الصفحة الإسلامية

مشتقات المال والأموال في القرآن الكريم (أموالكم) (ح 5)


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: قوله تعالى "الرجال قوامون على النساء" (النساء 33) أي يقومون عليهن قيام الولاة على الرعية، وقوام الأمر: نظامه وعماده يقال فلان قوام أهل بيته، وقيامهم وهو الذي يقيم شأنهم ومنه قوله تعالى: "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما" (النساء 4). وقوله تعالى: "إنما أموالكم وأولادكم فتنة" (الانفال 28) (التغابن 15) أي بلاء ومحنته، وسبب لوقوعكم في الجرائم والعظائم، والفتنة في كلام العرب الابتداء والامتحان، وأصله من فتنت الفضة إذا أدخلتها النار لتتميز. (إلى) إلى: حرف خافض وهي منتهى لابتداء الغاية وقد يجئ بمعنى مع كقوله تعالى: "ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم" (النساء 2).

من اشارات قرآنية عن المحرمات التي لها علاقة بالاموال في الشريعة الاسلامية للسيد علي السيستاني حفظه الله: الكهانة فعلها والتكسب بها والرجوع إلى الكاهن وتصديقه فيما يقوله "قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ" (النمل 65) و "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ" (النساء 29).الرشوة على القضاء، اعطاؤها وأخذها وان كان القضاء بالحق، وأما الرشوة على استنفاذ الحق من الظالم فلا بأس بدفعها وان حرم على الظالم أخذها "وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" (البقرة 188) و "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا" (النساء 29-30). التصرف في مال المسلم ومن بحكمه من دون طيب نفسه ورضاه "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُم" (النساء 29). الاضرار بالمسلم ومن بحكمه في نفسه أو ماله أو عرضه "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا" (النساء 29-30).

جاء في كتاب التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده للسيد محمد تقي المدرسي: كما ان كلمة البخس أبلغ من أكل المال، لانه حتى إذا شك في أن يكون الموضوع من مصاديق قوله سبحانه: "وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَآ إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" (البقرة 188) فان آية قرآنية اخرى تصدق على الموضوع وهي قوله سبحانه: "وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ" (الاعراف 85)، لأن البخس قد يكون في جزء من المال او في جزء من الحق. من هذه القاعدة الفقهية العامة نستفيد انه يحرم الاضرار بالناس، فلا يجوز ان نسن قوانين في البلد تضر بحق احد المواطنين أنى كان. فلو كان مثلًا من مصلحة البلد فتح طريق، فلا يجوز ان يتم ذلك ببخس اصحاب البيوت. واذا كان من مصلحة البلد منع زراعة معينة، او فتح ابواب الاستيراد لبضاعة معينة، وكان في ذلك اضرار وبخس حق لصاحب ارض او صاحب مصنع، فعلينا ان نعوّضه. قول الله عز وجل "وَلا تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ ءَاثِمٌ قَلْبُهُ" (البقرة 283). ومن مصاديق الكتمان ما يفعله البخلاء من ستر أموالهم خشية مطالبة الفقراء او الدولة بحقوقهم في تلك الاموال. والقيمة المثلى ليست الثروة او الكثرة، وانما الايمان والعمل الصالح الذي يجزيه الرب جزاءً مضاعفاً، يتمثل في الجنة والأمن. قال الله ربنا سبحانه: وَمَآ أَمْوَالُكُمْ وَلآ أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى الَّا مَنْ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِك لَهُمْ جَزَآءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ ءَامِنُونَ (سبأ 37). واذا نظرنا الى تاريخ القرى الغابرة، رأينا كيف دمرت بسبب الكفر والظلم، بينما بقيت مدن بسبب الايمان والعمل الصالح. ان ذلك يهدينا الى سنة الله في الجزاء في الاخرة ايضاً. وهكذا بيّن ربنا سبحانه هذه البصيرة بعد التذكرة بمصير الغابرين "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ ۚ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ" (الروم 42).

جاء في موقع الالوكة الشرعية عن حرمة المال العام في الاسلام للكاتب عبد الرحمن الطوخي: خصائص المال العام في الإسلام: يتَّسِم المال العام في الإسلام بخصائص مستنبطة من كلام الفقهاء تُميِّزه عن المال الخاصِّ، من أهمِّها ما يلي: 1 المالك الحقيقي لأعيان ما يقعُ في نطاق المال العام هو الله سبحانه وتعالى مِصداقًا لقول الله تعالى: "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (البقرة: 29) وأن ما الأرض لأهْل الأرض. 2 إنَّ حقَّ الانتفاع والاستغلال في أعيان المال العام للجماعة، باعتبارها مؤلَّفَةً من أفراد ذَوِي أنْصبة أزَلَيَّة فيه، ولكلٍّ منهم كِيانه الإنساني، فلقد خَلَق الله ما على الأرض للناس جميعًا، لتقومَ حياتُهم، أفرادًا وجماعات. 3 إنَّ موضوع المال العام من صُنْع الإنسان الذي يعمل بأمْرِ الله سبحانه وتعالى وهو مسخَّر لجميع الناس بلا تمييزٍ لفردٍ عن فرد، أو لجيلٍ عن جِيل، ومن أمثلة ذلك البِحار والأنهار، والمعادن والماء. 4 يحصل الإنسان على مَنفعة المال العام عادة دون مَشقَّة أو تضْحِيَة، فهي مُسَخَّرة بإذن الله. 5 من حقِّ الناس جميعًا الانتفاعُ بالمال العام حسب الضوابط التي يضعها ولِيُّ الأمر، والمستنبَطَة من أحكام ومبادئ شريعة الإسلام. الحاجيات من حِفْظ المال: والحاجة معناها: ما يُفتقر إليه من حيث التوسعة ورَفْع الضِّيق. ومثالها من جانب الوجود المادي: الترخُّص في الغرر اليسير، والْجَهالة التي لا انفكاكَ عنها في الغالب، ورُخصة السلم، والعَرَايا والقَرْض والشُّفْعَة، والقِرَاض والمستقاة ونحوها، ومنه التوسِعة في ادِّخار الأموال، وإمْساك ما فوق الحاجة منها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك