الدكتور فاضل حسن شريف
تكملة للحلقة السابقة جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى عن أموالهم "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ" ﴿الحجرات 15﴾ بِأَمْوَالِهِمْ: بِ حرف جر، أَمْوَالِ اسم، هِمْ ضمير، إنما المؤمنون الذين صدَّقوا بالله وبرسوله وعملوا بشرعه، ثم لم يرتابوا في إيمانهم، وبذلوا نفائس أموالهم وأرواحهم في الجهاد في سبيل الله وطاعته ورضوانه، أولئك هم الصادقون في إيمانهم. وقوله سبحانه "وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ" ﴿الذاريات 19﴾ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقُّ: حق الزكاة وحق الصلة، وفي أموالهم حق واجب ومستحب للمحتاجين الذين يسألون الناس، والذين لا يسألونهم حياء. قوله عز وجل "وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ" ﴿المعارج 24﴾ إن الإنسان جُبِلَ على الجزع وشدة الحرص، إذا أصابه المكروه والعسر فهو كثير الجزع والأسى، وإذا أصابه الخير واليسر فهو كثير المنع والإمساك، إلا المقيمين للصلاة الذين يحافظون على أدائها في جميع الأوقات، ولا يَشْغَلهم عنها شاغل، والذين في أموالهم نصيب معيَّن فرضه الله عليهم، وهو الزكاة لمن يسألهم المعونة، ولمن يتعفف عن سؤالها، والذين يؤمنون بيوم الحساب والجزاء فيستعدون له بالأعمال الصالحة، والذين هم خائفون من عذاب الله. إن عذاب ربهم لا ينبغي أن يأمنه أحد. والذين هم حافظون لفروجهم عن كل ما حرَّم الله عليهم، إلا على أزواجهم وإمائهم، فإنهم غير مؤاخذين. وقوله جل جلاله "وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا" ﴿الأحزاب 27﴾ وملَّككم الله أيها المؤمنون أرضهم ومساكنهم وأموالهم المنقولة كالحليِّ والسلاح والمواشي، وغير المنقولة كالمزارع والبيوت والحصون المنيعة، وأورثكم أرضًا لم تتمكنوا مِن وطئها من قبل، لمنعتها وعزتها عند أهلها. وكان الله على كل شيء قديرًا، لا يعجزه شيء. قوله عز من قائل "وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ" ﴿النساء 34﴾ الرجال قوَّامون على توجيه النساء ورعايتهن، بما خصهم الله به من خصائص القِوامَة والتفضيل، وبما أعطوهن من المهور والنفقات. فالصالحات المستقيمات على شرع الله منهن، مطيعات لله تعالى ولأزواجهن، حافظات لكل ما غاب عن علم أزواجهن بما اؤتمنَّ عليه بحفظ الله وتوفيقه، واللاتي تخشون منهن ترفُّعهن عن طاعتكم، فانصحوهن بالكلمة الطيبة، فإن لم تثمر معهن الكلمة الطيبة، فاهجروهن في الفراش، ولا تقربوهن، فإن لم يؤثر فعل الهِجْران فيهن، فاضربوهن ضربًا لا ضرر فيه، فإن أطعنكم فاحذروا ظلمهن، فإن الله العليَّ الكبير وليُّهن، وهو منتقم ممَّن ظلمهنَّ وبغى عليهن. قوله جلت قدرته "وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا" ﴿النساء 38﴾ وأعتدنا هذا العذاب كذلك للذين ينفقون أموالهم رياءً وسمعةً، ولا يصدقون بالله اعتقادًا وعملا ولا بيوم القيامة. وهذه الأعمال السيئة مما يدعو إليها الشيطان. ومن يكن الشيطان له ملازمًا فبئس الملازم والقرين.
اكد القرآن الكريم آيات قرآنية على الاهتمام بشريحة الاطفال والنساء وخاصة اللاجئين منهم الذين تقطعت بهم السبل عن اوطانهم قال الله تبارك وتعالى "وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا" (النساء 2). عن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "وَ لا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ" ﴿النساء 2﴾ أي لا تأخذوا أموالهم الطّيبة و ثرواتهم الجيدة و تضعوا بدلها من أموالكم الخبيثة و المغشوشة و هذا التعليم في الحقيقة يهدف إلى المنع ممّا قد يرتكبه بعض القيمين على أموال اليتامى من أخذ الجيد من مال اليتيم و الرفيع منه و جعل الخسيس و الرديء مكانه، بحجّة أن هذا التبديل يضمن مصلحة اليتيم، أو لأنّه لا تفاوت بين ماله و البديل، أو لأن بقاء مال اليتيم يؤول إلى التلف و الضياع و غير ذلك من الحجج و المعاذير. روي أنّ رجلا من بني غطفان كان معه مالا كثير لابن أخ له يتيم، فلما بلغ اليتيم طلب ماله فمنعه عنه، فخاصمه إلى النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فنزلت: "وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ" ﴿النساء 2﴾ فلما سمع الغطفاني ذلك ارتدع و قال: أعوذ باللّه من الحوب الكبير. مفهوم القاعدة العامة القائلة: (الناس مسلطون على أموالهم) فهمنا مدى الاحترام الذي أقره الإسلام للمرأة بمنحها الاستقلال الاقتصادي، ومدى التساوي الذي قرره بين الجنسين في هذا المجال.
عن تفسير التبيان للشيخ الطوسي: قوله تعالى "وَ قَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعبَ" ﴿الأحزاب 26﴾ أي ألقي في قلوبهم يعني اليهود و المشركين خوفاً من النبي صلي اللّه عليه و آله "فَرِيقاً تَقتُلُونَ" ﴿الأحزاب 26﴾ منهم يعني الرجال "وَ تَأسِرُونَ فَرِيقاً" ﴿الأحزاب 26﴾ يعني النساء و الذراري ثم قال "وَ أَورَثَكُم أَرضَهُم وَ دِيارَهُم وَ أَموالَهُم" (الاحزاب 27) يعني ديار بني قريظة و أرضهم و أموالهم. جعلها اللّه للمسلمين مع ذلك و نقلها اليهم "وَ أَرضاً لَم تَطَؤُها" (الاحزاب 27) معناه و أورثكم أرضاً لم تطؤها، قال الحسن: هي أرض فارس و الروم. و قال قتادة: هي مكة. و قال يزيد بن رومان و إبن زيد: هي خيبر "وَ كانَ اللّهُ عَلي كُلِّ شَيءٍ قَدِيراً" (الاحزاب 27) أي قادراً علي توريثكم أرض هؤلاء و أموالهم و نصركم و غير ذلك. قوله تعالى "إِذ يُوحِي رَبُّكَ إِلَي المَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُم فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعبَ فَاضرِبُوا فَوقَ الأَعناقِ وَ اضرِبُوا مِنهُم كُلَّ بَنانٍ" (الانفال 12) معني الآية اذكروا "إِذ يُوحِي رَبُّكَ إِلَي المَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُم" (الانفال 12) يعني بالمعونة و النصرة. قوله تعالى "وَ أَورَثَكُم أَرضَهُم وَ دِيارَهُم وَ أَموالَهُم" (الاحزاب 27) يعني ديار بني قريظة و أرضهم و أموالهم. جعلها اللّه للمسلمين مع ذلک و نقلها اليهم "وَ أَرضاً لَم تَطَؤُها" (الاحزاب 27) معناه و أورثكم أرضاً لم تطؤها، قال الحسن: هي أرض فارس و الروم. و قال قتادة: هي مكة. و قال يزيد بن رومان و إبن زيد: هي خيبر "وَ كانَ اللّهُ عَلي كُلِّ شَيءٍ قَدِيراً" (الاحزاب 27) أي قادراً علي توريثكم أرض هؤلاء و أموالهم و نصركم و غير ذلك. الي هاهنا انتهت قصة الأحزاب. قوله تعالى "الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لا يُتبِعُونَ ما أَنفَقُوا مَنًّا وَ لا أَذيً لَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ" (البقرة 262) "الّذين" رفع بالابتداء. و "ينفقون" خبره و "أموالهم" نصب لأنه مفعول به. و الإنفاق إخراج الشيء عن الملك. و قوله «فِي سَبِيلِ اللّهِ» قال إبن زيد: هو الجهاد. و قال الجبائي: أبواب البرّ كلها، و هو الصحيح عندنا. و المروي عن أبي عبد اللّه عليه السلام. و قوله: "ثُمَّ لا يُتبِعُونَ ما أَنفَقُوا مَنًّا" فالمن هو ذكر ما ينغص المعروف كقول القائل: أحسنت إلي فلان و نعشته و أغنيته و ما أشبه ذلک مما ينغص النعمة و أصل المن: القطع و منه قولهم: حبل منين أي ضعيف، لأنه مقطع و منيته أي قطعته و منه قوله: "فَلَهُم أَجرٌ غَيرُ مَمنُونٍ" (التين 6) أي غير مقطوع و سمي ما يكدر النعمة و المعروف بانه منّة لأنه قطع الحق ألذي يجب به. و المنة: النعمة العظيمة سميت بذلك لأنها تجل عن قطع الحق بها لعظمها. و منه قوله: "يَمُنُّونَ عَلَيكَ أَن أَسلَمُوا قُل لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسلامَكُم بَلِ اللّهُ يَمُنُّ عَلَيكُم أَن هَداكُم لِلإِيمانِ" (الحجرات 17) أنعم عليكم. و المنة: القوة في القلب و المنّ: ألذي يقع من السماء، و المن ألذي يوزن به، لأنه يقطع علي مقدار مخصوص. و قوله: "وَ لا أَذيً" فهو نحو قولهم أنت أبداً فقير، و من أبلاني بك و أراحني اللّه منك، و ما أشبه ذلك مما يؤذي قلب المعطي و قوله "لَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم" (البقرة 277) و الأجر هو النفع المستحق بالعمل "وَ لا خَوفٌ عَلَيهِم" فالخوف يوقع الضرر ألذي لا يؤمن وقوعه. "وَ لا هُم يَحزَنُونَ" (البقرة 277) فالحزن الغم ألذي يغلظ علي النفس.
يقول السيد مرتضى العسكري: السيد العسكري حول اصل العداء الاموي: وصلت تجارة قريش إلى مكة بعد أن قتل في سبيلها سبعون منهم ببدر وأسر سبعون فقرر أبو سفيان ومن كان له في تلك العير تجارة أن ينفقوها في حرب رسول الله صلى الله عليه وآله. فنزلت فيهم: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ" (الانفال 36). فاجتمعت قريش لحرب رسول الله صلى الله عليه وآله حين فعل ذلك أبو سفيان وأصحاب العير وخرج أبو سفيان وهو قائد الناس معه هند بنت عتبة. ورآها أحد الأنصار تحرض الناس تحريضا شديدا. ووقعت هند والنسوة اللاتي معها يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول.
https://telegram.me/buratha