الصفحة الإسلامية

مفهوم القرية في الآيات القرآنية (ح 3)


الدكتور فاضل حسن شريف

تكملة للحلقتين السابقتين قال الله تعالى عن قرية "وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ" ﴿الأنبياء 11﴾ قرية اسم، قرية: قال اهل التفسير: إنها قرية (حَضور)، و كان الله تعالى بعث إليهم نبي، وكثير من القرى كان أهلها ظالمين بكفرهم بما جاءتهم به رسلهم، فأهلكناهم بعذاب أبادهم جميعًا، وأوجدنا بعدهم قومًا آخرين سواهم، و "وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ" ﴿الأنبياء 95﴾ حرام على قرية: مُمتنِعٌ البتـّة على أهل قرية، وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ: ممتنع رجوعهم إلى الدنيا، وممتنع على أهل القرى التي أهلكناها بسبب كفرهم وظلمهم، رجوعهم إلى الدنيا قبل يوم القيامة؛ ليستدركوا ما فرطوا فيه، و "فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ" ﴿الحج 45﴾ فكأين من قرية: فكثير من القرى، فكثيرًا من القرى الظالمة بكفرها أهلكنا أهلها، فديارهم مهدَّمة خَلَتْ مِن سكانها، وآبارها لا يُستقى منها، وقصورها العالية المزخرفة لم تدفع عن أهلها سوء العذاب، و "وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ" ﴿الحج 48﴾ وكثير من القرى كانت ظالمة بإصرار أهلها على الكفر، فأمهلتهم ولم أعاجلهم بالعقوبة فاغتروا، ثم أخَذْتُهم بعذابي في الدنيا، وإليَّ مرجعهم بعد هلاكهم، فأعذبهم بما يستحقون، و "وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيرًا" ﴿الفرقان 51﴾ ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرًا، يدعوهم إلى الله عز وجل، وينذرهم عذابه، ولكنا جعلناك أيها الرسول مبعوثًا إلى جميع أهل الأرض، وأمرناك أن تبلغهم هذا القرآن، فلا تطع الكافرين في ترك شيء مما أرسلتَ به، بل ابذل جهدك في تبليغ الرسالة، وجاهد الكافرين بهذا القرآن جهادًا كبيرًا، لا يخالطه فتور، و "وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ" ﴿الشعراء 208﴾ وما أهلكنا مِن قرية من القرى في الأمم جميعًا، إلا بعد أن نرسل إليهم رسلا ينذرونهم، تذكرة لهم وتنبيهًا على ما فيه نجاتهم، وما كنا ظالمين فنعذب أمة قبل أن نرسل إليها رسولا.

جاء في تفسير التبيان للشيخ الطوسي: قوله تعالى "وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ" ﴿الأنبياء 11﴾ يقول‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ مخبراً انه‌ قصم‌ قري‌ كثيرة، و يريد أهلها. و ‌قوله‌ "كانَت‌ ظالِمَةً" ‌لما‌ أضاف‌ الهلاك‌ ‌الي‌ القرية أضاف‌ الظلم‌ اليها. و التقدير قصمنا اهل‌ قرية كانوا ظالمين‌ لنفوسهم‌، بمعاصي‌ اللّه‌، و ارتكاب‌ ‌ما حرمه‌. و (كم‌) للكثرة و ‌هي‌ ضد (رب‌) لان‌ (رب‌) للتقليل‌. و (كم‌) ‌في‌ موضع‌ نصب‌ ب (قصمنا). و القصم‌ كسر الصلب‌ قهراً. قصمه‌ يقصمه‌ قصماً، فهو قاصم‌ الجبابرة، و انقصم‌ انقصاماً مثل‌ انقصف‌ انقصافاً. و ‌قوله‌ "وَ أَنشَأنا بَعدَها قَوماً آخَرِين‌َ" (الانبياء 11) يعني‌ أوجدنا ‌بعد‌ هلاك‌ أولئك‌ قوماً آخرين‌. و الإنشاء إيجاد الشي‌ء ‌من‌ ‌غير‌ سبب‌ يولده‌، يقال‌ انشأه‌ إنشاء. و النشأة الاولي‌ الدنيا، و النشاة الثانية الآخرة. و مثل‌ الإنشاء الاختراع‌ و الابتداع‌‌ ‌هذا‌ ‌في‌ اللغة‌-‌ فأما ‌في‌ عرف‌ المتكلمين‌، فالاختراع‌ ‌هو‌ ابتداع‌ الفعل‌ ‌في‌ ‌غير‌ محل‌ القدرة ‌عليه‌. ‌قوله‌ "وَ حَرام‌ٌ عَلي‌ قَريَةٍ أَهلَكناها أَنَّهُم‌ لا يَرجِعُون‌َ" (الانبياء 95) ‌قيل‌: (‌لا‌) صلة، و المعني‌: حرام‌ رجوعهم‌. و ‌قيل‌ "أَنَّهُم‌ لا يَرجِعُون‌َ" ‌ أي ‌ حال‌ قبول‌ التوبة. و ‌قال‌ قوم‌: حرام‌ ‌علي‌ قرية أهلكناها، لأنهم‌ ‌لا‌ يرجعون‌. و ‌قال‌ الزجاج‌: المعني‌ و حرام‌ ‌علي‌ قرية أهلكناها ‌أن‌ نتقبل‌ منهم‌ عملا لأنهم‌ ‌لا‌ يرجعون‌، ‌ أي ‌ ‌لا‌ يتوبون‌ أبداً. و حرم‌ و حرام‌ لغتان‌ مثل‌ حل‌ و حلال‌. و ‌قيل‌: ‌في‌ معني‌ "وَ حَرام‌ٌ عَلي‌ قَريَةٍ" (الانبياء 95) معناه‌ واجب‌ ‌عليهم‌ ألا يرجعون‌ ‌الي‌ تلك‌ القرية أبداً. و ‌قال‌ الجبائي‌: معناه‌ و حرام‌ ‌علي‌ قرية أهلكناها عقوبة ‌لهم‌ ‌ان‌ يرجعوا ‌الي‌ دار الدنيا. يقول‌ ‌الله‌ ‌تعالي‌: إنه‌ حرام‌ ‌علي‌ أهل‌ قرية أهلكناها رجوعهم‌، "حَتّي‌ إِذا فُتِحَت‌ يَأجُوج‌ُ وَ مَأجُوج‌ُ" (الانبياء 96) ‌ أي ‌ ينفرج‌ السدان‌ (يأجوج‌ و مأجوج‌) و يظهروا، و التقدير فتحت‌ جهة يأجوج‌ و مأجوج‌، و الفتح‌ انفراج‌ الشي‌ء ‌عن‌ غيره‌. قال‌ ‌تعالي‌ "فَكَأَيِّن‌ مِن‌ قَريَةٍ" (الحج 45) معناه‌ و كم‌ ‌من‌ أهل‌ قرية "أهلكناها" (الحج 45) ‌لما‌ استحقوا الإهلاك‌ ‌في‌ حال‌ كونها "ظالمة" لنفسها "فَهِي‌َ خاوِيَةٌ عَلي‌ عُرُوشِها" (الحج 45) ‌ أي ‌ أهلكناها ‌في‌ حال‌ كونها ظالمة لنفسها ‌حتي‌ تهدمت‌ الحيطان‌ ‌علي‌ السقوف‌. و ‌قال‌ الضحاك‌ ‌علي‌ عروشها سقوفها. و ‌قوله‌ "وَ بِئرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصرٍ مَشِيدٍ" (الحج 45) معناه‌ و كم‌ ‌من‌ بئر معطلة ‌ أي ‌ ‌لا‌ أهل‌ لها. و التعطيل‌ إبطال‌ العمل‌ بالشي‌ء، و لذلك‌ ‌قيل‌ الدهري‌: معطل‌، لأنه‌ أبطل‌ العمل‌ بالعلم‌ ‌علي‌ مقتضي‌ الحكمة. و يقال‌: خوت‌ الدار خواء، ممدود. و ‌هي‌ خاوية، و خوي‌ جوف‌ الإنسان‌ ‌من‌ الطعام‌ خوي‌، مقصور، و ‌هو‌ خاو. و ‌قيل‌ ‌في‌ خفض‌ "وَ بِئرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصرٍ مَشِيدٍ" (الحج 45) قولان‌: أحدهما‌-‌ بالعطف‌ ‌علي‌ قرية، فيكون‌ المعني‌ إهلاكاً كالقرية.

جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا" (الفرقان 51) أشارت إلى عظمة مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يقول تعالى: لو أردنا لبعثنا نبيا في كل مدينة وبلد، لكننا لم نفعل هذا وألقينا مسؤولية هداية العالمين على عاتقك: "ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا" (الفرقان 51). كما أن الله عز وجل طبقا للآيات السابقة قادر على إرسال قطرات المطر الباعث على الحياة إلى كل الأراضي الميتة، فله القدرة أيضا على إنزال الوحي والنبوة على قلب نبي في كل قرية، وأن يبعث لكل أمة نذيرا، لكن الله يختار لعباده ما هو أصلح، لأن تمركز النبوة في وجود فرد واحد يكون باعثا على وحدة وانسجام الناس، ومانعا من كل فرقة وتشتت. ويحتمل أن بعض المشركين أوردوا هذا الاشكال وهو: ألم يكن من الأفضل أن يبعث الله نبيا في كل مدينة وقرية؟ لكن القرآن يقول في ردهم: لو أراد الله ذلك لفعل، لكن هذا التشتت ليس في صالح الأمم والشعوب قطعا. وعلى أية حال، فكما أن هذه الآية دليل على عظمة مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فهي دليل كذلك على وجوب وحدة القائد، وعلى ثقل عب ء مسؤوليته. قوله تعالى "وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلى المصير" (الحج 48) إنذار الكفار المعاندين بأنه ما أكثر القرى والبلاد التي أمهلناها ولم ننزل العذاب عليها ليفيقوا من غفلتهم، ولما لم يفيقوا وينتبهوا أمهلناهم مرة أخرى ليغرقوا في النعيم والرفاهية، وفجأة نزل عليهم العذاب: "وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها" (الحج 48). إن أولئك الأقوام كانوا مثلكم يشكون من تأخر العذاب عليهم، ويسخرون من وعيد الأنبياء، ولا يرونه إلا باطلا، إلا أنهم ابتلوا بالعذاب أخيرا ولم ينفعهم صراخهم أبدا وإلي المصير أجل كل الأمور تعود إلى الله، وتبقى جميع الثروات فيكون الله وارثها. قوله تعالى "وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون" (الشعراء 208) ما كان أكثرهم مؤمنين الوارد في نهاية تلك القصص إن أكثرهم لم يؤمنوا، فعلام يأتي الأنبياء منذرين ومبشرين؟ فالقرآن يجيب على هذا السؤال بأن ذلك سنة الله "وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون فنرسل الأنبياء لهم لإتمام الحجة وتقديم النصح والموعظة ليتذكروا ويستيقظوا من غفلتهم ذكرى. ولو كنا نأخذهم بدون إتمام الحجة، وذلك بإرسال المنذرين والمبشرين من قبل الله لكان ظلما منا وما كنا ظالمين. فمن الظلم أن نهلك غير الظالمين، أو نهلك الظالمين دون إتمام الحجة عليهم.. وما ورد في هذه الآيات هو في الحقيقة بيان للقاعدة العقلية المعروفة ب‌ (قاعدة قبح العقاب بلا بيان) وشبيه لهذه الآية ما جاء في الآية 15 من سورة الإسراء: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" (الاسراء 15).

تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع سماحة الشيخ جلال الدين الصغير عن الفارق بين القرية والمدينة في القران الكريم؟ ونفس الامر ربما تجده قد توهم في حديث القرآن في سورة الكهف عن قصة الجدار في قوله تعالى: "فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا" (الكهف 77)، ثم علّل ذلك جواباً على اعتراض موسى عليه السلام بقوله: "وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا" (الكهف 82) وقد تصور الواهم ان الحديث عن القرية التي فيها جدار الغلامين، يستلزم وجود الغلامين عندهما، وحيث ان القران اشار الى ان الغلامين في المدينة، ففهم من ذلك ان القران يقول بالوحدة بين الكلمتين في المعنى، وانه استعار للاولى ما في الثانية والعكس صحيح، بينما لا يخطئ المراقب الحصيف الفارق الكبير ما بين الاثنين، فالقرآن الكريم تحدّث عن غلامين صغيرين يعيشان في المدينة وان لهما جدار في القرية فحفظ ما تحت الجدار لهما حتى يبلغا الرشد فيأخذانه، ولا ادري ما الذي يعسر لفهم ان الكلمتين استخدما في عرضين مختلفين؟ وان المكانين مختلفين والدليل عليهما الفارق بين عمري الغلامين اثناء اقامة الجدار وبين بلوغهما الرشد لكي يستفيدا منه. ومن الطبيعي عندئذ ان يقال: فان لم تتبين الوحدة ما بين الكلمتين، فما هو الفارق بينهما اذن؟ بداية لا يمكن ان نقر ما اشار اليه العديد من اهل التفسير بان المدن هي ما لها سور وحصن يحيط بها ويسوّرها، والقرى تخلو من ذلك، وذلك لوضوح ان القرآن الكريم تحدث عن القرى المحصنة كما في قوله تعالى: "لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة" (الحشر 14)، وما كان للقرآن الكريم ان يتحدث عن القرى المحصنة في وقت يقال عن ان القرى لا تسوير فيها فضلا عن التحصين. إن من يتأمل في القرآن الكريم يجد ان القرية ذكرت في القران 33 مرة فيما ذكرت القرى 17 مرة، وفي هذه الاثناء ذكرت المدينة 14 مرة ققط، وفي كل مرة ذكر القران العذاب والانتقام الالهي في القران الكريم او الظلم الاجتماعي او اي معيار اخلاقي وتشريعي آخر فانه كان متعلقاً بالقرية او القرى بشكل يستغرق كل القرية، كما في قوله تعالى: "وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا" (النساء 75) او قوله: "وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (الأعراف 4) او قوله تعالى: "فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ" (يونس 98) ولم يك الحديث المعياري او الاخلاقي متعلقا بكل المدينة ابداً، ولو اراد ان يشير الى المسألة المعيارية هنا، فإنه يشير الى بعض من في المدينة لا كل المدينة، كما نلاحظ ذلك في قوله تعالى: "وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ" (التوبة 101) او قوله تعالى: وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ" (النمل 48) ولا تفسير لهذا التباين الا بالقول بأن القرية او القرى يمكن أن يسودها موقف واحد بالعادة فيستلزم العذاب او رفعه، بناء على موقفها من امر تشريعي معين، ولذلك تجد العذاب حينما يعمم على كل قرى قوم لوط عليه السلام، فلأنهم اشتركوا جميعاً في موقف واحد، ومن لم يشترك كان راضياً بفعل ما كان قوم لوط يفعلونه، وبنفس القدر رأينا ان البلاء حينما رفع عن قوم يونس عليه السلام، فلأن جميع القرية اتفقت على موقف واحد إزاء مسألة الإنابة الى الله تعالى، ومن هنا نفهم المغزى من اطلاق القرآن الكريم وصف الظلم او البركة على القرى، كما في قوله تعالى: "وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ" (سبأ 18) وهو امر لم نجده قد استخدم مع المدينة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك