا يعبه عبا، ويقول: إن الكباد من العب.
1246- عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: بيَّ أُنذرتم وبعلي ابن ابي طالب اهتديتم، وقرأ "إنما أنت منذر ولكل قوم هاد" (الرعد 7) وبالحسن أُعطيتم الإحسان وبالحسين تُسعدون وبه تُشبثون، ألا وإن الحسين باب من أبواب الجنة، مَن عانده حرم الله عليه ريح الجنة.
1247- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما بنى في الإسلام بناء أحب إلى الله عز وجل، وأعز من التزويج.
1248- وبعد أن نصر الله المسلمين على اليهود انفجرت جراحة سعد بن معاذ ففاضت روحه، يقول الصادق عليه السلام: بلغ الخبرُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقام أصحابه معه، فأمر بأن يُغسَّل، فُغسِّل سعد وحنِّط وكُفِّن ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممسكٌ بعضادة باب المغتسل، فلما أن حُنِّط وكُفِّن وحُمل على سريره تبعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا حذاء ولا رداء، ثم كان يأخذ يمنةً تارة ويسرةً أخرى، يعني أنَّه تارة يذهب إلى يمين النعش وتارة إلى شمال النعش، حتى انتهى به إلى القبر فنزل رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه حتى لحَّده وسوَّى اللِبَن عليه، وجعل يقول ناولوني حجراً، ناولوني تراباً رطباً يسدُّ ما بين اللِبن، فلما أن فرغ وحُثي التراب عليه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما إنَّي أعلم أنه سيبَلى ويصلُ البِلى إليه، ولكنَّ الله يحب عبداً إذا عمِل عملاً أحكمه ، فلما سوَّى التراب، قالت أم سعد: يا سعد هنيئاً لك الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أم سعد لا تجزمي على ربَّك، فإنَّ سعداً قد أصابته ضمَّة.
1249- في تفسير أبي الفتوح نقلاً عن ميمونة زوجة النبي صلى الله عليه وآله عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: (خيار الرّجال من امّتي خيارهم لنسائهم، وخير النّساء من أمّتي خيرهنّ لأزواجهن).
1250- روي عن أبا ذر الغفاري أنه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين علي عليه السلام: يا علي عليه السلام: إذهب غداً وقت طلوع الشمس للبقيع وسلِـِّم على الشمس فقد أمرها *الله* أن تجيبك. فلما جاء اليوم الثاني، خرج أمير المؤمنين عليه السلام ومعه أبو بكر وعمر، ووقف عليه السلام وسط البقيع وسلِـّمَ على الشمس، فردت عليه: وعليك السلام يا أول، يا آخر، يا ظاهر، يا باطن، يا من هو بكل شيء عليم. فصُعِقوا مما سمعوه وتوجهوا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم مستنكرين ذلك فقال لهم صلى الله عليه وآله: صدقت الشمس، فهو أول من آمن بي، وهو آخر الناس عهداً بي، فهو الذي يغسِلني ويكفنني ويواريني قبري، وهو الذي أظهر علمي، وهو الذي أبطن سِري، وهو الأعلم بالحلال والحرام والسنن والفرائض.
https://telegram.me/buratha