الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله تعالى عن كلمة نصارى "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" ﴿البقرة 62﴾ وَالنَّصَارَى: وَ حرف عطف، ال اداة تعريف، نَّصَارَى اسم علم، إن المؤمنين من هذه الأمة، الذين صدَّقوا بالله ورسله، وعملوا بشرعه، والذين كانوا قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم من الأمم السالفة من اليهود، والنصارى، والصابئين وهم قوم باقون على فطرتهم، ولا دين مقرر لهم يتبعونه هؤلاء جميعًا إذا صدَّقوا بالله تصديقًا صحيحًا خالصًا، وبيوم البعث والجزاء، وعملوا عملا مرضيًا عند الله، فثوابهم ثابت لهم عند ربهم، ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من أمور الدنيا. وأما بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم خاتمًا للنبيين والمرسلين إلى الناس كافة، فلا يقبل الله من أحد دينًا غير ما جاء به، وهو الإسلام، "وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" ﴿البقرة 111﴾ نصارى اسم علم، ادَّعى كلٌّ من اليهود والنصارى أن الجنة خاصة بطائفته لا يدخلها غيرهم، تلك أوهامهم الفاسدة. قل لهم أيها الرسول: أحضروا دليلكم على صحة ما تدَّعون إن كنتم صادقين في دعواكم، و "وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" ﴿البقرة 113﴾ النَّصَارَى: وَ حرف عطف، ال اداة تعريف، نَّصَارَى اسم علم، وقالت اليهود: ليست النصارى على شيء من الدين الصحيح، وكذلك قالت النصارى في اليهود وهم يقرؤون التوراة والإنجيل، وفيهما وجوب الإيمان بالأنبياء جميعًا. كذلك قال الذين لا يعلمون من مشركي العرب وغيرهم مثل قولهم، أي قالوا لكل ذي دين: لست على شيء، فالله يفصل بينهم يوم القيامة فيما اختلفوا فيه مِن أمر الدين، ويجازي كلا بعمله، و "وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ" ﴿البقرة 120﴾ ولن ترضى عنك أيها الرسول اليهود ولا النصارى إلا إذا تركت دينك واتبعتَ دينهم. قل لهم: إن دين الإسلام هو الدين الصحيح. ولئن اتبعت أهواء هؤلاء بعد الذي جاءك من الوحي ما لك عند الله مِن وليٍّ ينفعك، ولا نصير ينصرك. هذا موجه إلى الأمّة عامة وإن كان خطابًا للنبي صلى الله عليه وسلم، "وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" ﴿البقرة 135﴾ نصارى اسم علم، وقالت اليهود لأمَّة محمد صلى الله عليه وسلم: ادخلوا في دين اليهودية تجدوا الهداية، وقالت النصارى لهم مثل ذلك. قل لهم أيها الرسول: بل الهداية أن نتبع جميعًا ملة إبراهيم، الذي مال عن كل دين باطل إلى دين الحق، وما كان من المشركين بالله تعالى، و "أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" ﴿البقرة 140﴾ بل أتقولون مجادلين في الله: إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وهم الأنبياء الذين كانوا في قبائل بني إسرائيل الاثنتي عشرة من ولد يعقوب كانوا على دين اليهود أو النصارى؟ وهذا كذب، فقد بُعِثوا وماتوا قبل نزول التوراة والإنجيل. قل لهم أيها الرسول: أأنتم أعلم بدينهم أم الله تعالى؟ وقد أخبر في القرآن بأنهم كانوا حنفاء مسلمين، ولا أحد أظلم منكم حين تخفون شهادة ثابتة عندكم من الله تعالى، وتدَّعون خلافها افتراء على الله. وما الله بغافل عن شيء من أعمالكم، بل هو مُحْصٍ لها ومجازيكم عليها.
القرآن الكريم سمى أصحاب الديانة المسيحية بالنصارى وليس المسيحيين حيث ارفق النصارى باليهود "وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ" (البقرة 113). وكلمة المسيحيين جاءت مجازا نسبة للسيد المسيح بن مريم عليه السلام الذي ورد اسم المسيح بدل عيسى في عدد من الآيات القرآنية "لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ" (النساء 172)، و "مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ" (المائدة 75)، و تكرر اسم "الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ" (المائدة 17) (المائدة 72)، واسم "الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ" (النساء 157) (النساء 171). ذكر الله عيسى عليه السلام 25 مرة في القرآن الكريم وقسم منها مسبوق بكلمة المسيح. يولد من ال عمران عيسى عليه السلام "إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ" (ال عمران 45) الذي أظهر المعاجز "وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (ال عمران 49). ولكن لقي من قومه العناد والكفر برسالته، ولم ينصره إلا القلة القليلة من الأنصار "فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" (ال عمران 52) و ومنها جاءت تسمية النصارى لاتباع الأنصار حسب رأي بعض المفسرين "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ" (البقرة 62) و "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ الله" (الصف 14) ومنهم نصارى نجران في الحجاز.
عن تفسير التبيان للشيخ الطوسي: و النصاري جمع نصران كقولهم سكران و سكاري. و نشوان و نشاوي. هذا قول سيبويه: قال الشاعر: تراه إذا کان العشي محنفا * يضحي لديه و هو نصران شامس. و قد سمع في الأنثي نصرانة قال الشاعر: و كلتاهما خرت و اسجد رأسها * کما سجدت نصرانة لم تحنف. و قد سمع في جمعهم أنصار بمعني النصاري قال الشاعر: لما رأيت نبطاً أنصارا * شمرت عن ركبتي الازارا كنت لهم من النصاري جارا. و المشهور أن واحد النصاري نصري: مثل بعير مهري و مهاري. و انما سموا نصاري، لنصرة بعضهم بعضا. دليله الآيات الّتي ذكرناها. و قيل انما سموا بذلك لأنهم نزلوا ارضاً يقال لها: ناصرة. و کان ينزلها عيسي فنسب اليها، فقيل عيسي الناصري، ثم نسب أصحابه اليه فقيل النصاري، و هذا قول إبن عباس، و قتادة، و إبن جريج. و قيل: إنهم سموا بذلك، لقوله: "مَن أَنصارِي إِلَي اللّهِ" (الصف 14). و قيل: لأنهم كانوا من الناصرة و هي قرية في بلاد الروم. و قوله: "اليَومَ تُجزي كُلُّ نَفسٍ بِما كَسَبَت لا ظُلمَ اليَومَ" (غافر 17). و الاشارة بقوله: «تِلكَ أُمَّةٌ» الي ابراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب ولدهم. يقول اللّه تعالي لليهود و النصاري: يا معشر اليهود و النصاري دعوا ذكر ابراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و المسلمين من أولادهم بغير ما عم اهله، و لا تنسبوا اليهم الكفر، و اليهودية و النصرانية، و لا تضيفوها اليهم و إنها أمة قد خلت و لا تسألون أنتم عما كانوا يعملون. قوله تعالى "وَ قالُوا كُونُوا هُوداً أَو نَصاري تَهتَدُوا قُل بَل مِلَّةَ إِبراهِيمَ حَنِيفاً وَ ما كانَ مِنَ المُشرِكِينَ" (البقرة 135) آية بلا خلاف. الضمير في قوله: "وَ قالُوا كُونُوا" يرجع الي اليهود، و النصاري، لان کل فريق منهم دعي الي ما هو عليه و معني "تهتدوا" أي تصيبوا طريق الحق. كأنهم قالوا: تهتدوا الي الحق. و روي عن عبد اللّه بن عباس، انه قال: قال عبد اللّه بن صوريا الأعور لرسول اللّه صلى الله عليه وآله : ما الهدي إلا ما نحن عليه، فاتبعنا يا محمّد تهتد. و قالت النصاري: مثل ذلک فانزل اللّه تعالي "وَ قالُوا كُونُوا هُوداً أَو نَصاري تَهتَدُوا" (البقرة 135). قوله تعالى "وَ قالُوا لَن يَدخُلَ الجَنَّةَ إِلّا مَن كانَ هُوداً أَو نَصاري تِلكَ أَمانِيُّهُم" (البقرة 111). قال الزجاج: اليهود جاءوا إلي النبي صلى الله عليه وآله بأولادهم الأطفال، فقالوا يا محمّد أعلي هؤلاء ذنوب! فقال صلى الله عليه وآله : لا، فقالوا: كذلك نحن ما نعمل بالليل يغفر بالنهار، و ما نعمل بالنهار يغفر بالليل، فقال اللّه تعالي: "بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشاءُ" (النساء 49). و قال: مجاهد، و أبو مالك: كانوا يقدمونهم في الصلاة و يقولون: هؤلاء لا ذنب لهم. و قال إبن عباس: كانوا يقولون: أطفالنا يشفعون لنا عند اللّه. الثاني- روي عن عبد اللّه بن مسعود انه تزكية النّاس بعضهم بعضاً لينالوا بذلك مالا من مال الدنيا، فأخبر اللّه تعالي أنه ألذي يزكي من يشاء. و تزكيتهم أنفسهم هو أن يقولوا: نحن أزكياء.
قال الرسول محمد صلى الله عليه وآله: (إن الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعنهم الله على لسان أنبيائهم، ثم عموا بالبلاء). عن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ" (ال عمران 61). سبب النّزول: قيل نزلت الآيات في وفد نجران العاقب و السيد و من معهما قالوا لرسول اللّه: هل رأيت ولدا من غير ذكر فنزلت: "إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ" (ال عمران 56) الآيات فقرأها عليهم، فلمّا دعاهم رسول اللّه إلى المباهلة استنظروه إلى صبيحة غد من يومهم ذلك، فلمّا رجعوا إلى رجالهم قال لهم الأسقف: انظروا محمّد في غد فإن غدا بولده و أهله فاحذروا مباهلته، و إن غدا بأصحابه فباهلوه فإنّه على غير شيء. فلمّا كان الغد جاء النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم آخذا بيدي علي بن أبي طالب عليه السّلام و الحسن عليه السّلام و الحسين عليه السّلام بين يديه يمشيان و فاطمة عليها السّلام تمشي خلفه، و خرج النصارى يتقدمهم أسقفهم. فلمّا رأى النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم قد أقبل بمن معه فسأل عنهم فقيل له: هذا ابن عمّه و زوج ابنته و أحب الخلق إليه، و هذان ابنا بنته من علي و هذه الجارية بنته فاطمة أعزّ الناس عليه و أقربهم إلى قلبه، و تقدّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم فجثا على ركبتيه. قال أبو حارثة الأسقف جثا و اللّه كما جثا الأنبياء للمباهلة. فرجع و لم يقدم على المباهلة، فقال السيد: أذن يا أبا حارثة للمباهلة فقال: لا. إنّي لأرى رجلا جريئا على المباهلة و أنا أخاف أن يكون صادقا و لئن كان صادقا لم يحل و اللّه علينا حول و في الدنيا نصراني يطعم الماء. فقال الأسقف: يا أبا القاسم إنا لا نباهلك و لكن نصالحك فصالحنا على ما ينهض به، فصالحهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم على الفي حلة من حلل الاواقي قسمة كلّ حلة أربعون درهما فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلك أو على عارية ثلاثين درعا و ثلاثين رمى و ثلاثين فرسا إن كان باليمن كيد، و رسول اللّه ضامن حتّى يؤديها و كتب لهم بذلك كتابا. و روي أن الأسقف قال لهم: إنّي لأرى وجوها لو سألوا اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لازاله، فلا تبتهلوا فتهلكوا و لا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة.
https://telegram.me/buratha