الدكتور فاضل حسن شريف
تكملة للحلقة السابقة قال الله تعالى عن النبي داوود عليه السلام "وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا" ﴿الإسراء 55﴾ داوود اسم علم، وربك أيها النبي أعلم بمَن في السموات والأرض. ولقد فَضَّلْنا بعض النبيين على بعض بالفضائل وكثرة الأتباع وإنزال الكتب، وأعطينا داود الزبور، و "وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ" ﴿الأنبياء 78﴾ وَدَاوُودَ: وَ حرف عطف، دَاوُۥدَ اسم علم، واذكر أيها الرسول نبي الله داود وابنه سليمان، إذ يحكمان في قضية عرَضَها خصمان، عَدَت غنم أحدهما على زرع الآخر، وانتشرت فيه ليلا فأتلفت الزرع، فحكم داود بأن تكون الغنم لصاحب الزرع ملْكًا بما أتلفته، فقيمتهما سواء، وكنَّا لحكمهم شاهدين لم يَغِبْ عنا، و "فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ" ﴿الأنبياء 79﴾ فَفَهَّمنا سليمان مراعاة مصلحة الطرفين مع العدل، فحكم على صاحب الغنم بإصلاح الزرع التالف في فترة يستفيد فيها صاحب الزرع بمنافع الغنم من لبن وصوف ونحوهما، ثم تعود الغنم إلى صاحبها والزرع إلى صاحبه؛ لمساواة قيمة ما تلف من الزرع لمنفعة الغنم، وكلا من داود وسليمان أعطيناه حكمًا وعلمًا، ومننَّا على داود بتطويع الجبال تسبِّح معه إذا سبَّح، وكذلك الطير تسبِّح، وكنا فاعلين ذلك، و "وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ" ﴿النمل 15﴾ ولقد آتينا داود وسليمان علمًا فعملا به، وقالا الحمد لله الذي فضَّلنا بهذا على كثير من عباده المؤمنين. وفي الآية دليل على شرف العلم، وارتفاع أهله.
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام عن النبي داوود عليه السلام: صفاته البارزة: ذكرت الآيات والروايات صفات كثيرة للنبي داود، فبحسب آيات القرآن كان النبي داود يفهم لغة الحيوانات، "فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ" (البقرة 251) وأعطاه الله الحكم والحكمة وعلّمه ما يريد. كان داوود كثير العبادة والخشوع وشديد البكاء خوفاً من الله تعالى، ذكر الشيخ الطوسي في تفسيره التبيان في الآية 10 من سورة سبأ، "وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًاً" (سبأ 10)، إن الله أنزل عليه الزبور وأعطاه الصوت الجميل، وهما من بين الفضائل الإلهية التي أشارت لها الآية، وقد وردت روايات مختلفة عن عبادة داود. مثل كثرة صومه، حيث كان النبي داود يصوم يوماً واحداً ثم يستريح يوماً آخراً ويصوم مرةً أخرى وهكذا. وعلى أساس آيات القرآن كانت الطيور والجبال تسبح معه، "فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ" (الانبياء 79) وذكر العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار ثلاثة احتمالات لتسبيح الجبال، وهي: إن تسبيح الجبال كناية عن تسبيح الملائكة الساكنين فيها، أو بمعنى إيجاد صوت التسبيح فيها، أو أن للجبال شعور ويمكنها التسبيح. الحكم: أعطى الله لداود الحكمة وفصل الخطاب، وأمره أن يقضي بين الناس "يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ" (ص 26) يذكر القرآن حالات حكم النبي داود "وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ" (الانبياء 78-79) كما ذكرت الآية 26 من سورة ص مقام الخلافة لداود. وبحسب ما ذهب إليه العلامة الطباطبائي فإن ظاهر الخلافة هو نفسه خلافة الله، والتي من شؤونها القضاء والحكم بالحق بين الناس. ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أن إمام الزمان بعد ظهوره يحكم بما حكم به النبي داوود عليه السلام. ذكر القرآن في سورة ص أن داوود أخطأ بحكمه، وفي هذه القصة جاء شخصان إلى داود، وقال أحدهما: إن لأخي 99 نعجة، وأنا ليس لي غير نعجةٍ واحدة، وهو يصرُّ على أخذها مني "إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ" (ص 23) فأصدر داود حكماً دون سماع كلام الطرف الآخر، وأعطى الحق لصالح الشخص الأول. ثم أدرك داوود أن هذا كان امتحاناً إلهياً، وأنه ارتكب خطأ، فاستغفر داوود ربه على ذلك وسجد وتاب "قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ" (ص 24). صناعة الدروع: يذكر القرآن أن الله علم داود صنعةً لبوساً وهي صناعة الدروع "وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ" (الانبياء 80) جاء في بعض المصادر الروائية أن الله أشاد بالنبي داود واعتبره عبداً صالحاً، لكنه كان لا يمتلك عملاً وكان يرتزق من بيت المال، فحزن داوود وبكى على ذلك، فعلمه الله صناعة الدروع، فكان يصنع ويبيع ولم يعد بحاجة إلى بيت المال، ويعتبر داوود أول من صنع الدروع وعلمها ثم سرت صناعتها إلى من بعده. الصوت الجميل: كان يمتلك النبي داود صوتاً جميلاً، لم يمنحه الله لأيّ شخص مثله، بحيث كانت الحيوانات تقترب من داوود عند قرائته لكتاب الزبور وتستمع إليه.
عن موقع مركز سيد الشهداء عليه السلام للبحوث الاسلامية: مناجاة الله مع النبي داوود عليه السلام: وان الله تعالى اوحى الى داود عليه السلام وقال: يا داود من تاجرني فهو اربح التاجرين، ومن صرعته الدنيا فهو اخسر الخاسرين. ويحك يا ابن آدم ما اقسى قلبك: ابوك وامك يموتان وليس لك عبرة بهما؟ يا ابن آدم الا تنظر الى بهيمة ماتت فانتفخت وصارت جيفة، وهي بهيمة وليس لها ذنب؟ ولو وضعت اوزارك على الجبال الراسيات لهدتها. يا داود وعزتي ما شيء اضر عليكم من اموالكم واولادكم، ولا اشده في قلوبكم فتنة منها، والعمل الصالح عندي مرفوع، وانا بكل شيء محيط، سبحان خالق النور. عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان داود عليه السلام لما وقف الموقف بعرفة نظر الى الناس وكثرتهم فصعد الجبل فاقبل يدعو. فلما قضى نسكه اتاه جبرئيل عليه السلام فقال له: يا داود يقول ربك، لِمَ صعدت الجبل، ظننت انه يخفى علي صوت من صوت، ثم مضى به الى البحر الى جدة، فرسب به في الماء مسيرة اربعين صباحا في البر، فاذا صخرة فغلقها فاذا فيها دودة، فقال: يا داود يقول لك ربك انا نسمع صوت هذه في بطن هذه الصخرة في قعر هذا البحر، فظننت انه يخفى علي صوت من صوت. وعنه عليه السلام قال: قال داود النبي عليه السلام، لاعبدن الله اليوم عبادة ولاقرأن قراءة لم افعل مثلها قط، فدخل محرابه ففعل. فلما فرغ من صلاته ان هو بضفدع في المحراب، فقال له: يا داود اعجبك اليوم ما فعلت من عبادتك وقراءتك؟ فقال: نعم، فقالت: لا يعجبك فاني اسبح الله في كل ليلة الف تسبيحة يتشعب لي مع كل تسبيحة ثلاثة آلاف تحميدة، واني لاكون في قعر الماء، فيصوت الطير في الهواء فاحسبه جائعا، فاطفو له على الماء لياكلني، ومالي ذنب.
جاء عن مركز الاشعاع الاسلامي حول تنزيه داود عن المعصية للسيد مرتضى علم الهدى: نص الشبهة: فإن قيل فما الوجه في قوله تعالى: "وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ * إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ" (ص 21-24) أو ليس قد روى أكثر المفسرين أن داود عليه السلام قال رب قد أعطيت إبراهيم وإسحق ويعقوب من الذكر ما وددت إنك أعطيتني مثله، قال الله تعالى إني ابتليتهم بما لم أبتلك بمثله، وإن شئت ابتليتك بمثل ما ابتليتهم وأعطيتك كما أعطيتهم، قال نعم، فقال عز وجل له فاعمل حتى أرى بلاءك، فكان ما شاء الله أن يكون، وطال عليه ذلك حتى كاد ينساه. فبينا هو في محرابه إذ وقعت عليه حمامة، فأراد أن يأخذها فطارت إلى كوة المحراب، فذهب ليأخذها فطارت من الكوة، فاطلع من الكوة فإذا امرأة تغتسل فهواها وهم بتزوجها، وكان لها بعل يقال له أوريا، فبعث به إلى بعض السرايا وأمره أن يتقدم أمام التابوت الذي فيه السكينة، وكان غرضه أن يقتل فيه فيتزوج بامرأته، فأرسل الله إليه الملكين في صورة خصمين ليبكتاه (يبكتاه: بكت (بالفتح): ضربه بسيف أو عصاوكذلك بمعنى عنف وقرع.) على خطيئته وكنيا عن النساء بالنعاج. وعليكم في هذه الآيات سؤال من وجه آخر وهو أن الملائكة لا تكذب فكيف قالوا "خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ" (ص 22)؟ وكيف قال أحدهما "إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ" (ص 23) إلى آخر الآية؟ ولم يكن من كل ذلك شئ؟. الجواب: قلنا: نحن نجيب بمقتضى الآية ونبين أنه لا دلالة في شئ منها على وقوع الخطأ من داود عليه السلام، فهو الذي يحتاج إليه، فأما الرواية المدعاة، فساقطة مردودة، لتضمنها خلاف ما يقتضيه العقول في الأنبياء عليهم السلام، قد طعن في رواتها بما هو معروف، فلا حاجة بنا إلى ما ذكره. وأما قوله تعالى: "وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ" (ص 1) فالخصم مصدر لا يجمع ولا يثنى ولا يؤنث. ثم قال "إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ" (ص 21) فكنى عنهم بكناية الجماعة، وقيل في ذلك أنه إخراج الكلام على المعنى دون اللفظ، لأن الخصمين ههنا كانا كالقبيلتين أو الجنسين. وقيل بل جمع لأن الاثنين أقل الجمع، وأوله لأن فيهما معنى الانضمام والاجتماع. وقيل بل كان مع هذين الخصمين غيرهما ممن يعنيهما ويؤيدهما. فإن العادة جارية فيمن يأتي باب السلطان بأن يحضر معه الشفعاء والمعاونون، فأما خوفه منهما فلأنه عليه السلام كان خاليا بالعبادة في وقت لا يدخل عليه فيه أحد على مجرى عادته، فراعه منهما أنهما. أتيا في غير وقت الدخول، أو لأنهما دخلا من غير المكان المعهود. وقولهما خصمان بغى بعضنا على بعض جرى على التقدير والتمثيل. وهذا كلام مقطوع عن أو له، وتقديره: أرأيت لو كنا كذلك واحتكمنا إليك؟ ولا بد لكل واحد من الاضمار في هذه الآية. وإلا لم يصح الكلام لأن خصمان لا يجوز أن يبتدؤا به. وقال المفسرون تقدير الكلام: نحن خصمان. قالوا وهذا مما يضمره المتكلم ويضمره المتكلم له أيضا. فيقول المتكلم سامع مطيع، أي أنا كذلك. ويقول القافلون من الحج آئبون تائبون لربنا حامدون. أي نحن كذلك. وقال الشاعر: وقولا إذا جاوزتما أرض عامر * وجاوزتما الحيين نهدا وخثعما فزيعان من جرم بن ريان أنهم * أبوا أن يجيروا في الهزاهز محجما. أي نحن فزيعان. ويقال للمتكلم مطاع معان. ويقال له أراحل أم مقيم؟ وقال الشاعر: تقول ابنة الكعبي لما لقيتها * أمنطلق في الجيش أم متثاقل أي أنت كذلك. فإذا كان لا بد في الكلام من اضمار فليس لهم أن يضمروا شيئا بأولى منا إذا أضمرنا سواه.
https://telegram.me/buratha