الدكتور فاضل حسن شريف
ورد من اسباب ضيق الرزق: الاعراض عن ذكر الله "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُۥ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ أَعْمَىٰ" (طه 124)، اكل اموال الاخرين "وَلَا تَأْكُلُوٓاْ أَمْوَٰلَكُم بَيْنَكُم بِٱلْبَٰطِلِ" (البقرة 188)، الحسد والبغض "وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ" (الفلق 5)، عقوق الوالدين "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا" (العنكبوت 8)، القيام بالكبائر كالزنا والربا "وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلً" (الاسراء 32) و " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ" (البقرة 275)، السرقة والتجارة بالمحرمات "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ" (المائدة 38) و "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ" (النور 37)، عدم اخراج الزكاة والخمس "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ" (التوبة 103) و "وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ" (المدثر 44)، وقلة الاستغفار "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً" (نوح 10). جاء في خطبة حجة الوداع (ألا وإن كل رباً كان في الجاهليةِ مَوضوع وإن الله عز وجل قضى أن أول رِبَا يُوَضعُ رِبَا العباس بن عبد المطلب لَكُم رُؤُوسُ أموالِكم لا تَظلمون ولا تُظلمون). أخرج أحمد وأصحاب السنن الأربعة وابن حبان والحاكم عن بريدة: أن النبي صلى الله عليه وآله قال: صدق الله ورسوله "إنما أموالكم وأولادكم فتنة" (التغابن 15) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.
جاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى "تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" ﴿الصف 11﴾ "تؤمنون" تدومون على الإيمان "بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون" أنه خير لكم فافعلوه. و قوله جل جلاله "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" ﴿المنافقون 9﴾ "يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم" تشغلكم "أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله" الصلوات الخمس "ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون". و قوله عز من قائل "إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ۚ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ" ﴿التغابن 15﴾ "إنما أموالكم وأولادكم فتنة" لكم شاغلة عن أمور الآخرة "والله عنده أجر عظيم" فلا تفوتوه باشتغالكم بالأموال والأولاد.
وعن الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي: في تفسير العياشي، عن يونس بن يعقوب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله "وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ" (النساء 5)، قال: من لا تثق به. وفيه، عن إبراهيم بن عبد الحميد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الآية "وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ" (النساء 5) قال: كل من يشرب الخمر فهو سفيه. وفيه، عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله "وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ" (النساء 5) قال: هم اليتامى لا تعطوهم أموالهم حتى تعرفوا منهم الرشد فقلت: فكيف يكون أموالهم أموالنا؟ قال: إذا كنت أنت الوارث لهم. وفي تفسير القمي، عن الباقر عليه السلام: في الآية: فالسفهاء النساء والولد إذا علم الرجل أن امرأته سفيهة مفسدة وولده سفيه مفسد لم ينبغ له أن يسلط واحدا منهما على ماله الذي جعل الله له قياما يقول: معاشا الحديث. أقول: والروايات في هذه المعاني كثيرة، وهي تؤيد ما قدمناه أن للسفه معنى وسيع ذو مراتب كالسفيه المحجور عليه والصبي قبل أن يرشد والمرأة المتلهية المتهوسة وشارب الخمر ومطلق من لا تثق به، وبحسب اختلاف هذه المصاديق يختلف معنى إيتاء المال، وكذا معنى إضافة "أَمْوالَكُمُ" (النساء 5) وعليك بالتطبيق والاعتبار. وقوله في رواية ابن أبي حمزة: إذا كنت أنت الوارث لهم إشارة إلى ما قدمناه أن المال كله للمجتمع بحسب الأصل ثم لكل من الأشخاص ثانيا وللمصالح الخاصة فإن اشتراك المجتمع في المال أولا هو الموجب لانتقاله من واحد إلى آخر. وفي الفقيه، عن الصادق عليه السلام: انقطاع يتم اليتيم الاحتلام وهو أشده، وإن احتلم ولم يؤنس منه رشد وكان سفيها أو ضعيفا فليمسك عنه وليه ماله. وفيه، عنه عليه السلام: في قوله تعالى "وَابْتَلُوا الْيَتامى" الآية قال: إيناس الرشد حفظ المال. أقول: وقد تقدم وجه دلالة الآية عليه.
جاء في کتاب التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده للسيد محمد تقي المدرسي: أهلية المتعاقدين: وهناك شروط تتصل بطرفي العقد، أهمها العقل والرضا (حرية المتعاقدين في إتخاذ القرار). ومن هنا فإن عقد الطفل والسفيه والمكره لا يعبأ به. 1/ لقد إشترط القرآن الرشد بعد البلوغ قبل دفع أموال اليتامى اليهم، مما نعرف شرط البلوغ والعقل (الرشد) في صحة التصرفات المالية. قال الله سبحانه: "وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً" (النساء 5). 2/ ونهى القرآن عن إطلاق يد السفهاء في التصرف في الأموال، (لأنهم يفسدون النظام الاجتماعي القائم على الاقتصاد). قال الله سبحانه: "وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً" (النساء 5). 3/ وقد إشترط القرآن في التجارة التراضي، وعند الإكراه في طرف ينتفي هذا الشرط، (إذ يبقى أحد الطرفين راضياً دون الآخر). قال الله سبحانه: "يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلآَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً" (النساء 29). 4/ وقد رفع الدين المسؤولية عن المكره، حتى ولو كان محل الإكراه التلفظ بالكفر. قال الله سبحانه: مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ اكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (النحل 106). 5/ وحرّم القرآن أن يرث أحد امرأته بالكره، فقال الله سبحانه: "يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَآءَ كَرْهاً وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَآ ءَاتَيْتُمُوهُنَّ إِلآَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً" (النساء 19). وهكذا يفقد الإكراه شرعية العقد، كما يفقده السفيه والصبي والمجنون ومن أشبه. انتهى. والتخلف عن القتال بالاعذار التافهة، يؤدي إلى الهلاك. اوليس القتال لمصلحة الامة، والدفاع عن حرمتها؟ فالتهاون فيه يؤدي إلى ضرر كبير. قال الله تعالى: "انفورا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وانفسكم في سبيل الله ذلك خير لكم ان كنتم تعلمون * لو كان عرضا قريبا أو سفرا قاصدا لا تبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون انفسهم والله يعلم انهم لكاذبون" (التوبة 41). ترى انه بمجرد بعد الشقة، كذبوا وحلفوا، بأنهم لا يستطيعون الخروج، ولم يتبعوا القيادة.
https://telegram.me/buratha