الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب الفقاهة للسيد ابو القاسم الخوئي قدس سره: عن علي بن الحسين المرتضى في رسالة المحكم والمتشابه نقلا عن تفسير النعماني عن علي عليه السلام انه قال: فأما ما جاء في القرآن من ذكر معائش الخلق وأسبابها فقد أعلمنا سبحانه ذلك من خمسة أوجه وجه الاشارة الامارة، ووجه العمارة، ووجه الاجارة، ووجه التجارة، ووجه الصدقات. وأما وجه العمارة فقوله: "هو الذي انشأكم من الارض واستعمركم فيها" (هود 61)، فأعلمنا سبحانه قد أمرهم بالعمارة ليكون ذلك سببا لمعايشهم بما يخرج من الارض، من الحب والثمرات وما شاكل ذلك مما جعله الله تعالى معايش للخلق.
جاء في كتاب البيان في تفسير القرآن للسيد ابو القاسم الخوئي قدس سره: سؤال: إن القرآن مشتمل على المناقضة فلا يكون وحيا إلهيا ، وقد زعموا أن المناقضة وقعت في موردين. الجواب : إن لفظ اليوم قد يطلق ويراد منه بياض النهار. وقد يطلق ويراد منه بياض النهار مع ليله كما في قوله تعالى : "تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ" (هود 65). كما أن لفظ الليل قد يطلق ويراد به مدة مغيب الشمس واستتارها تحت الافق. وقد يطلق ويراد منه سواد الليل مع نهاره. واستعمال لفظي الليل والنهار في هذين المعنيين كثير جدا ، وقد استعملا في الايتين الكريمتين على المعنى الثاني مجموع بياض النهار وسواد النهار فلا مناقضة. وتوهم المناقضة يبتني على أن لفظي الليل والنهار قد استعملا على المعنى الاول. وما ذكرناه بين لا خفاء فيه، ولكن المتوهم كابر الحقيقة ليحط من كرامة القرآن بزعمه هذا. وقد غفل أو تغافل عما في إنجيله من التناقض الصريح عند إطلاقه لهاتين الكلمتين. فقد ذكر في الباب الثاني عشر من إنجيل متى: إخبار المسيح أنه يبقى مدفونا في بطن الارض ثلاثة أيام أو ثلاث ليال. مع أن إنجيل متى بنفسه والاناجيل الثلاثة الاخر قد اتفقت على أن المسيح لم يبق في بطن الارض إلا يسيرا من آخر يوم الجمعة ، وليلة السبت ونهاره ، وليلة الاحد إلى ما قبل الفجر. فانظر أخريات الاناجيل، ثم قل لكاتب إنجيل متى، ولكل من يعتقد أنه وحي إلهي: أين تكون ثلاثة أيام وثلاث ليال. ومن الغريب جدا أن يؤمن علماء الغرب ومفكروه بكتب العهدين، وهي مليئة بالخرافات والمناقضات، وألا يؤمنوا بالقرآن، وهو الكتاب المتكفل بهداية البشر، وبسوقهم إلى سعادتهم في الدنيا والاخرة، ولكن التعصب داء عضال، وطلال الحق قليلون كما أشرنا إليه فيما تقدم.
جاء في كتاب التنقيح في شرح العروة الوثقى للسيد أبوالقاسم الخوئي: وعليه فلابد من تربيع الاقسام بأن يقال: الماء اما كر أو غير كر والثاني اما أن يكون له مادة أو لا يكون، وما له المادة إما أن تكون مادته أصلية، وإما أن تكون جعلية. وكل واحد منهما مع عدم ملاقاة النجاسة طاهر مطهر من الحدث والخبث طهورية الماء المطلق. ان الطهر غير ظاهر في الطاهر من دون أن يكون مطهرا لغيره، وإلا فلو صح إطلاق الطهور على ما هو طاهر في نفسه خاصة لصح استعماله في غير الماء من الاجسام أيضا. فيقال: الشجر، أو الخشب طهور، أو يقال: البواطن طهور، وظاهر الحيوانات طهور، مع ان الاطلاق المذكور من الاغلاط الفاحشة. ان استعمال الطهور بمعنى أشد طهارة. وكونه انظف من غيره وان كان صحيحا، وربما يستعمل بدله لفظ اطهر. فيقال: إن هذا الشئ اطهر لك. كما في قوله تعالى: "هؤلاء بناتي هن اطهر لكم" (هود 78) أي اوقع في الجهات الشهوية من غيرها.
جاء في كتاب مصباح الفقاهة للسيد ابو القاسم الخوئي قدس سره: حرمة التطفيف والبخس قوله: الخامسة: التطفيف حرام. أقول: التطفيف مثل التقليل وزنا ومعنى، والمراد به هنا أن يجعل الانسان نفسه كيالا أو وزانا، فيقلل نصيب المكيل له في ايفائه واستيفائه على وجه الخيانة، والبخس نقص الشئ عن الحد الذي يوجبه الحق على سبيل الظلم. وكيف كان فلا اشكال في حرمتها عند المسلمين قاطبة، وتدل على ذلك الادلة الاربعة: أما الكتاب، فقوله تعالى: "ولا تبخسوا الناس اشياءهم" (هود 86)، وقوله تعالى: "ولا تنقصوا المكيال والميزان" (هود 85). وأما السنة، فقد ورد النهى عن البخس والتطفيف في جملة من الروايات.
جاء في كتاب البيان في تفسير القرآن للسيد ابو القاسم الخوئي قدس سره: ونحن إذا سبرنا الايات القرآنية يظهر لنا ظهورا تاما لا يقبل التشكيك أن المشركين كانوا يقترحون إنزال العذاب عليهم، أو يقترحون آيات اخرى نزل العذاب على الامم السابقة بسبب تكذيبها. قوله تعالى: "وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ" (هود 8)
https://telegram.me/buratha